18 ديسمبر، 2024 4:56 م

حُلم المُنظمة الشُّيوعيَّة اُنموذج كابوس كعبث البعث العدمي

حُلم المُنظمة الشُّيوعيَّة اُنموذج كابوس كعبث البعث العدمي

ماضوية قرن ثورة اُكتوبر 1917م البلشفيَّة، كان حُلم رفاق العِراق الفاشلين لأكثر مِن قرن مضى مِن الزَّمَن، التسلّط الدّكتاتوريّ البلوريتاريّ باسم الشَّرعيَّة الثوريَّة الأثريَّة للعُمّال والفلّاحين في بلاد الرّافدين الزّراعيَّة الَّتي يحكمها نظام ملكي على غرار أفغانستان وكمبوديا Cambodja أسقطهمها انقلاب عسكري، مهَّدَ لحزب العدل المُنتظر كما وَطَّأ إسقاط قيصر روسيا لتسلّط البلاشفة الشُّيوعيين، يكون كذلك في أفغانستان المُجاورة، كان حُلماً كابوسه قريبٌ زمكانيَّا معروف البداية والنهاية المأساة الملهاة نتجاوزه إلى تجربة «مُنظَّمة الخمير الحُمر» الإجراميَّة الشُّيوعيَّة الماويَّة في البلد الزّراعيّ الفلاحي ومحصوله الغذائي الرَّئيس كما في العِراق؛ الرُّز. وأجبر نظام الخمير الحُمر الكمبوديين على العمل في مزارع جماعية بأدوات بدائية لمدة تمتد مِن 12- 14 ساعة يوميّاً، وبنظام تغذية قاس، عليهم أن يفلحوا الأرض بين طرفيّ النهار مُنذ شروق الشَّمس حتى غروبها، وكانت تلك النظرية ترى أنه من لا يقدر على هذا العمل اليومي الشاق يتعين اغتياله وحُرقت منازل السُّكان حتى لا يجدوا مكانا يلجؤون إليه، وحُظِرَ الصَّيد ليتفرغ المُواطنون للزراعة وحُظِرَ التعامل بالنقود، وحُظِرَ التعليم وتحوَّلت المدارس والجّامعات وجوامع المُسلمين إلى سجون، وحُظِرَت مُمارسة الشَّعائر الدِّينيَّة، وحُظِرَت اللُّغات الأجنبيَّة والقضاء على مسؤوليّ وعسكرييّ النظام السّابق وتصفيتهم جسديّاً. قدر عدد الذين قتلوا في «الإبادة الجَّماعيَّة» بين مليون وثلاثة ملايين مُواطن، في حين فر مئات الآلاف إلى تايلاندا المجاورة ولم تكن جريمة الإبادة، التي شهدتها كمبوديا تحت حكم «الخمير الحُمر» نتيجة مجريات صراع سياسي أو عسكري، بل كانت مخططا معداً سلفاً، وشرعت في تنفيذ مخططها الأيديولوجي الماركسي، بعد اسقاط نظام المارشال لون نول، الذي سبق أن أطاح بحكم الأمير نوردوم سيهانوك وكان بول بوت الذي فرض نظام الرُّعب والقتل الجّماعي، يمارس جرائمه من وراء ستار كثيف، فالأوامر كانت تصدر باسم ما أطلقوا عليه «المُنظمة»، ولم يفصح عن أنه الرَّجل الأوَّل إلّا في أيلول 1977م عندما ألقى لأوَّل مرَّة خطاباً جماهيريّاً زعم فيه أنه خلَّص البلاد مِن ألفي عام مِن اليأس. وكانت الأعمال الإجراميَّة التي اقدم عليها بول بوت مصدرها نظريَّة شيوعيَّة ترى أن المناطق الرّيفيَّة وحدها التي يتحقق فيها الفردوس المنشود، وأن الفلاحين منوط بهم إنجازه، ويؤكد محضر اتهام ضد 4 قياديين سابقين في نظام بول بوت كانت تحاكمهم المحكمة الدّوليَّة أن المُسلمين كانوا يُستهدفون ويُقتلون بشَكل منهجي وخلال حقبة الاستهداف حاول الناس إيجاد مكان للصَّلاة خلسة بشتى السُّبل، أثناء قيادتهم العربات وفي الأدغال، إلّا أن الأكثر بشاعة الاختفاء القسريّ وقتل كثيرين لم يُعرف مصيرهم ولا أحد يعرف على وجه الدِّقة كم كان عدد المُسلمين، الذين راحوا ضحايا هذه الجريمة، لكن مركز التوثيق يُقدر عدد القتلى بين 100ألف و500 ألف من أصل 700 ألف مُسلم. مملكة يحكمها الأمير نوردوم سيهانوك؛ مملكة كمبوديا جَنوب شَرقيّ قارتنا آسيا، ويحده تايلاند إلى الغرب والشَّمال الغربي، لاوس إلى الشَّمال، وفيتنام مِن الشَّرق والجَّنوب الشَّرقي، ومن الجَّنوب خليج تايلند كالخليج جَنوبيّ العِراق. يهيمن على جغرافية كمبوديا نهر ميكونغ “النهر العظيم” ويُقابل الفُراتين، وبُحيرة تونلي ساب “بُحيرة المياه العذبة” تُقابل أهوار العِراق. عام 1955م، تنازل سيهانوك عن العرش لصالح والده لكي يُنتخب رئيساً للوزراء. بعد وفاة والده عام 1960م، عاد سيهانوك رأساً للدَّولة بلقب أمير. خلال حرب فيتنام، تبنى سيهانوك سياسة الحياد في الحرب الباردة بين المُعسكرين السُّوفييتيّ الأميركي. مع ذلك، بدأ بالانحياز لأطراف النزاع، فاُطيحَ به عام 1970م وكان خارج بلاده، بانقلاب عسكريّ بدعم أميركيّ مُجبراً على اللجوء إلى الصين، اُضطرَّ سيهانوك للاصطفاف في جبهة الشُّيوعيين الصّينيَّة على غرار مُعارضي صدّام في العِراق. تلا ذلك استغلاله من قبل الخمير الحُمر المُتمردين لكسب أراض في المناطق. حثَّ الملك أتباعه على المُساعدة في الإطاحة بحكومة الانقلاب المُوالية للولايات المُتحدة، ما عجَّلَ باندلاع الحرب الأهليَّة. في تشرين الثاني 1978م، اجتاحت القوّات الفيتنامية كمبوديا لوقف انتهاك الخمير الحُمر للحدود الفيتنامية ووقف الإبادة الجَّماعيَّة على غرارها المقابر الجَّماعيَّة العِراقيَّة والانتفاضة الشَّعبيَّة الشّيعيَّة الشَّعبانيَّة (ش مُكعّب ضدَّ صدّام الإجرام).

أُقيمت جُمهوريَّة كمبوتشيا الشَّعبيَّة، بقيادة جبهة الإنقاذ، عُصبة يسارويَّة مُعارضة للخمير الحُمر. عام 1981م، بعد 3 سنوات مِن الغزو الفيتنامي، قُسمت البلاد بين ثلاثة فصائل (كما اُريدَ للعِراق الدّيمُقراطيّ أميركيّاً- برزانيّاً)، أشارت إليها الأُمم المتحدة بحكومة التحالف في كمبوتشيا الدّيمقراطيَّة. يتألّف هذا التحالف مِن الخمير الحُمر، فصيل ملكى بقيادة سيهانوك، وجبهة التحرير الوَطنيَّة لشعب الخمير. أبقت البلاد على مُمثل الخمير الحُمر في الأُمم المُتحدة، تيوون براسيث. خلال ثمانينات الحرب العِراقيَّة – الإيرانيَّة، واصل الخمير الحُمر المدعومون مِن تايلند، الولايات المتحدة، والمملكة المُتحدة السَّيطرة على مُعظم أنحاء البلاد وهاجموا أراض غير خاضعة لسيطرتهم. هجمات وعقوبات اقتصاديَّة باسم ما يُشبه حصار نظام صدّام المُدان دُليّاً، مِن قبل الولايات المُتحدة وحلفائها، أدّت إلى استحالة إعادة اعمار كمُؤتمر إعمار العِراق في الكويت، ما خلف البلاد في فقر مديد. بدأت جهود السَّلام في باريس عام وفاة الإمام الخُميني 1989م في إطار دولة كمبوديا، بلغت ذروتها بعد عامين في تشرين الأول عام حرب تحرير الكويت 1991م في تسوية سلمية شاملة. منحت الأُمم المُتحدة السّلطة لفرض وقف إطلاق النار، والتعامل مع اللّاجئين ونزع السّلاح (دعوة عِراقيَّة حاليَّة) فيما يعرف باسم سلطة الأُمم المُتحدة الانتقاليَّة في كمبوديا. في السّنوات الأخيرة، حققت جهود إعادة الإعمار تقدماً، وأدّت إلى بعض الاستقرار السّياسي في شَكل ديمقراطية تعدديَّة في ظِل نظام ملكي دستوريّ [سعت إليه الملكيَّة الدّستوريَّة الهاشميَّة المُهدَّدة بتظاهرات شَرقيّ نهر الاُردُن الآن الآن وليس غداٌ لمحو آثار القدم الهمجيَّة، القُدسُ كركوكُ لنا!] نصب نورودوم سيهانوك ملكاً لكمبوديا مِن جديد عام 1993م؛ وطنٌ حُرٌّ وشعبٌ سعيد..،

سنمضي إلى ما نُريد بعزمٍ وحزمٍ أكيد، ونسحق جَمال، وأحمد سعيد (شبيه محمدسعيد الصَّحّاف)، أحمد سعيد الإذاعيّ اللَّوذعيّ المُعمِّر المولود عام 1925م، وتخرج في كليَّة الحقوق بجامعة القاهرة عام 1946م، عُيّن مُذيعاً في إذاعة القاهرة، ثمّ مُديراً لإذاعة “صوت العرب” عند تأسيسها عام 1953م، حتى عام حرب حزيران مع إسرائيل 1967م، المُعمِّر الذي تزامنت وفاته حتف أنفه مع ذِكرى سقوط الموصل بيد داعش في نكسة 10 حزيران 2014م مع وفوز تظاهرات حراك (سائرون) في انتخابات عِراقيَّة مُلتبسة وراء عمامة الفتى مُقتدى الصَّدر/ مولود النَّجف عام 1973م.

اهتز استقرار كمبوديا بعد انقلاب عسكري عام 1997م، لكن قدمت بعض الدُّول لكمبوديا مُساعدات مِثل اليابان وفرنسا وألمانيا وكندا وأُستراليا ونيوزيلندا واندونيسيا والولايات المُتحدة والمملكة المُتحدة، إلّا العِراق غير مدعوم ولا بواكي عليه، ولم تكن في كمبوديا “حرب داعش ولا فلول البعث ولا برزاني إنفصالي”.

أَخُو إيضاح جَليّ الدّاعي، طَلَّاعُ المركب الوَعر؛ قُلل الجّبال، متَى يضَعِ العِمامَةَ جانباً، يُشَمِّرُ عن ساعِده، وأَخُو خَمْسِينَ (1964- 2018م) مولود الكوت سفيرُنا لدى لاهاي.
قال “سُحَيْمُ بْنُ وَثِيلٍ الرِّيَاحِيُّ أَخُو بَنِي حِمْيَرِ”:

«أَنَا ابنُ جَلَا وطَلَّاعُ الثَّنَايَا * متَى أضَعِ العِمامَةَ تَعرِفُوني!».

“وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ And removed you your burden” (سورةُ الشَّرح 2). وَضَعْنَا عَنكَ= نزعْنَا عَنكَ. رَغبنَا عَنكَ بخلافِ رَغبنا فيك.

قُبيل هِلال شهر رمضان وقُبيل أنْ يهلّ ويحلّ عيد الفطر المُبارك، شهدَ رئيسُ الدُّبلوماسيَّة العِراقيَّة الجَّعفري، أسواق (مدينته كعبة أبي الأحرار الحُسين الثائر) كربلاء المركزيَّة ومحالّها التجاريّة التي ما زال البعض منها قائماً على مدى عُمره 1947- 2018م، كالخفّافين والميدان وباب الخان والعلاوي والزَّينبيّة وسوق الحُسين وسوق التجّار العرب، لما تمتلكه هذه المدينة مِن مَكانة دينيَّة يُعوّل المُتصوّف «ابن عربيّ» على تأنيث مكان مكانتها مركزاً للسياحة الدِّينيَّة وحركة التجّارة كإيلَافِ “لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ” (For the taming Quraish سورةُ قُرَيْشٍ) ، وحائِط Wall Street، وقد شكّلت تلكُمُ الأسواق دوراً بارزاً هامَّاً ولامَّاً ذاكرة المكان- المكانة (وَإِنَّ مَكَانَنَا مِنْ حِمْيَرَيٍّ * مَكَانُ اللَّيْثِ مِنْ وَسَطِ الْعَرِينِ)، وحفظ إرثها مِن خلَـل ما شهدته ووَثقته مِن أحداث جرت مجرى إشراقات الجَّعفريّ الخطابيَّة، إذ كانت فضلاً عن مَهمتها التجاريّة مُلتقىً لمُثقّفين مُؤرّخين وفنّانين واُدباء.