(….) خارج قوس
لا يتحقق النجاح للإنسان بدون وجود خطة تحول ما يحلم به الى واقع حقيقي وذلك لكون التخطيط هو أحد المكونات الأساسية للنجاح في أي عمل لذا فالإنسان الناجح هو الذي يخصص وقتاً للتخطيط ويشرك أفراد مخلصين له للاستشارة والتوجيه، فجميع الأفكار قد تتبلور وتصبح أفضل بالاستشارة والتخطيط والإدراك الواعي لما يريد الانسان من تحقيقه بمختلف الصعد والمجالات.
إن التأجيل او التأخير في تنفيذ الاعمال الرئيسة المطلوبة منك يسبب لك وللآخرين مزيداً من التوتر والضغط، تخيل كمية التوتر التي يمكنك أن تخلص نفسك منها فقط لو بدأت في مهامك باكراً وخططت لعملك ولحياتك بشكل صحيح وحددت الأهم ثم المهم.
حدد ما تريد وكن واضحاً ودقيقاً، تحرك للتنفيذ لأن الرغبة في الهدف ليست كافية، لاحظ إذا كان هناك إنجاز أم لا لأنك لا تريد ان تستمر في بذل الجهد والطاقة في الأعمال التي لا تأتي بنتيجة، غير من سبل تحقيق الهدف حتى تحصل على ما تريد لأن المرونة توفر لك القدرة على ابتكار سبل جديدة وبالتالي تمكنك من الوصول الى نتائج جديدة.
وجاءت في سورة ال عمران من الآية 158 بكلام الله العزيز القدير هذه العبارة (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) وكذلك في القول المأثور للشاعر إذا كنت ذا راي فكن ذا عزيمة فان فساد الراي ان تترددا.
والنجاح هو أن تسلك الطريق الصحيح عندما تخشى أن تسد كل الطرق امامك مستعيناً بالله فتذلل لك الصعاب وهذا ما تؤمنه لك الحياة الروحانية التي لا غنى عنها في حياتنا.
الانسان الناجح لا مكان في حياته للخديعة أو للأوهام وهو يتميز بالنقد الذاتي ويبتعد عن التضليل الذاتي ويرتقي بنفسه الى مرتبة عالية واقعية وهو ايضاً لا يدافع عن نفسه عندما يتزود بالبيانات والتغذية الراجعة أنه يدرك ما يفعل استناداً الى الحقائق ويتعامل مع الحقيقية مدرك تماماً ومؤمن يقيناً انه ما من مشكلة تعترضه الا ولها حل.
كذلك الإنسان الناجح يكون على قدر كبير من العلم أن الحياة ليست رحلة من النجاح فقط فهو لا يتمسك بصرامة السلوك الواحد او نوع محدد من التفكير ولكنه على قدر عال من الاستعداد لتقبل أي بدائل أخرى، والانسان الناجح يتمتع بقدرة على خوض المخاطر دون تهور ودون ان يضع نفسه وأهدافه في خطر وهو على استعداد للخروج من هدوئه وسكينته من اجل اهداف جديدة تستحق المحاولة والتجريب.
والتجارب هي مسارات ترسم جغرافية خاصة للنجاح وتحقيق الأهداف المرجوة ولكم بعض منها، فقول بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت (من الجيد ان تحتفل بالنجاح، لكن الأهم ان تتعلم من الفشل)، أما مؤسس شركة أبل ستيف جوبز يرى (نحن هنا لكي نضع بصمتنا في هذا الكون، وإلا ما فائدة مجيئنا إليه)، ويشدد توماس اديسون المخترع ورجل الاعمال الأمريكي على أسلوب النجاح بأنه (الأهم من ان تتقدم بسرعة هو أن تتقدم في الاتجاه الصحيح)، الفيلسوف اليوناني سقراط يضيف لنا مسار آخر للنجاح بقوله (حياة بدون تحديات، حياة لا يجب أن نحياها)، في عالم السياسة قال ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني السابق يشخص النجاح بأنه (الإجابة الوحيدة على الهزيمة هي الانتصار)، وآخر ما نعرضه لكم من الأقوال في خارطة النجاح هو قول الفيلسوف اليوناني أرسطو (الفشل لا يعني انك انسان فاشل، الفشل يعني أنك لم تنجح بعد).
الإدراك الواعي والتخطيط والاستشارة مغلفة بغلاف التوكل على الله عز وجل هو الضمان الضامن لإصابة البقعة الحمراء وسط دوائر هدف الرامات، حتى هذا المقال إن لم يكن ناجح بتوضيح فكرة منه فهو سيكون خطوة لكتابة مقالات أخرى ناجحة في عرض الأفكار التي هي كالحجارة على ارصفة المارة يقلبها الجميع دون تمييز مكنونها أو ضررها.