9 فبراير، 2025 3:08 ص

خاتم نجمة داوود هل أنهت سردية مستقبل حزب الله اللبناني بمواجهة إسرائيل!

خاتم نجمة داوود هل أنهت سردية مستقبل حزب الله اللبناني بمواجهة إسرائيل!

*بعد أنهاء الوجود الإيراني في سوريا بصورة شبه كاملة وقطع طريق الهلال الشيعي نهائيآ والذي كان من أبرز محاور نقل مختلف المعدات والأسلحة والأموال الى حزب الله وأصبح مع العقوبات الحادة صعوبة في تهريب او حتى أرسال الأموال من خلال المسافرين والطائرات وحتى مع التحويلات المصرفية المراقبة بصرامة لذا ومن هذا المنطلق سيكون من أهم مصادر التمويل المادي التي سوف يتخذها موردآ له “حزب الله” ويركز عليها الآن وفي المستقبل هو التعامل والاستثمار في مختلف أنواع العملات المشفرة لان من خلالها يصعب على الأخريين تعقب مصادر التمويل.

** قيادات ومقاتلين حزب الله أصبحوا حاليآ عاجزين كليآ ومكبلين اليدين بعد موافقتهم على بنود وقف إطلاق النار وحتى بعد انتهاء مهلة الستون يوما ما يزال الجيش الإسرائيلي يمارس هواياته المفضلة في عمليات القصف للمناطق والقرى والبلدات الحدودية وحتى منع سكانها من العودة إليهم ومن دون أن يكون هناك رد فعلي حقيقي وصارم لغرض إيقاف هذا الاستهتار والتعدي.

ترجم ما يمر به حاليآ حزب الله من حالة العجز والشلل المعنوي ومن خلال قراءة الصدام الكلامي من خلال ضيوف البرامج الحوارية والجدل السياسي والذي ما تزال أصداؤه بين فرقاء وأحزاب العملية السياسية من جهة والحكومة اللبنانية والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي  والصحافة من جهة أخرى حول زيارة نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط السيدة “مورغان أورتاغوس ” إلى لبنان واللغة الحادة والصريحة والواضحة التي استخدمتها خلال مؤتمرها الصحفي بعد مقابلة الرئيس “جوزيف عون” بخصوص مستقبل ومشاركة حزب الله في الحياة السياسية والبرلمانية وبالأخص وجوده العسكري المسلح ومن خلال متابعتنا لوقائع المؤتمر الصحفي واللغة التي نعتقد بانها قد تعدت فيها الحدود والأعراف الدبلوماسية بين الدول وكأنها يخيل إليك بان ما تم ذكره من قبلها هي أوامر واجبة التنفيذ على الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء القاضي ” نواف سلام” وردا منها على مجمل أسئلة صحفي القنوات الإخبارية عن دور حزب الله في الحكومة المقبلة صرحت بأن “وضعنا في الولايات المتحدة خطوطا حمراء واضحة، تمنعهم من ترهيب الشعب اللبناني مرة ثانية ، بما في ذلك عبر مشاركتهم في الحكومة المقبلة” وأضافت “لقد بدأت نهاية عهد حزب الله في الترهيب في لبنان وحول العالم , قد انتهى” ولكن ما لفت الانتباه بعدما أبدت “امتنانها وشكرها لإسرائيل على هزيمة حزب الله “.

وبعد تداول نشطاء على منصات شبكات التواصل الاجتماعي صورة لخاتم السيدة “مورغان” وعليه “نجمة داوود” وذلك أثناء مصافحتها للرئيس اللبناني اندلعت على أثرها معركة كلامية أخرى حامية الوطيس بين معارض بشدة ومنتقد وبين مرحب وأخر مستهزئ بما وصل اليه حال “حزب الله” بعد أثارت صورة لنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط؛ “مورغان أورتاغوس”، وهي ترتدي خاتمًا عليه “نجمة داوود”؛ خلال زيارتها إلى “لبنان، جدلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي.

نعتقد بأن طريقة الكلام واللغة الجافة التي استخدمتها السيدة “مورغان أورتاغوس” بخصوص مستقبل “حزب الله” ومن دون أن تكترث وتبالي حتى بعواقب ردود الأفعال من مناصرين ومؤيدين وقادة ” حزب الله ” وعلى الرغم من أن الرئاسة اللبنانية حتى في ردها على ما جاء بالتصريحات تركت الأمر معلق ومن دون إجابة واضحة وصريحة وعلى الرغم من ان بعض تصريحاتها المستفزة كانت تدخل صريح وواضح في شأن سياسي لبناني صرف ولكن الوضع السياسي وبالأخص الاقتصادي المنهار يجعل الآخرين لا يريدون ان يزيدوا الطين بلة او بمعنى اخر اكثر وضوحا خفض الرؤوس التي كانت لدى حاضنتها الشعبية شامخة دوما ومرفوعة بوجه رياح الآخرين أتت الان ليس برياح وانما تسونامي سياسي مصحوب بعواصف عسكرية ترامبية تأخذ معها وتشعل الأخضر واليابس وما سوف يجري من تغيرات جيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط خلال الأربع سنوات القادمة من فترة رئاسته ومع تصريح المستفز الأخر لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بخصوص توطين أهل قطاع غزة وإعطائهم أرض دائميه في المملكة العربية السعودية ويمكن أن نلخص هذه الزيارة المبعوثة الأمريكي السيدة ” أورتاغوس” وما يمكن أن نستنتجه منها وعلى سبيل المثال وليس الحصر والتي تتمثل بالاتي:

 

1)بما أن السياسة الأمريكية أصبحت واضحة وثابتة من خلال اعتبار حزب الله منظمة إرهابية، وعلى الرغم من أن هذه السياسة ليست جديدة. ولذلك، من الطبيعي أن تكون تصريحات المسؤولين الأمريكيين صريحة وحادة تجاه الحزب، وخاصة في ظل استمرار التوترات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي ما تزال رمادها ساخن ونسمعه بين الحين والأخر من خلال تصريحات المسؤولين.

 

2) الضغوط السياسية والاقتصادية التي يمر بها لبنان والمتمثلة بأزمة اقتصادية حادة وخانقة وشدتها تراه على الحالة والمستوى المعيشي للمجتمع تراه الولايات المتحدة بأن هذا التوقيت مناسب لممارسة ضغوط إضافية على الحكومة اللبنانية وحلفائها، وبما في ذلك حزب الله، لتغيير سياساتهم بالمنطقة أو حتى تقليل مدى اتساع وسيطرة نفوذه وبالتالي إنهائه تدريجيا والى الأبد.

 

3)بعد وصول ترامب إلى السلطة أصبح لدى البيت الأبيض ثقة مفرطة جدآ وأن لديها ما يكفي من النفوذ السياسي والقوة العسكرية للرد بصرامة وحزم عن أي ردود فعل سلبية أو مغامرة عسكرية قد تكون غير مدروسة من قبل حزب الله لذا ترى بأنها قادرة على الرد فورا بكافة الوسائل المتاحة لديها و دون حتى أدنى تفكير باي نتائج عسكية قد تنتج عن الفعل ورد الفعل.

 

4)حاليآ السياق الذي نراه الآن وفي ظل التطورات الإقليمي المتلاحقة والأوضاع التي أصبحت عليه بعد عجوم السابع من أكتوبر وحتى بما وصل اليه الامر في ذلك من التوترات مع إيران (الداعم الرئيسي لحزب الله) فإن من خلالها توجه الولايات المتحدة وتريد إرسال رسالة قوية بأنها لن تتهاون من الان وصاعدا مع ما تعتبره تهديدا لمصالحها و حلفائها الاستراتيجيين في المنطقة وعلى راسهم إسرائيل.

مع ذلك، ورغم كل ما سبق ذكره، فإن تصفية العشرات بل المئات من مقاتلي النخبة وقادة “حزب الله” البارزين، لم تنجح في تجريد الحزب بالكامل من قدراته العسكرية والأمنية. فالحزب ما زال يمتلك، حتى وإن كان بالحد الأدنى، إمكانيات قد تمكنه من خوض مواجهة أخيرة مع إسرائيل، أو الحفاظ على ما تبقى من قوته القتالية وهذا ما يتم العمل عليه حاليآ من قبل قيادات فيلق القدس ، وسواء من حيث العدد المحدود من المقاتلين أو المعدات العسكرية المتبقية. وهذه القدرات قد تكون كافية لإعداد الحزب سيناريو محتمل لحرب إقليمية واسعة النطاق، أو مواجهة مباشرة قد تشتعل فجأة في أي لحظة بين إيران وإسرائيل.

لكن في المقابل، لا يمكن إغفال التحديات الجسيمة التي تواجه “حزب الله” خاصة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. في الأزمات الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها إيران ولبنان، بالإضافة إلى الضغوط الدولية المتزايدة والتهديدات الإسرائيلية المستمرة، تشكل جميعها عقبات كبيرة قد تحد من قدرة الحزب على الصمود على المدى الطويل.

في خضم هذه الظروف السياسية المعقدة ، يبقى لدينا السؤال الأكبر : هل يستطيع حزب الله حقًا الحفاظ على توازنه الدقيق بين دوره كقوة مقاومة ضد إسرائيل من جهة، وكونه أداة لحماية المصالح الإيرانية في المنطقة من جهة أخرى؟ أم أن التحديات المتزايدة ستجعل هذا التوازن مستحيلاً، مما قد يؤدي إلى تراجع نفوذه وقدرته على التأثير في المعادلات الإقليمية من الان وصاعدا ؟ هذا ما سوف تضع له أساسيات السياسة الامريكية وتقول له لنا صراحة الاربع سنوات القادمة للعهد الترامبي المليئ بالخوف والترقب مما هو ما يزال مخفي في جعبته !

أحدث المقالات

أحدث المقالات