23 ديسمبر، 2024 6:09 م

خارطة الشرق الاوسطي الجديد ( المنطقة الحيوية )

خارطة الشرق الاوسطي الجديد ( المنطقة الحيوية )

طالما تحدثت الاوساط الغربية والامريكية من مصادر سياسية واعلامية واستخبارية عن شرق اوسطي جديد تقوده الولايات المتحدة الامريكية من أجل خدمة مصالحها وتعزيز مواقعها في المنطقة،والتي تعتبر العصب الاساسي للعالم حيث أكثر من ثلاثة أرباع البترول ومشتقاته يأتي من باطن أراضيها، اضافة الى المخزونات الضخمة من تلك الثروة الطائلة والتي حباها الله لتلك المنطقة.
بالفعل اعدت الدوائر الاستخبارية الامريكية ومنذ مطلع الثمانينات في القرن الماضي الدراسات ووضعت الوسائل والسبل في سبيل نجاح مساعيها بالسيطرة على منابع الثروة للتحكم بمصير العالم وفرض نفوذها الاقتصادي والسياسي وحتى الايدولوجي على تلك البقعة الصغيرة والتي تعرف جزافا” بمنطقة الشرق الاوسط وهي تعني بالتحديد العالم العربي وما يحيطه من دول الجوار.
وقد ازدادت الدراسات الامريكية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق وتشرذمه الى خمسة عشر جمهورية,وبعد نجاح تجربة تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن في أفغانستان والتي ساهمت المخابرات الامريكية وبصورة أساسية في انشاء ذلك التنظيم ودعمه ماديا” وأعلاميا” ولوجستيا” بحجة مقاومة المد الشيوعي والذي يحاول الاقتراب من تلك المنطقة الحيوية، وبالفعل قامت المخابرات الامريكية وبصورة مباشرة او غير مباشرة في دعم الثورة الاسلامية في ايران،وساهمت بصورة واخرى بأسقاط الشاه وذلك لفسح المجال لتشكيل حكومة دينية ذات صبغة شيعية تسيطير على اوضاع تلك البلاد الكبيرة،وفي ذات الوقت قامت كما اسلفت بأنشاء ودعم تنظيم القاعدة لتكوين دولة ذات توجهات سنية في افغانستان تكون قوة موازنة الى ايران الشيعية بعد ان تتلقى تلك الدولة السنية الدعم الكبير والمفتوح من دول الخليج العربية، الا انه وبسبب ابتعاد تنظيم القاعدة عن بعض الاهداف الامريكية ولزيادة تطرفه في السنوات الاخيرة، دعت المخابرات الامريكية في البحث عن مسار جديد لصعود قوى سلفية تتعامل مع الغرب بأعتدال .لذلك وجدت المخابرات الامريكية غايتها في ثورات الربيع العربي والتي ساهمت والى حدود كبيرة في وصول قوى سلفية لسدة الحكم في عدة دول عربية، كانت الغاية الامريكية الرئيسية منها هو زيادة تشرذم تلك المنطقة الحيوية بحجة الديمقراطية الفوضوية ولتبقى امريكا هي المسيطرة على اوضاع تلك الدول وبالفعل ما ان قامت المخابرات الامريكية بترويج الفيلم الامريكي المسئ الى الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم وخروج التظاهرات الغاضبة عليه حتى وصلت الامور الى مقتل السفير الامريكي في ليبيا استغلت الولايات المتحدة تلك الظروف وقامت بأدخال قواتها العسكرية الى ليبيا واليمن وغيرها من الدول بحجة حماية بعثاتها الدبلوماسية. أن الهدف الاساسي والذي تسعى المخابرات الامريكية لتحقيقه وفي غضون العشرين سنة القادمة هو تجزئه دول المنطقة الى دويلات طائفية متناحرة وأنشاء ما يعرف دول الطوائف لتشكيل خارطة الشرق الاوسطي الجديد ويمكن متابعة المخطط الامريكي للدول القائمة الحالية من خلال تقسيمها وفق نسق طائفي وعرقي ,وأبرز الدول المرشحة لذلك التقسيم هي:
1- العراق: محاولة تقسيمه الى ثلاثة دويلات متحاربة فيما بينها وهي دولة كردية في الشمال هي في طور الاستقلال ودولة سنية سلفية في وسط العراق ودولة شيعية على النمط الايراني في الجنوب.
2-سوريا: سيتم تقسيمها الى دولة سنية سلفية ودولة علوية(على ساحل البحر المتوسط) ودولة كردية في غرب سوريا قرب الحدود التركية لما يعرف بكردستان الغربية.
3- السعودية: محاولة تقسيمها الى ثلاث دويلات أو ممالك وهي في المنطقة الشرقية(الدمام والقطيف والاحساء)وسوف تكون دولة شيعية، وايضا”دولة وهابية في منطقة نجد حيث مدينة الرياض وما حولها من صحراء، ودولة سلفية في منطقة الحجاز(المدينة ومكة والطائف).
4-اليمن: ستقسم الى عدة دويلات دولة يحكمها الحوثيون،ودولة أخرى في حضرموت وابين يحكمها تنظيم القاعدة،ودولة جنوب اليمن والتي ستحكمها القبائل اليمنية على غرار النموذج الصومالي.
5-مصر: ايضا” سيتم تقسيمها الى عدة دويلات وهي دولة سلفية في القاهرة وما يحيط بها من مناطق قريبة، دولة قبطية (وسوف تشمل الاسكندرية وبعض مناطق الصعيد)، دولة لأبناء النوبة(وهم سكان جنوب مصرذات البشرة السمراء الداكنة) وكذلك دولة وهابية في سيناء.
6- ليبيا: ستقسم الى ثلاث دويلات في برقة وهي على ساحل البحر المتوسط، ودولة في بنغازي وهي دولة سلفية ودولة في طرابلس سوف يسيطر عليها أتباع القذافي وأقاربه من جديد.
أنه مخطط صهيوني أمريكي خبيث تسعى منه الى تقسيم منطقة الشرق الاوسط الى عشرات الدويلات المتناحرة على الامتيازات والحدود والثروات الطبيعية والمياه والبحاروالاجواء والانهار، وقد بدأ المخطط منذ فترة قريبة وبدأت بوادرها بالظهور من خلال :
اولا”: تقسيم السودان الى دولتين متحاربتين وسط فوضى كبيرة على الحدود .
ثانيا”: مايشهده الصومال من نزاع بين ثلاث دويلات شبه مستقلة.
ثالثا”: من خلال ما تمر به المنطقة من فوضى  عارمة نتيجة ما يعرف بالربيع العربي.
رابعا”: ظهور بوادر الانقسام العراقي ومراحل تشكيل الدويلات الثلاث خصوصا” بعد الاستقلال الواضح للاكراد في شمال العراق وابتعادهم الكبير عن حكومة بغداد.
أن الاهداف الامريكية تسير بخطى حثيثة بأتجاه مبتغاها، ونحن أبناء المنطقة ما زلنا غافلين عنها غائبين تحت مصالح ضيقة، بل نحن في سبات عميق حيث أن الزلزال الكبير أوشك على الوقوع ليبدا عصر امريكي جليدي يجعل المنطقة اثرا” بعد عين.