27 ديسمبر، 2024 7:40 ص

حکومات ليست لها تأثير

حکومات ليست لها تأثير

سٶال مهم يفرض نفسه و يجب طرحه خصوصا وإن الانتخابات الرئاسية في إيران في 19 مايو/أيار تفصلنا عنها أيام قلائل، هذا السٶال هو: ماهي مساحة التأثير التي يمتلکها الرئيس المنتخب، وهل إن بإمکانه أن يحدث تغييرا حقيقيا في مسار الاحداث في إيران؟

الرٶساء السبعة”آخرهم کان روحاني” الذين تناوبوا على الحکم في إيران، ومع کل الشعارات السياسية و الدعوات المختلفة التي أطلقوها أثناء و بعد الانتخابات، فإنهم أکدوا و بإصرار تمسکهم بأصل نظام ولاية الفقيه المبني على جعل السلطات کلها في يد المرشد الاعلى للجمهورية، وأعلنوا جهارا دفاعهم الکامل و غير المحدود عن النظام و تمسکهم به، وهذا يعني من إنهم راضون تماما بکونهم تحت أمرة و قيادة المرشد الاعلى للنظام، مما يعني إنهم يعلنون إلغاء و أو تهميش دورهم قبالة المرشد الاعلى.

حقيقة أن رٶساء الجمهورية الذين يتناوبون على الحکم في إيران، ليس بإمکانهم أن يغيروا من الامر شيئا و إن الانظمة و القوانين المرعية في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية صارمة جدا لأنها مبنية على أسس دينية محددة، والاهم من ذلك أن أي من الرٶساء الذين تداولوا على الحکم لم يطلقوا تصريحات أو مواقف بإتجاه تغيير أو تعديل هذه الاسس الدينية بما يمنح للرئيس مثلا سلطة و صلاحية أکبر من أجل تنفيذ برامجهم السياسية التي يعلنونها.

المرشحون الستة للإنتخابات الرئاسية القادمة في إيران، والمنهمکون بکيل الاتهامات لبعضهم و تراشق سهام الانتقادات، ليس هناك من بينهم من يجرٶ على الحديث عن توسيع صلاحية الرئيس من خلال منحه سلطات أوسع و أکبر تتيح له تحقيق برامجهد و الإيفاء بوعوده للشعب، غير إن الملفت للنظر وفي هذا الوقت بالذات، أي في خضم الاستعدادات الجارية للإنتخابات الرئاسية، أطلق المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية تصريحات نارية کان من بينها تصريح إستثنائي أکد فيه بأن” الحكومات ليست لها تأثير”، والحکومات هذه التي يتحدث عنها المرشد الاعلى، هي تلك التي يشکلها الرٶساء المنتخبون، و إن التأکيد وعلى لسان المرشد الاعلى من أن هذه الحکومات ليست لها من تأثير، فذلك يعني بالضرورة عدم تأثير و أهمية الرٶساء المنتخبون من قبل الشعب الايراني!

عندما تکون الحکومات المنبثقة عن إختيار الرٶساء المنتخبين ليست لها من أي تأثير فإن ذلك يعني جدلا بأن هٶلاء الرٶساء ليس لهم من دور و أهمية ازاء دور و أهمية المرشد الاعلى، وهذا بحد ذاته يضع أکثر من علامة إستفهام و تعجب على قضية إنتخاب رئيس الجمهورية في إيران و عن الدور و الصلاحيات المحددة له.