في كل يوم جديد يمر علينا تشير عجلة العمر الى تقدم يوم واحد لا يمكن التراجع عنه ابدا ومهما كانت نوع ساعاته ومهما كانت لحظات مروره فانه ذاهب من غير رجعة…
هواجس تراودنا احيانا فنقوم من منامنا مرعوبين لا نعرف ما هي الاسباب وما ذا سوف نفعل؟
وماذا سوف يحل بنا في ذلك اليوم.. نقرأ الاخبار عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي فنجد على صفحاته نعي لهذا لشخص قد رحل في هذه الساعات وبالأمس قد رحل غيره وغدا اننا راحلون جميعا…
نعم انها نزهة قصيرة مهما طالت وكيف قضيناها… لحظات سريعة نشعر فيها احيانا بالملل ونشعر احيانا بالبهجة والفرح وقد دخلت قلوبنا.. نختلف كثيرا في الآراء ونتجادل فيما بيننا وجميعنا يتصور نفسه هو الصحيح وغيره خطا عقولنا تختلف ونمط حياتنا واشكالنا مختلفة ايضا..
مقاساتنا احجامنا تختلف في كل شيء نختلف حتى في الصفات منا من يتحمل فيصبر ومنا من يجزع فيهرب.. اختلافنا في تحمل المصاعب والمسؤوليات يجعلنا احيانا الى الهروب من هذا الواقع ولكننا بدون ان نشعر نعود اليه وقد بنينا مال جديدة… صعاب تمر والطريق نحسبه طويل رغم قصر مسافاته… السنتنا تختلف بلغاتها وحسن منطقها ويتلعثم اللسان احيانا من قول الحقيقة.. مجاملات كثيرة ومدح. بعضنا الآخر والهروب من المواجهة احياناً اخرى….
كلام من هنا وكلام من هناك والحديث طويل فتنتهي ساعات النهار ليأتي ظلام الليل ومعه نوره الصناعي نقضي اوقاته نوم او سهر ونرى احلام مزعجة وأحلام سعيدة ننام فيها ولا نشعر سوى انها لحظات بسيطة قضيناها بمتعه مع عالم اخر.. ربما عالم لا نستطيع ان نصله في وضح النهار ونشعر ان ارواحنا لامسته ووصلت اليه في منامنا في الليل…
هدوء يعم المكان خالي من الضجيج وخالي من الكلام بأجهزة الاتصالات وخالي من الكلام مع الناس ولا كلام الا مع هواجسك التي تراودك وتعيش معها عالم من صنع الخيال دوماً… نطلب السكينة احيانا في بعض الاوقات ولكن دون جدوى فالضجيج موجود في كل مكان الا في هدوء الليل فانه يرحل بعيداً للحظات معينة ليعود بعدها من جديد ويقول انا يومكم الجديد هيا شاطروني افراحكم واحزانكم فانا مثلكم ذاهباً من غير رجعة…
مساجد وتراتيل واستغفار من ذنب قديم والاستعداد لتأدية شعائر الصلاة لنتقرب بها الى الخالق مناجيه بان يصفح عنا ويعطينا من نريد… لحظات ونعود لنتكلم من جديد عن الآمال وكثرة الاموال ونوع الاعمال… والجميع تائهون بين الجواب والسؤال…
وختاما ندعو الله بالدعاء الذي يدعوا به السلف الصالح..
((اللهم أعطني إيمانًا ويقينًا ليس بعده كفر، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة))
