{القضايا الفكرية }
تشكل العقيدة الدينية عند المسلمين من مصدرين هما العقيدة التي تشكل الفكر الذي يستمد منه الفرد المسلم مفردات دينه .والنقطة الثانية التاريخ الاسلامي الذي يستمد الشيعة والسنة مصادر التشريع الاسلامي منهما . منبعان اختلفوا عليه , من المعروف أن للأفكار تأثيرا كبيرا في توجيه حياة الناس وسلوكهم وتحديد موقفهم ومن هنا اهتم الفلاسفة والباحثون بدراسة الأفكار وتطوراتها، و العالم الإسلامي شهد منذ القرن الأول الهجري تيارات فكرية مختلفة اختفى بعضها وتطور البعض الأخر على مر العصور. وما زالت هذا التيارات تؤثر تأثيرا كبيرا في حياتهم ولاقاتهم مع بعضهم ومع الآخرين؛
من هنا تأتي أهمية فهم هذه التيارات واستيعابها وإدراك مبادئها بهدف الاستفادة من حيويتها لصالح الإسلام والتخفيف من آثارها السلبية، فما يحدث من تطرف وتعصب وعنف في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي يجعل تناول الموضوع في غاية الحساسية.
المصدر العقائدي الثاني هو التاريخ : لعل من أوسع تعاريف التاريخ أنه: فن يبحث عن وقائع الزمان من حيثية التعيين والتوقيت (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ: السخاوي) هذا تعريف شامل للتاريخ يدخل فيه التاريخ الإسلامي وغيره ويعتبر التاريخ الإسلامي كنز من كنوز البشرية، التي لا قوام لنا إلا به، فهو حافل بالقيم والمبادئ والفضائل وتحديد الرذائل لمن كان فاسدا . والتاريخ يفرق بين من حمل نور الهداية للعالم أجمع، واخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن عصبية الجاهلية إلى تسامح الإسلام. ومنهم بالعكس. ذكرهم التاريخ بصفتهم السوداوية , بان الدين لعق على السنتهم. فاصبح دستورنا العقائدي ينبع من مصدرين هما القران الكريم الدستور الالهي وسنة النبي {ص}هذا الامر مشترك وضروري ,ولا خلاف فيه , غير ان الشيعة يرون ان ال بيت النبي{ص} هم الثقل الثاني في التشريع وكلامهم لا يحيد عن القران ولا عن قول الرسول { بالرغم مما روجت الماكنات الاعلامية لكل منهما ان الاسلام الثاني يدعي ان القران ناقص او فيه زيادة ولكن الداجن اكله} في تصوري ان هذه(الحرب الكلامية)هي من الاسلحة التي يتحارب بها المسلمون فيما بينهم. بدليل لم يتمكن أي طرف( اثبات دليل على صحة وجود قران ناقص او فيه زيادة) وعدم وجود قران حسب ادعاء المدرستين السنية والشيعية , يجعلنا ان نشاور عقولنا في صحة ادعاء كل طرف. ولا سبيل الا ان نؤمن انها تهمة سياسية لتسقيط الاسلام الثاني.
الغريب في الامر ان هذه الحرب الكلامية لم تتمكن الماكنات والحوزات الدينية في النجف والازهر وقم والزيتونة وغيرها .والدول التي امتلكت الامكانيات التي ترغب من خلالها تثبيت موقفها الطائفي الاقصائي للإسلام الثاني ان تبرهن صحة الادعاء بزيادة او نقص في القران . والاتيان بنسخة من قران فاطمة الزهراء{ع} او قران عائشة او قران حفصة . رغم ذلك لا زالت البرامج التلفزيونية تستضيف من يحاول استغلال العقول المسطحة في اثبات ان الاسلام الثاني يمتلك قرانا غير الذي بين ايدينا.
قال الشيخ محمّد بن علي بن بابوية القمي الملقّب بالصّدوق: اعتقادنا في القرآن أنّه كلام الله ووحيه وتنزيله وقوله وكتابه وأنّه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، اعتقادنا أنّ القرآن الّذي أنزله الله تعالى على نبيّه محمّد {ص} هو ما بين الدفّتين ، وهو ما في أيدي النّاس ليس بأكثر من ذلك. (الاعتقادات للشيخ الصدوق ، ص ٩٣ ـ ٩٢.)