اليوم ومع تلبد الغيوم في السماء وتساقط قطرات الماء من السماء. مع رائحه المطر وهي تمتزج بتراب الارض لينبعث منها رائحة طيبة تشرح الصدور وانا ارمي بخطواتي في حديقة منزل احد ابنائي في منطقة جنوب الموصل وبقربي ذلك النبات من النعناع الاخضر ليكمل بعطره رائحة الارض..
ما اجمل الطبيعة وما اجمل خيراتها وما اجمل اجوائها عندما تريد اسعادنا بظروفِها الجوية..
ما اجمل متغيرات المناخ عندما ينتهي الصيف وهو يودعنا برايته الحمراء الملتهبة والمستمدة قوتها من شعاع الشمس ومع انخفاض درجات الحرارة وانتقالنا الى فصل الخريف الذي زادت من جماليته قطرات المطر وتلبد الغيوم في السماء…
لقد جاء فصل الخريف ويعتبر هذا الفصل من الفصول المعتدلة الجميلة الذي تعودنا فيه على تساقط اوراق الاشجار لتنتظر حلتها الجديدة ومنه تعلمنا بعد ان سارت بنا سنين العمر وعرفنا ان الخريف هو مرحلة في حياتنا وفيه تتساقط أوراقنا نحن بني البشر ايضاً بعد أن كنا أشجاراً نضرة بشباب العمر.. وكذلك عرفنا منه مرحلة تساقط بعض الاصدقاء وابتعادهم منا مثل اوراق الاشجار التي تتساقط من اغصانها وفروعها بعد ان رحل عنا الكثيرين منهم قسمٌّ غيبته الحياة ومنهم من غاب بسبب متغيرات الحياة..
أيامٌّ اصبحنا نشعر بتغييراتها الجوية وننتظرها بلهفة وكأننا لم نرى من قبلها شتاء او صيف او خريف او ربيع.
لانعرف هل الحياة اصبحت قاسية علينا اكثر من قبل ام اننا وصلنا الى مرحلة الانكفاء الشخصي على انفسنا واصبح كل شيء يزعجنا فلا يعجبنا برد الشتاء ولاحرارة الصيف..
انني أسال نفسي احيانا كيف كنا نعيش في سنوات الطفولة بعيدا عن خدمات العصرنة الحديثة وبعيدا عن كل وسائل الراحة الموجودة في وقتنا الحاضر فلا اجد الا جواب واحد ان كل انسان يستطيع التكيف مع اجواء الطبيعة التي يعيشها….
نعم مثلما نتكيف مع صفاتنا التي منحنا الله لبني البشر ومثلما تعودنا ان نعيش مع اشخاص معينين في هذه الحياة ومع انواع من الطعام الذي نتناوله في وجباتنا الغذائية فأننا اليوم تعودنا على ان نعيش مع كل فصل يفرضه علينا المناخ الجوي رغم الاختلاف الموجود بينهما من ناحية تغيير الطقس المناخي والاحوال الجوية المتقلبة..
وختاما أُرحب بكل رحابة صدر وكلي بهجة وسرور بفصل الخريف واشكو له حرارة فصل الصيف القاسية واتمنى ان يكون فصل الشتاء مكمل لفصل الخريف بعيدا عن البرد القارص وبعيدا عن الفيضانات وازمة النفط الابيض ووسائل التدفئة…