يتنبأ الكثيرون من المحللين والمتابعين للشأن السياسي والعراقي تحديداً مع تكهنات واحتمالات وتصورات وما إلى ذلك من فرضيات يضعها هذا أو ذاك ولكن برأي كاتب السطور كلها كانت قبل الانتخابات بعيدة عن الواقع جداً .
بعد ظهور القليل من النتائج ( الغير رسمية ) التي افرزتها المفوضية وتبين أن المالكي أو لنترك الشخصنة ونقول قائمة دولة القانون تربعت على المركز الأول بعدد ( 68 ) صوتا سوف يكون لها الفرصة الأقرب لتولي منصب رئيس الوزراء ولدورة ثالثة مع تحالفات متوقعة وغير متوقعة يفرضها المالكي على الأعداء السابقين والأصدقاء المنافقين لتشكيل الحكومة ، ويبقى من لا يتحالف معه في خانة ( العدو ) والطريدة لأربعة أعوام قادمة .
وبحسبة بسيطة نقول أن المالكي يستطيع شراء الأكراد بأصواتهم الــ ( 49 ) صوتا بكذا منفعة مع اصوات قائمة المطلك الباحث عن المنصب والمال ضاربا بعرض الحائط أي قيمة ( مذهبية ) وقائمته حصلت على ( 11 ) صوتا مع حصول المالكي على دعم من متحدون بعد أن يغازل الباحث عن منصب رئيس الجمهورية بلهفة الباحث المجنون حتى لو تم ذبح كل أهل السنة ونقصد ( أسامه النجيفي ) وشقيقه الأثرم فقائمة متحدون حصلت على ( 37 ) صوتا وأعضاء هذه القائمة مشهورون بعشقهم للمناصب والمال وإنهم اكثر من أضر بأهل السنة حتى من هادي العامري وجلال الصغير وبهذه الحالة سيصل العدد إلى ( 165 ) صوتا وهذا هو الرقم المطلوب ناهيك عن القوائم الصغيرة التي دعمها المالكي سراً بملايين الدولارات وهم بدورهم روجوا لفكرة التغيير وضحكوا على جمهورهم بهذه الفكرة وحينها ربما يصل تحالف المالكي إلى أكثر من ( 180 ) صوتا وهنا لا يحتاج المالكي إلى قائمة الصدر ولا إلى الحكيم ولا حتى لعلاوي .
لا ننسى أن للمالكي مؤيدين مثل حزب الفضيلة ومنظمة بدر وقائمة صادقون للعصائب وقائمة قاسم الفهداوي وسعدون الدليمي وجمال الكربولي والهايس والحردان وأبو ريشة وشلة ( الجبور ) أمثال محافظ صلاح الدين احمد الجبوري وقتيبة الجبوري ومشعان الجبوري وفلان الجبوري وفلانة الجبوري وفلتان الجبوري وهؤلاء كلهم مستعدون لعمل اي شيء يطلب منهم ما دام في الأفق مناصب وخلفها مناقصات وملايين الدولارات وسهرات لبنات الغجر وفلل في الأردن والامارات .
ستكون المناصب السيادية كالتالي فمنصب رئيس الوزراء محسوم للمالكي أصلا ورئيس البرلمان للأكراد ورئيس الجمهورية لأسامة النجيفي ولكل من الأسماء الثلاثة نواب من الطوائف والقوميات المختلفة ، فالرئيس السني له نائب شيعي وكردي والرئيس الكردي له نائبان سني وشيعي وهكذا دواليك .
أما الوزارات السيادية فستكون كالتالي ، فالخارجية لصاحبها الأزلي هوشيار والداخلية لمالكها المضمد الأسدي والدفاع لقائمة المطلك والمالية ربما تعود للحكيم والتخطيط تبقى للتيار الصدري .
نقول من يراهن على ابتعاد متحدون عن سكة المالكي فهو واهم فأسامة النجيفي لا يفهم قيمة إلا بتحقيق حلمة العائلي وهو أن يكون ( رئيساً للعراق ) ليضمن تفاخراً مستقبلياً للأجيال حين يجلسون يصرحون بلكنة موصلية ( كان جدنا أسامة رئيسا للعراق ) ولهذا السبب القاهر ذهب لقاسم سليماني وقبله وقدم له فروض الطاعة حتى يضمن منصب رئيس العراق ويتحقق هذا الحلم المتعالي لتستمر نظرته الدونية وعائلته لأهل الموصل الأبطال .
أما الكتل الصغيرة وبعض الأسماء التي صعدت لوحدها فسوف تجد في المالكي طريقا سهلا ومعبدا لتتخلص من التهميش والتخوين وستكون في مركب المالكي بلا صوت ولا صورة بل ستكون كالطير في صحن الائمة الأطهار .
ولا ننسى سوف نشهد انشقاقات ( فردية ) من الكتل الكبيرة مثل كتلة الصدر والحكيم وذهابهم تحت جلباب المالكي وسيكون سعيدا لأنه يعتقد أن انشاق أي عضو من القائمتين أعلاه هو بمثابة ضربة بالصميم ورسالة مفادها ( إنكم يا سادة اضعف مما تتوقعون ) فأنا ربكم الأعلى وأنا من ضرب المراجع دون خوف أو وجل وما انتم إلا مراهقين في عالم السياسة .
أخيرا نقول مرحبا بالتقطيع القادم لعراق حمورابي الذي سيصبح عراقا تجد فيه سمات الدخول بعدد سكان البلد عندما يذهبون من محافظة لأخرى حتى لو كانت تبعد المحافظة عن الثانية مسافة نصف ساعة بالعجلة .