لابد من مقدمة وجيزة على احتلال العراق..
بعد احتلال العراق في( 9مارس 2003 )من قبل القوات الامريكية, وبعد سقوط الطاغية (صدام),قد نقل العراق الى طفرة نوعية في تاريخه ومن حال الى حال ,وقد توسع بعد ذلك التبادل التجاري والمالي والخبرات, وقد طراء مفهوما جديدا على العراق وهو (الديمقراطية),المتمثلة بالأنتخابات العامة ,وقد أدى ذلك الى تغير سيكولوجيا وايديولوجيا وفكريا, لدى المواطن العراقي تماشياّ مع متطلبات التقدم الحضاري واصبح المواطن حراّ في اختياره الشخصية التي يراها مناسبة, وانه من يصنع الملوك, ولو فرضنا تطبيق ما سبق لكان وضع العراق والعراقيين في احسن حال, أذ ان الذي حصل عكس ذلك تماماّ لأن أمريكا قد افشلت عمداّ ما أتت به, وشعارها(التحرير والديمقراطية) التي نادت به عند دخولها العراق, وكما نقولها في حياتنا اليومية (قشمرتنا) بأكاذيبها ,واستنادا مما سبق ان وضع العراق يمر بعدة مراحل (عجاف) ,من حيث الأمن والسياسة والاقتصاد ومستوى الفقر ومستوى البطالة ومستوى الأمية والتخلف الخ.. فهناك احصائيات خطيرة حول ذلك, وعلى العموم فأن دخول أمريكا الى العراق أدى الى دخول السياسيين (على ضهر الدبابة كما يسمون), وقد تبين لنا من خلال تسلمهم السلطة بأنهم متعطشين لدماء وأموال العراقيين التي نهبت امام اعين القاصي والداني ,وبكل فخراّ واعتزاز ولا راقب ولا رقيب ,وعند دخول الاحتلال قد نصب الحاكم المدني (بول بريمر)على العراق ,وهذا بدوره قام بتشكيل مجلس الحكم الذي اغلب الذين يتكونون منه هم السياسيين الذين أتوا معه, وبعد ذلك تم تشكيل الحكومات المتتالية المتمثلة (بأياد علاوي والجعفري والمالكي)(وأن مرحلة (علاوي ) قد بدأت منها شرارة الحرب التي اعيدت الى العراق من جديد ولكن هذه المرة داخليا , حيث قامت معارك طاحنة في عدد من محافظات العراق الجنوبية والوسط,مع (جيش المهدي عج) وقد سميت هذه المعركة(بالأنتفاضة الأولى ), وفي مرحلة (المالكي الذي سرعان ما تولى منصبه من الجعفري) أيضا اعيدت الحرب وبدأت شرارتها الأولى من البصرة عندما قام بصولته (الفرسان؟) فلا فرق بين الاثنين فكلاهما تسببا بنهر من الدم العراقي (وقد جعلوا من هذا النهر عصيرا يشربونه في اتفاقهم بعد اختلافهم),فعلى العموم فكلا الحكومات المتتالية تنفذ بالدرجة الأساس سياسة وأوامر الإدارة الامريكية ,واعتقد ان الحكومات العراقية السابقة هي شاملة لكل المكونات والأحزاب العراقية, ولم تقف هذه المكونات والأحزاب بوجه أوامر وقوانين وتدخلات, الإدارة الامريكية ,الا تيارا واحد هو (التيار الصدري)المتمثل بالسيد مقتدى الصدر,فأن هذا التيار وقائده لم ولن يرضخوا الى المحتلين فقد قاتلوا بشراسة وقوة ضد الاحتلال واعترف الامريكان بقوتها ,وقد استشهد الكثير من اتباعهم وخير دليل هي (مقبرة الشهداء) وخير دليل أيضا بأعتبار التيار الصدري عدوا لأمريكا فقد صرح مسؤول امريكي قبل أيام بعدم تسلم التيار الصدري الحكومة المقبلة, فلماذا هذا التخوف؟,لأن انتخابات المجالس المحلية قد أوضحت ما غمض ,ولأنهم يعلمون ان التيار الصدري هو تيار خالصآ لوحدة وطنه ودينه,وانه لم ولن ينفذ ويتقبل سياستهم..
وتجدر الأشارة الى المجالس المحلية التي هي أيضا قد تداولت الى عدة مراحل ففي المرحلة التي انفرد بها حزب الدعوة والذي همش بقية الكتل بسيطرته على جميع المحافظات العراقية الجنوبية والوسط, ما عدا بعض منها (العمارة),فبعد أن تسلموا هذه المحافظات فهل ياترى قدموا لها شيء يذكر فهل قدموا للناس الخدمات بأعتبارها حكومة خدمات ,وفي ما يخص محافظتي بغداد فأني شخصيآ لم أرى منجزا حقيقيا لهذه المحافظات ما عدا (بلط وأحفر),من ناهب بغداد السابق (صلاح عبد الرزاق), الذي يتباكا الأن على المهمشين أي هو وكتلته (التي همشت الكتل في السابق والدنية دوارة),وبطبيعة الحال فأن عمل المحافظ السابق عقيم, فهو لم ينزل الميدان مثلما نزل علي دواي ,وكان يحيط بنفسه بأسوار عالية وجدران عازلة يستحيل اختراقها, ولا يلتقي بالناس وجها لوجه ولا يصافحهم الا بعد التأكد من عدم اصابتهم بأمراض معينة, ففي نفس المرحلة ونفس الوقد نجد أن محافظ ميسان (علي دواي) التابع للتيار الصدري, أصحاب البدلة الزرقاء , بلغت نسبة انجازه للمشاريع الى ((100% ,فلو قارنا ميسان مع بغداد لرأينا الفرق شاسع ولا توجد مقارنا نسبية على الأقل بين الاثنين ,لأن النقيضان لا يلتقيان أو لا يجتمعان (فالذي يتقدم الى الأمام لا يلتقي ولا يجتمع مع الذي يرجع الى الوراء), فمحافظ ميسان تقدم الى الأمام والأخر رجع الى الخلف؟ ..وأن بغداد اليوم تندب (يا خادمني اخدمني),والمواطنين قد ذاقوا الامرين (الخدمات ,وفساد المحافظ السابق واتباعه),وهناك الكثير من ملفات الفساد قد توعدت الحكومة المحلية الجديدة بفتحها وتقدر قيمتها (800 ملياردينار),فنحن الان وعلى حكومة شراكة حقيقية بين جميع المكونات وقد تاملنا أن يأتي واليا او خادما الى بغداد ,وينزل الميدان ويسير في الشوارع والأسواق ومتابعة الشاريع بنفسه ويسكن بيوتآ مثل بيوتنا ,وقد اتى هذا المحافظ التي تنطبق عليه هذه المواصفات(علي التميمي),صاحب البدلة الزرقاء,الذي أستهزئ بيه احد المتملقين من نواب كتلة (القانون),(حيدر العبادي من على قناة الحرة),بالقول عنه “أن محافظ بغداد قد أتى من شرق القناة” أي انه من ضواحي بغداد(العبيدي في مدينة الصدر),وهي منطقة كبيرة بسكانها و فقيرة بأهلها وبخدماتها (الماء والكهرباء والمجاري الخ..), فأن العبادي لا يعلم أن استهزائه ,يمثل فخرا ونصرا للمحافظ و للمظلومين وللذي نصبه؟..
هذا وأن خادم بغداد لم يغلق بابه للناس طوال عضويته في البرلمان ولايزال يسكن نفس منطقته, أما أعضاء حزب الدعوة وغيرهم, يسكنون الخضراء ولندن أمثال وزير التجارة الذ نهب الوزارة وهرب ,ووزير الدفاع الذي (هرب الى أمريكا)ونهب أيضا أموال العراقيين من خلال عقود الأسلحة الفاسدة,وأمين بغداد الذي اغرق بغداد بفساده,وعلي الدباغ الذي هربه المالكي الى اوربا ليسكته على صفقات الأسلحة الفاسدة,وعزة الشاهبندر الذي يسكن بيروت ويصرح من هناك,وغيرهم الكثير الذي لا يسعني ذكرهم فكلهم من حزب الدعوة فأين يتجه المواطن ليطرق بابه؟ وللمرة الثانية نحن نأمل من خادم بغداد أن يعمل ويقدم الخدمات لأهالي بغداد جميعا,وأن يكون دائما في الميدان, وقريبآ من المواطن البغدادي ,وان يكون سيفآ بوجه المفسدين السابقين والحاليين ,الذين نهبوا بغداد ,ودمروها بفسادهم..
وندعوا من الله ان يوفق خادمها لكل خيرآ.
وعبارة جميلة للذين فشلوا في خدمة بغداد..
((“سقوط الناس ليس فشلاّ ,ولكن الفشل ان يبقى حيث سقط”))