23 ديسمبر، 2024 6:53 ص

حِفظُ القُرآن بَيْنَ الإعْجازِ والإنكارِ …الرَدُّ المُفْحِمُ عَلَى دعاوى المنكِرينَ

حِفظُ القُرآن بَيْنَ الإعْجازِ والإنكارِ …الرَدُّ المُفْحِمُ عَلَى دعاوى المنكِرينَ

الجُزءُ الثَالث والأخير
تَناولنْا فِي الجُزأينِ السابقينِ مِنَ المقالِ آلياتِ حِفظِ القُرآنِ الكريمِ وهُما حفظُ حياةِ النبيّ الأكرمْ وحِفظُ القُرآنِ في صدورِ المُسلمين وإنتشارُ المُسلمين في أصقاعِ الأرض, ما جَعل إمكانيةَ تزويره

مِن المُستحيلاتِ, وكذلك إمكانيةُ ضياعهِ من المُستحيلاتِ أيضاً لأنّ القُرآن الكريم أصبح ذِكراً للمُسلمين في صلواتِهمْ وفي نشاطِهمْ وفي سكونِهمْ, وأصبحتْ عادةُ حِفظِ القُرآنِ الكريمِ عنْ ظهرِ قلبٍ عادةً يتوارثها العربُ والمُسلمون بل وأصبحت سبباً للرِفعةِ والوجاهةِ في المُجتمعِ, وأصبحَ الكِتابُ الوحيدُ في العالم الذي يُحفظُ عن ظهرِ قلبٍ بحركاتِهِ وسُكونهِ وَوَقفاتهِ وهذا الأمرُ يُشكل إعجازاً مُفحِماً لكُلِّ مَن أنكرَ القُرآن الكريم, إذ هُناك في العالم أكثُرُ مِن كِتابٍ سماويٍّ لليهود والبوذيين والمجوس وغيرهم من الأمم, ونحنُ إذ نؤمنُ بأنَّ كُلَّ الدياناتِ في العالمِ تقريباً هي سماويةٌ, ولكِنها تَعَرضتْ إلى التحريفِ بسببِ التقادمِ, حيثُ يقولُ الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ }فاطر24 , ولكن مُعظم تلكَ الديانات لمْ ترتقِ كُتبها إلى مصافِ القُرآن الكريم من حيثُ الأهميةِ عند تلك الأمم, كما لم يتعاهد أفراد تلك الأمم كتبهم بالحفظ كما فعله المُسلمون بالأمس وما يفعله المُسلمون اليوم وغداً إلى قيامِ الساعةِ, ويا ليتَ شعري أنْ يأتي لنا أحدُ الإخوة من باقي الديانات ويُثبت لنا عكس هذا الأمر بل ومِن المًسلمين أنفسهِم الذين ضَلَّ سعيهُم في الحياة الدُنيا وأصبحوا يرمون القُرآن بكُلِّ المعايبِ والمناقص حتى يَصُحَّ قولَ اللهِ فيهِم: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً }الفرقان 30, ولَعَلَّ سائل يسألُ عن سببِ حِفظ الله تعالى للقُرآن الكريم دونَ غيرهِ مِنَ الكُتبِ السَماويةِ أو لِماذا لم تحفَظّ تلك الكتب كما حُفِظَ القُرآن الكريم, والجواب بسيط إذ أنّ كلّ الكُتب السماوية السابقة والأديان كانت موجّهةً إلى أُمةٍ من الأُمم دون غيرها كما صَرّحَ بذلك القُرآن الكريم في قولهِ تعالى {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ }فاطر24, وقولهِ تعالى أيضاً: {تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }النحل63, ويقولُ عن نوحٍ مثلاً: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }نوح1, ويقولُ عن موسى مثلاً: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }الأعراف103, وغيرها من الآياتِ الكُثر التي تدلُ على أنّ الأنبياء المُرسلين بُعثوا لقومهم فقط, في حين أنّ نبي الإسلام بُعث للناسِ كافةً فقالَ الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }سبأ28, أي أنه مرسلٌ لكل الناسِ بلا استثناءٍ, وجاءت تلك الصيغة للتوكيدِ بتقديمِ “كافةً” والتي هي هنا حالٌ حسب موقعها الإعرابي ويقدَّمُ الحال إذا كان مسبوقاً بأداة حصرٍ ليدلَّ على حصر الشيءِ أي أنَّ النبي الكريم هو فقط من أُرسِل إلى الناس كافةً ولا يوجد أحدٌ غيره , ويقولُ القرآن الكريم أيضاً: ( أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) الأعراف158, وقدْ وردَ في الحديثِ الصحيح عن النبي الكريم الذي رواه البخاري ومسلم عن جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ), وبالتالي كان من الحٍكمة أنّْ يكونَ كتابُ هذا النبيّ محفوظاً من كُلِ تحريفٍ أو ضياعٍ لأنه لكل الناسِ وهو أُنزلَ لهدايةِ الناسِ جميعاً فهو لا يختصُّ بفئةٍ دونَ فِئةٍ, وهو الكتابُ الفريدُ في ذلكَ فلابُدَّ من حفظه بتلك الآلياتِ التي أوضحناها.

والآن لنرجع إلى الآليات الأُخرى التي هيأها اللهُ تعالى لحفظِ كتابهِ الكريم فكما نعرف أن الوحي السماوي شبّههُ الله تعالى بالماءِ النازلِ من السماءِ الذي يُحيي به الأرضَ بعدَ موتها, وبالفعلِ هذه الأُمة الهمجيةُ دبّتْ فيها الحياةُ وأصبحتْ أمةَ حضارةٍ لو طالعتَ الآيةَ ضمنَ السياقِ القرآنيِّ في سورةِ النحلِ لوجدتَ الآتي : وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{64} وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ{65}, هذهِ الآيةُ شبَّهت الوحيَ أو كتابَ اللهِ بالمطرِ الذي ينزلُ على أمَّةٍ ميتةٍ (الأرضَ) فيُحْيِيها ويجعلها أمَّةً حيةً, وهذهِ بالفعلِ منْ نبوءاتِ القرآنِ الكريمِ التي تحقَّقَت, فأمَّةُ العربِ أمَّةٌ أُميَّةٌ بدويةٌ ليسَ فيها حضارةٌ أو عمرانٌ أو أيُّ شكلٍ من أشكالِ التقدِّمِ, وفوق هذا كلّهِ كانت غارقةً بالوثنيةِ, فجاءَ الوحيُ كالمطرِ فأنبتَ الأرضَ وأحياها وجعلها تُزْهِرُ, فلذلك قال الله تعالى في نهاية الآيةِ: (لقومٍ يسمعونَ), أي يسمعونَ الوحيَ, هذهِ الأُمة بدأت تؤلفُ الكُتب في شتى أنواعِ العلومِ, في التأريخِ والطبِ والكيمياءِ والفلّسفةِ وعلمِ الكلامِ وفي شتى العلوم الأُخرى, وأصبحتْ صَنعة الكتابةِ مُزدهرةً في هذهِ الأمةِ الأُمية التي كانتْ لا تجُيدُ الكتابةَ, وقدْ إستنبطَ عُلماءُ الإسلامِ مَعارفهمْ مِنَ القُرآن الكريم واستشهدوا بآياتهِ فكُتب التأريخ مُلئت بِذكرِ الآياتِ القرُآنية التي كانتْ تتتحدثُ عن تأريخِ الأُممِ, وكُتبِ الطبِ مَليئة بالآيات القرُآنية التي تصفُ حالة خلقِ الإنسانِ ومراحل تطورهِ الجِسمانيةِ وآيات أُخرى إستفادّ مِنها منْ كتبَ في الفلسفة وعلم الكلام والتصوف والحديث والكيمياء وغيرها, بلْ والأهم إن قواعد لغتهم التي هي صنعتهم التي يجيدونها ما استُنبطت إلا منه وملئت كتب

اللغة بشتى أنواع الآيات القرآنية مكيّها ومدنيّها, آياتُ عذابٍ و رحمةٍ على حدٍ سواء , آيات الإنذارِ وآيات البشارةِ , آيات الأحكام وآيات الصفات , الآيات المُحكمة والآيات المُتشابهة فقدْ إستفاد اللغويون من كل أنواعِ الآيات القرآنية فقد كان إستنباط اللغةِ وقواعدها هي ما يبتغونهُ من القُرآن الكريمِ ,وإن قَصَرَ أصحاب العلوم استشهادهم ببعض أنواع الآيات, إلا أن كتب اللغة تناولت كل تلك الآيات واستشهد بها أصحاب تلك الكتب في تدوينهم لكتبهم على أية حال ولكن لو جمعت كل ما ورد في كل تلك الكتب من آيات لأستطعت أن تجمع آيات القران الكريم كلها من بطون تلك الكتب ولا أدري ما بال بعض المُسلمين اليوم الذين يعارضون هذا الأمر لما لا يحاولون جمع آيات من القران الكريم من بطون تلك الكتب تخالف ما بين إيدينا من آيات القُرآن الكريم ليثبتوا لنا صحة أقوالهم بدلا من ملئ الدنيا زعيقاً وهيجاناً ولكنَ حالنا معهم منذ الأمس كما تصفه العرب في قولها (أسمعُ جعجعةً ولا أرى طحيناً) وأقولُ لهمْ يا أخوتي الكرام إن ضلَّ السبيل بكم فعليكم أن تبحثوا بالدليل وتقلبوا مخطوطات الكتب العربية القديمة المحفوظة في متاحف اللوفر والمتاحف البريطانية والاميركية والالمانية وأبحثوا عن آية فيها تخالف ما بين أيدينا من الآيات فأن لم تجدوا ولن تجدوا فأتقوا الله في كتابه وأتقوا الله في دينه ولا يجرمنكم شنآن من أساء للاسلام بإسم الإسلام ألا تعدلوا إعدلوا فهو أقربُ للتقوى .

إنَّ الرسولَ الكريم قد حرًّصَّ في حياتهِ على تعليم الصحابة القُرآن وحثّهم على قراءته ووعد بوحيٍ من الله من يحفظه عن ظهر قلب بالحفظٍ من عذاب الله تعالى وكانَ الصحابةُ الكرامَ يحرصون على حفظه وتدارسه وقراءته أناء الليل وأطراف النهار وقد أعدَّ النبي الكريم أربعة من صحابته لمُهِمة حِفظُ القرُآن وتلاوتهِ وهمْ المذكورون في الحديثِ الذي رواه البخاري في صحيحهِ في الحديث رقم 3758 – حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ ذُكِرَ عَبْدُ اللَّهِ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَقَالَ ذَاكَ رَجُلٌ لاَ أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ « اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، فَبَدَأَ بِهِ ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِى حُذَيْفَةَ ، وَأُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ » وهؤلاء من مختلف طبقات القوم فمنهم سادة القوم ومنهم من الخدم ومنهم من كان من الطبقة المتوسطة ليضمن إنتشار القرآن بين مختلف طبقات المجتمع وهؤلاء الأربعة تعلموا القران بأكمله من النبي الكريم فلا شك ان عددا من الصحابة تعلم على يدي الرسول الكريم بعض أجزاء من القرآن إلا إن هؤلاء كانوا قد تعلموا القران من النبي مشافهة بأكمله ولذلك أوصى النبي الصحابة الكرام بأخذ القرُآن الكريم من هؤلاء الكرام وإضافة الى هؤلاء فقد كان الناس يتعاهدون القرآن بالحفظ حتى إستشكل أحد الرجال عند النبي الكريم أمر ولده الذي يقضي يومه في تدبر آيات القرآن الكريم والليل يقضيه في الراحة واحاديث أخر تحث الصحابة على التعاهد بحفظ القران الكريم وتدبره وهذا كان ديدن المسلمين الى عصرنا الحاضر.

التأريخ يروي إن عددا جما من الصحابة حفظوا القُرآن الكريم عن ظهر قلب ومنهم من أستشهد في موقعة بئر معونة المشهورة التي جرت أحداثها في السنة الرابعة للهجرة وأستمرت فضيلة حفظ القُرآن الكريم عن ظهر قلب في عهد النبي محمد وما بعده وبلغ من حفظ كتاب الله الالاف فتروي كتب التأريخ إن فقط من مات في حروب الردة وتحديدا في المعركة مع مسيلمة الكذاب حوالي خمسمائة صحابي الأمر الذي دقَّ ناقوس الخطر عند الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأقترح على سيدنا أبي بكر ضم القُرآن الكريم في مصحف واحد وأستمرت عادة حفظ القران الكريم عن ظهر قلب بكل حركاته وسكناته ووقفاته عند المُسلمين الى اليوم ومن الطريف في الأمر إن معظم الأطفال الذي فقدوا أبصارهم كان أهليهم يعلموهم القُرآن الكريم ويحثوهم على حفظه كي يكون ذلك سبباً او وسيلة من وسائل العيش من خلال قراءة القُران الكريم في الافراح والمآتم كما إن معظم سلاطين المُسلمين وملوكهم قد خصوا حفاظ القرآن الكريم بالعناية حتى نشأت طبقة من طبقات أهل العلم في المجتمع الإسلامي تُسمى الحفاظ الذين يحفظون القُرآن الكريم عن ظهر قلب , إن الميزة التي يتمتع بها القُرآن الكريم الى اليوم هي إنه الكتاب الوحيد في العالم الذي حفظه عن ظهر قلب أكبر عدد من الناس وإنَ عملية حفظه وتوارثه في قلوب الناس ما زالت مُستمرة ألا يدعو هذا الأمر من في قلبه ذرة من شك أو عناد أن يقف ويتأمل في هذا الأمر ولما القُرآن الكريم فقط من دون كل الكتب السماوية وغير السماوية الأُخرى ؟ أتمنى أن أرى جوابا من المُعاندين لهذا الأمر ..

جمع القُرآن الكريم في مصحف واحد لماذا لم يتم في عهد النبي محمد ؟

طرح بعض الأخوة من المعاندين سؤالا حول مسألة عدم جمع النبي للقُرآن الكريم بين دفتي مصحف واحد قبل وفاته والإجابة جد بسيطة إذ كما هو معلوم إن حياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام كانت عبارة عن وحي مُعّجز وبالتالي كان من الممكن ان تتنزل اية من القرآن على النبي في أخر رمق من حياته الشريفة , لذا عمد صحابته الى جمع القران الكريم بمصحف واحد بحسب الترتيب الذي قام به النبي للسور وهو المقصود بقوله تعالى {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }القيامة17 .

رد على شبهة جمع المصحف في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه

يكثر المرجفون هذه الأيام في صفحات الفيسبوك ومواقع التواصل الإجتماعي من هجماتهم على القران الكريم وهذا الأمر ليس بالغريب ولا بالجديد علينا فالقرآن الكريم ومنذ اول أيام نزوله تعرض الى تلك المحاولات وقذ ذكر هذا القران الكريم بقوله

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ }فصلت26

الشبهة التي يوردها هؤلاء هي إن عثمان بن عفان رضي الله عنه قد حرف في القرآن الكريم وجمع الناس على قراءة واحدة وان تلك القراءات كانت تعني ان هناك قراءين متعددة في زمنه فحرّقها وجمع الناس على قراءة واحدة ..

اولا عثمان بن عفان لم يكن هو من جمع القرآن الكريم ولا غيره بل ان الذي تولى جمع القرآن الكريم اي (ترتيبه بالتسلسل الذي بين أيدينا) الذي لا يراعي تاريخ النزول ابدا انما رتب بطريقة اخرى فيها من الحكم والعلل ما بينها المفسرون والدليل على ذلك قوله تعالى {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }القيامة17 .

اول من جمع القران الكريم بين دفتي مصحف هو سيدنا الصديق بعد وفاة الرسول الاعظم مباشرة كما ترويها المرويات التاريخية الموثوقة فقد ورد في البخاري في كتابِ فضائل القرآن؛ قال: “باب جمع القرآن؛ حدثنا موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن عبيد بن السباق أنَّ زَيْدَ بن ثابت – رضي الله عنه – قال: أرسل إلَيَّ أبو بكر مَقْتَلَ أهلِ اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر – رضي الله عنه -: إنَّ عُمَرَ أتاني، فقال: إنَّ القتل قد استَحَرَّ يومَ اليمامة بقُرَّاء القرآن، وإنِّي أخشى أن يستحر القتلُ بالقراء بالمواطن، فيَذهب كثيرٌ من القرآن، وإنِّي أرى أن تأمُر بجمع القرآن، قلت لعمر: كيف تفعل شيئًا لم يفعله رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قال عمر: هذا والله خَيْر، فلم يَزَلْ عمر يُراجعني، حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر.

قال زيد: قال أبو بكر: إنَّك رجل شابٌّ عاقل لا نتَّهمك، وقد كنت تكتب الوحيَ لرسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – فتتبع القرآنَ فاجمعه، فوالله، لو كلفوني نَقْلَ جبلٍ من الجبال ما كان أثقلَ عَلَيَّ مِمَّا أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلون شيئًا لَم يفعله رسولُ الله؟ قال: هو والله خير، فلم يَزَلْ أبو بكر يُراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما – فتتبعت القرآن أجمعه من العُسُبِ واللِّخَاف وصُدور الرجال، حتى وجدت آخرَ سورةِ التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ﴾ [التوبة: 128].

وقد أيد تلك الروايتين في ان ابي بكر هو اول من جمع القرآن الكريم في قراطيس ما ورد في موطا ابن وهب ومغازي الزهري

ثانيا: ان محاولات جمع القران بغير الصيغة التي رتبها القرآن الكريم قد جرت في الايام الاولى من وفاة النبي عليه الصلاة والسلام وقد روت لنا الروايات عتب سيدنا ابي بكر على علي بسبب إعتزاله الناس والتأخر عن بيعة أبي بكر فأجابه سيدنا علي بأنه كان منهمكا في جمع القران بحسب تأريخ النزول فيروي القمي في تفسيره والمجلسي في بحار الانوار الاتي (وّل من تصدّى لجمع القرآن بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) مباشرة، وبوصيّة منه هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) قعد في بيته مشتغلا بجمع القرآن وترتيبه على ما نزل) . وهذه الرواية مذكورة ايضا في المصادر السنية , ولا يظن ان عليا كرم الله وجهه حاول ان يعيد جمع القرآن على غير ما جمعه الله على يد نبيه انما كانت محاولة لتوثيق تأريخ نزول آيات القرآن وهو ليس بديلا عن الترتيب الحالي ابدا إذ لم يعمد سيدنا علي على إعمام تلك النسخة أبدا لا في عهده ولا في عهد الخلفاء الراشدين من قبله .

ثالثا: أما بخصوص القراءات العشر التي يُكثِر بها المرجفون فنقول إن القراءات العشر هي قراءات أقرها النبي في حياته حيث كان النبي يسمح للقبائل الداخلة في الإسلام أن تقرأ القرآن بحسب لهجتها التي تختلف من قبيلة الى اخرى ومعظم الاختلاف في القراءات هي اختلاف في الحركات او نقصان حرف او زيادة حرف دون ان يخل ذلك بالمعنى او قد يصرفه الى معان محتملة اخرى حيث ورد (مالك يوم الدين) وفي قراءة (ملك يوم الدين) , وفي موضع آخر (وطور سنين) وفي قراءة اخرى (طور سيناء) وهكذا وهناك ايضا كلمات تختلف في القراءات بالحركات فقط فمثلاُ هناك قبائل عربية كانت تجيز نصب الفاعل ورفع المفعول به بشرط الأ يخل ذلك بالمعنى ولكن بعض القبائل العربية كانت تأتي دائما بالفاعل مرفوعا ولعل خير مثال على ذلك قوله تعالى ({فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة37 (آدم هنا مرفوعاً) و (كلمات) مجرورة بينما وردت في قراءة ابن كثير {فَتَلَقَّى آدَمَ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٌ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة37 (آدم هنا منصوبا) و(كلمات مرفوعة) حيث يقول ابن مالك في كتابه شرح الكافية الشافية (ورفع مفعولا به لا يلتبس ونصب فاعل أجز ولا تقس) ويقول ابن الطراوة في كتابه البسيط (إذا فهم المعنى فأرفع ما شئت وانصب ما شئت وإنما يحافظ

على رفع الفاعل ونصب المفعول به إذا إحتمل كل واحد منهما أن يكون فاعلا وذلك نحو (ضرب زيدٌ عمراً) ولو لم ترفع زيدا وتنصب عمرا لم يعلم الفاعل من المفعول) .

هذه القراءات كانت معروفة في صدر الاسلام ولم يثر لغط حولها الا بعد دخول اقوام من غير العرب للاسلام فلما تنبهوا لتلك الفروقات ظنوا بان هناك قراءين متعددة فتنبه الصحابة لذلك وأخبروا سيدنا عثمان بن عفان الذي قام فجمع المصحف على قراءة اهل مكة وقام بإعمام هذا المصحف على جميع الإمصار وبالتالي حفظ للمسلمين كتابهم ولعل أكثر حادثة تدل على ذلك ان المصحف الذي رفع على اسنة الحراب في معسكر علي هو نفسه المصحف الذي رفع على الاسنة في معسكر معاوية .

المعجزة الإفحامية الأشهر :

ان خط المصحف وكتابته كان من الأمور التي يهتم بها حضرة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام بنفسه وكان يوجههم دائما في كيفية كتابة تلك الكلمات كون ان الرسم القرآني في الكتابة يختلف عن الأملاء في اللغة العربية المعتادة وهذا مما دفع الكثير من علماء المسلمين كأبن خلدون الى القول بان الصحابة كانوا يخطئون في كتابة القران الكريم املائيا وظلت تلك الأخطاء تتوارثها الأجيال بسبب التقديس الذي يلازم القرآن الكريم ولكن قبل هذا لا بد ان نعرج قليلا الى القرآن الكريم نفسه وما يشهد لنفسه يقول الله تعالى في كتابه الكريم لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ{1} رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً{2} فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ{3} (سورة البينة 1-3) والصحف لا تكون صحفا ما لم تكن مكتوبة ويقول القران الكريم أيضا {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }القيامة17 وكما أسلفت إن الجمع كان يعني ضم الايات الى بعضها البعض وتكوين السور وترتيب الصور وكما نعلم ان ذلك يعني ان عملية جمع القرآن الكريم كانت تتم بالعناية الالهية ولا يليق بالعناية الالهية ان تحفظ نصا أحدث الناس فيه الخطأ الإملائي الفضيع .

ان الروايات الإسلامية التي إستفاد منها بعض المرجفين الموتورين في الطعن بعصمة القرآن الكريم كانت قد وضعت بفعل المنافقين وتأثيراتهم ولعلك تجد تلك الروايات في كتاب عالم ومحقق وصوفي كبير كجلال الدين السيوطي وغيره ولكن اي مسلم بسيط يعلم ان لا السيوطي ولا الاعمش ولا البخاري ولا مسلم ولا الكليني اناس عصمهم الله ولا عصم من نقل عنهم وكل ما نقلوه من امور تخالف هذا المبدأ القرآني الكبير نضرب به عرض الحائط ولا نبالي ولكن الله تعالى لن يدعنا ان نضربها بدون دليل او سند تعالوا ايها الاخوة الكرام لنتعرف على الشفرات التي وضعها الله تعالى في الرسم القرآني والتي بينها ببداعة احد الكتاب المصريين وهو محمد شملول في كتابه المعنون (اعجاز رسم القران واعجاز التلاوة) والذي قدمه فضيلة الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية الذي كشف اللثام عن هذه المعجزة الكبرى ببراعة وحصافة فقد بين المؤلف في كتابه بان كتابة المصحف قد تعاهدتها طبقة من طبقات الصحابة وهم طبقة كتاب الوحي وكان كل كاتب منهم يكتب اجزاء من القران الكريم مختلفة بحسب الظرف الزماني والمكاني الذي يحتم تواجد احد منهم في تلك الساعة بالقرب من النبي الكريم وبالتالي لو كان في الرسم القرأني اية معجزة او في التلاوة اية معجزة لسقط زعمان اولهما ان القرآن الكريم غير محفوظ من عند الله تعالى لأن القرآن الكريم لو كان فيه اي تلاعب لضاعت الجفرة التي وضعها الله في الرسم القراني والتي تم استخلاصها من تجميع المفردات من كل القران الكريم كما سنرى وكذلك سيسقط الزعم بان القرآن الكريم فيه اخطاء املائية .

ان اول سبب يدفعنا الى رفض فكرة وجود أخطاء في الرسم القرآني هو تلك المخطوطات المحتوية لرسائل النبي الكريم الى ملوك عصره وزمانه وتلك الرسائل موجودة في مخطوطات محفوظة في مكتبة الاسكندرية ومتاحف اسلامية اخرى وتلك المخطوطات حتى وان شكك بها البعض الا انه لا احد يستطيع القول انها كتبت في زمن متأخر عن زمن النبي الاعظم وهي لربما كانت نسخة طبق الاصل عن النسخة الاصلية في حال قبولنا بفرضية التشكيك بعائدية تلك الرسائل الى عصر النبي الكريم والسبب انها لم تكتب حتى منقطة حيث دخل التنقيط الى اللغة العربية في عهد الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان وعلى اية حال فتلك الرسائل كانت تحوي على كلمات تكتب في الرسم القرآني بصورة مختلفة عما كانت تكتب عليه في تلك الرسائل رغم اننا نعرف ان من كان يكتب رسائل النبي هم انفسهم طبقة كتاب الوحي من الصحابة الكرام فقد كتب (الإسلام) في الرسائل تلك ولكن تلك الكلمة وردت في المصحف (الاسلم) , وكتب (يا أهل الكتاب) في حين انها في القران تكتب (يأهل الكتاب) . لماذا ؟ هذا دليل على ان القران كتب بطريقة موحى بها من قبل رب محمد على غير عادة العرب في الكتابة . الأمر الآخر المثير للانتباه انه وكما هو معروف ان هناك اختلاف في كتابة اسماء السور عن المفردات الموجودة في السور فكما نعرف ان اسماء السور اخبر بها النبي الكلايم وهي لم تكن من ضمن الرسم القرآني مثلا يكتب اسور سورة الليل هكذا (سورة الليل) ولكن عندما تبدأ السورة نرى ان كلمة الليل تختلف فتكتب هكذا (واليل اذا يغشى) ايضا تكتب (سورة الغاشية) في حين في النص القراني في بداية السورة تكتب هكذا (الغشية) مما يدل على ان الرسم القراني ليس كما يدعي البعض بانه اخطاء املاية توارثها الناس بفعل القدسية انما هو رسم خاص بالقران الكريم ولكن ما الحكمة من وراء هذا الرسم يبين الكتاب المذكور في اعلاه كلمات لعديد من العلماء بان الرسم

القراني هو رسم فيه اسرار الهية وقد تمكن كاتب هذا الكتاب للتوصل الى بعض منها المعجزات الكامنة في هذا الرسم

فقد استنتج صاحب هذا الكتاب امورا مهمة جديرة بالانتباه ومن تلك الامور

1- في حالة زيادة عدد حروف الكلمة عن الكلمة العادية فان هذا يعني زيادة في المبنى يتبعه زيادة في المعنى كذلك فأن زيادة المعنى يمكن ان يؤدي الى معنى التراخي او التماهل او التأمل او التفكر أو إنفصال أجزائه

2- في حالة حدوث نقص في عدد الاحرف فهو يعني سرعة الحدث او الانكماش في المعنى او الضغط او التلاحم .

لذلك نستطيع ان نقول وبحسب هذه القاعدة ان الواو حذفت في (يمحُ الله البطل) فللاشارة الى سرعة ذهابه في حين حذف الوار في اية (يدعُ الداع) للدلالة على سرعة الاجابة وفي اية (سندعُ الزبانية) فانها حذفت لسرعة الفعل ويسرد الكتاب امثلة ونماذج تبين هذه المعجزات الكبرى ولعل من اهمها هي ما ورد بكلمة (صاحب) حيث تكتب مرة صاحب ومرة(صحب) ويقول الكاتب هنا هو للدلالة على الانفصال في حين حذف الالف تدل على الالتصاق لذلك عندما ذكر الله تعالى صحبة النبي لاهل قريش قال {وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ }التكوير22 وهنا ان النبي حاله يختلف عن حال اهل قريش لذا جاء الالف للانفصال والتمييز عن كلمة الصاحب التي تعني المرافقة في قوله {وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَبُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة39 حيث وردت كلمة صاحب هنا دون الالف للدلالة على المرافقة ولنذهب الى ما ورد في سورة الكهف حيث وردت كلمة (صاحب ) في الاية (34 و 37) مرة وردت هكذا بدون الف {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً }الكهف34 مرة وردت بالالف {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً }الكهف37 والسبب ان خطاب الكافر بانعم الله تعالى لصاحبه وهو يظن بان صاحبه يقف نفس الموقف من قدرة الله تعالى فعندما تبين للصاحب الاخر كفر صاحبه جاء بالالف للتمميز بينهما بعد ما استبان كفر الاول وايمان الثاني واختلاف حالهما , وكذلك يورد الكاتب امرا مهما اخر هو كتابة السيئات والحسنات حيث تكتب السيئات في القران الكريم هي هي بينما الحسنات تكتب في الرسم القراني ب(الحسنت) {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ }هود114 والسبب معروف اذ ان الحسنة اشد التصاقا بالمحسن وهي تكتب له ويثاب عليها لذا حذفت اللالف للاتصاق بينما السيئة من الممكن ان يكفر عنها او يتوب الله على من ارتكب السية فهي لا ترتبط بالمسيء ولا تلتصق به لذا جيء بالالف للدلالة على التفريق بين المسيء والسيئة . وننصح بمراجعة هذا الكتاب القيم للتعرف على اعجاز الرسم القراني وكذلك التلاوة وهما من الاثباتات التي حفظها الله تعالى لتدك عقول من يحاول التشكيك بكتاب الله الاإشهر والأقوم والحمد لله على نعمه وافضاله على الامة المحمدية بان جعل نبيها النبي الخاتم وكتابها الكتاب الخاتم والمحفوظ من الزيغ والتلاعب كما يريد ان يرجف المبطلون واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .