9 أبريل، 2024 9:28 م
Search
Close this search box.

حُلمُ  دولة كُردستان الكُبرى … سباحة ٌ في الدماء وسيرٌ على الأشلاء

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل أن نشرع في الكتابة عن هذا موضوع حساس كما هو الحال الآن خاصة في ظل المنعطف الخطير الذي يعصف بالعراق خاصة والساحة الإقليمية بشكل عام نجد أن الأمانة العلمية والأخلاقية تُحتم علينا أن ننقل  جانباً من نص التقرير الذي كتبه (رالف بيترز) في كتابه (لا تكفّ عن القتال Never Quit The Fight  )  وهو (ليوتانيت كولونيل) أي رتبة (لواء) سابق في الجيش الأمريكي خدم في شعبة الإستخبارات العسكرية الأميركية .
أُعلِن في هذا التقرير أن إعادة الترتيب لتحدُث ؛ ينبغي لها أن تلعب على أوتار (عِرقية وإثنية) أن هذا التغيير ليتم ينبغي له أن يتم سباحة في الدماء وسيرًا على الأشلاء حتى يتم كسر توليفات الاندماج القومي الحالية وإعادة التوزيع وفق الهوى الأمريكي لأن إعادة تصحيح الحدود الدولية يتطلب توافقاً لإرادات الشعوب التي قد تكون مستحيلة في الوقت الراهن، ولضيق الوقت فإنه لابد من سفك الدماء للوصول إلى هذه الغاية واستغلال عامل الوقت لصالح هذه الخطّة.
ولا يخفى على القارئ والمُتتبع الكريم أن الأمر ليس في صالح الإثنيات والعِرقِيات التي يتم اللعب بها في لُعبة المصالح الأمريكية تلك بل ستكون تداعيات الأمر وانعكاساته الويل والثبور، ففي اليوم الذي تستفحل فيه النزعة القومية الكُردية  وتَنْحُو بإتجاهٍ شوفيني كما هو الحال الآن  سوف تتفتت أمامهم الدولة التركية والإيرانية فضلاً عن العراق وسوريا المفتتات أصلاً  
فضلاً عما أشرنا إليه آنفاً فقد تم الإعلان في التقرير أنّ دولاً جديدة ستنشئ ، مما يعني فقدان بعض الدول الموجودة وتحديداً العراق وسورياً وتركيا وإيران لأجزاء كبيرة من حدودها الحالية الأمر الذي سيؤول إلى حروب قومية طاحنة .
مما رسخ في الذاكرة من الأمس القريب وتحديداً في مدينة كركوك حيث أقدم أحدُ الشباب الكُرد المتهورين بلطم رجلٍ عربيٍ طاعنٍ في السن يرتدي العقال الأمر الذي تسبب بسقوط الشيخ العجوز أرضاً وسقوط عقاله عن رأسه ولم يقف الأمر هنا بل قام الشاب الكردي بتمريغ العقال بالمياه الآسنة لتثور هنا ثائرت الشباب العرب وتطور الأمر إلى مشهدٍ دموي وسرعان ما توحد العرب شيعتهم وسنتهم رغم أن الحادث وقع في زمن كانت فيه الطائفية تعصف بالعراق  جدير بالذكر أن العامل الذي أفضى إلى توحد العرب هو إعتبار أن المساس بالعقال هو مساس لرمز العروبة وأستمر القتال والصراع دون أن تتدخل القطعات الأمريكية المتواجدة مكتفية بالتفرج الأمر الذي أصبح مدعاة لفرار العوائل الكردية بإتجاه مدينة السليمانية بحيث سجلت أجور النقل من كركوك إلى مدينة السليمانية أرقاماً أصبحت مدعاة للتندر…. 
سنحاول هنا أن نسلط الضوء على النزر اليسير فيما يتعلق بالقومية الكُردية عسى أن نُسهم في إزالة الصورة الضبابية التي يكتنف الغموض الكثير من جوانبها ليكون القارئ مستنداً على أرضيةٍ صُلبة وبرؤية متبصرة ، يتوزع الأكراد حول العالم ووفقاً لإحصائيات العام 2011م فأن تعداد نفوس الأكراد 26،712،000نسمة وكما مبين أدناه :
15،000،000 نسمة في تركيا أي ما نسبته 56% من تعداد الأكراد في العالم
5،500،000 نسمة في إيران أي ما نسبته 16% من تعداد الأكراد في العالم
4،000،000 نسمة في العراق أي ما نسبته 15% من تعداد الأكراد في العالم
1،700،000 نسمة في سوريا أي ما نسبته 6% من تعداد الأكراد في العالم
أما بقية الأكراد فهم موزعون في دول العالم بنسبة 7% وكما يلي :
540،000 في ألمانيا
82،000 نسمة في فرنسا
72،000 في هولندا
58،000 في أميركا
17،000 في بريطانيا
يُقسم الأكراد كغيرهم من الأمم إلى شعوب (سوراني ، بهديناني ، صاغلي أو سارلي ، الكاكئية ، كرمانجي ، زازا – الفيكا ، والتحق بهم الشبك ، الجرجرية  ، اليزيدية وكنا قد شرحنا الأمر في مقالات سابقة فضلاً عن القبائل ذات الأصول العربية مثل الكوران التي تنحدر من قبائل الدليم العربية وقبائل وعشائر وبيوتات السادة الأشراف الحُسينية مثل البرزنجية …….)  ويشتمل المجتمع الكردي على إختلافات (دينية وإثنية) فالاختلاف الديني كما هو الأمر في اليزيديين واليارسانيين والمسلمين أما الكورد المسلمون فينقسمون إلى السُنّة والشيعة ، أما الأكرد الشيعة كما هو الحال في الأكراد الفيلية والشبك ، ويدين الأكراد السُنّة بمذهب الإمام الشافعي وهم الغالبية والقسم الآخر على مذهب الإمام أبو حنيفة النعمان وقسم على مذهب الإمام أحمد بن حنبل … ومن المفارقات المؤشرة أن الأكراد السُنّة يميلون إلى العرب والأتراك أما الأكراد الشيعة فيميلون إلى إيران …
نحن إذ نكتب هذه الأسطر فالوازع الحقيقي والدافع هو حُبنا لإخوتنا الكورد خاصة وأننا نرتبط بعلاقات وطيدة منذ أمدٍ بعيد ووشائج قربى ومصاهرة علماً أن عشيرة الحيدري الكُردية أحدى بطون قبيلتي التي أنتسب اليها وهم السادة الحُسينية ولأخوننا الكورد مواقف معنا يعجز القلم عن أن يُسطرها أو أن يُشيد بها والعكس صحيح ، فضلاً عن تداخل الأراضي العربية بالكُردية وأن عملية فصلها أو تغيير ديموغرافيتها أو إبتلاعها يستلزم عملية قيصيرية دموية ولطالما كُنا نُذّكر أن العرب إقتتلوا 40 سنة بسبب (بعيرٍ أجرب )عُرفت فيما بعد بحرب البسوس وهو اسم الناقة فكيف الحال اليوم وما من عربي إلا وأصبح شريد أو طريد ونازح عن دياره وقلما تجد بيت إلا وفيه نائحة ٌ ثكلى .
الكثير من القوميات والإثنيات والإعراق بما فيهم العرب قد وقع عليهم الحيف فمن باب أولى أن من وقع عليه الظُلم أن لا يظلِم فللزمان دورته وهذه سُنّة الكون ، أما أن يستثمر الكورد الإضطهاد الذي طالهم في شتات الآرض مدعاةٌ لصناعة قومية جيوتية تجمع شتاتهم وأعراقهم على حساب باقي القوميات والأعراق والأديان فضلاً عن الإغتيالات الممنهجة للعرب في كركوك وقبلها الموصل خلال الفترة التي سيطر البيشمركة على نينوى خلال تواجد الأمريكان… ولعل حادثة قيام 4 من عناصر البيشمركة (الأبطال) بتوثيق رب الأسرة العربية النازحة إلى كركوك (دوميز) واغتصاب زوجته وابنتيه الإثنتين أمام عينيه  والتفاصيل منشورة على موقع السومرية وتناقلتها الفضائيات وهي رسالة إلى العرب النازحين ، وقد وصلت ….
ومن الموروث والتراث الموصلي الذي لا يخفى على أهل الموصل والأكراد الذي عاشوا في نينوى أن لأبواب المنازل الموصلية مطرقتين، إحداهما صغيرة والأخرى كبيرة  فعندما يُطرق الباب بالصغيرة يُفهم أن الذي يطرُق الباب “امرأة” فكانت تذهب سيدة البيت وتفتح الباب وعندما يُطرق بالكبيرة يفهم أن بالباب “رجل” فيذهب رجل البيت ويفتح الباب ويوضع على باب المنزل الذي فيه مريض باقة ورد حمراء ليعلم المارّة و الباعة المتجولون بوجود مريض في هذا المنزل فلا يصدرون اصوات عالية رفقاً بصاحب الداء أو العليل المُسّجى طريح الفراش،
أما اليوم وبينما أنا أكتب هذه الأسطر…..فمدينتي الحبيبة الموصل الحدباء تتعرض إلى قصفٍ مدفعي للقوات الكُردية لا يكل ولا يمل وراجمات الصواريخ التي تطلقها البيشمركة على أحياء الموصل لا تعرف معنىً للهوادة ومعلوم أن الصواريخ والمدفعية سلاحٌ اعمى لا يفرق بين إرهابي ومسالم أو مجرم وبريء ولا بين مدني ومحارب ولا يفرق بين شيخ وشاب او طفلٍ وأمرأة … القصف متواصل رغم علم البيشمركة أن في الموصل أكثر من 3 ملايين إنسان تقطعت بهم الأسباب ومُنِعوا من مغادرة المدينة وقد فرض الإقليم حصار خانق منذ حريران الماضي 2014م  فلا كهرباء ولاماء حتى لجأ أهل الموصل إلى حفر الآبار الإرتوازية ولا يسمح للمواد الغذائية بالدخول إلى المدينة فضلاً عن النفظ والغاز بحيث أصبح سعر برميل النفط الخاص بالمدافيء 500 ألف دينار وإسطوانة الغاز يتراوح سعرها مابين 80 ألف وتصل أحيانا 100$ ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أصدرت حكومة إقليم كردستان كتاب رسمي يقضي بمنع خدمة الأنترنت عن الموصل فأصبح أهلنا في معزل عن العالم ……و….  ونخشى أن يكون نهاية حلم دولة كردستان الكبرى  كما ورد في كتاب الله عز وجل   {….. فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } خاصة ً وقد تم إستعداء العرب وجر أهل الموصل إلى حربٍ لا تُبقي ولا تذر بحُجة محاربة الإرهاب وقتال داعش ….
نختتم مقالنا بالحكمة القائلة : الجار قبل الدار فالأكراد محاطون بالعرب ويحاددهم دول الجوار الإقليمي التي تتقاطع مع مشروع دولة كُردستان الكبرى  ولو عُدنا بالذاكرة إلى “مُلا مصطفى البارزاني ” الذي عمل لصالح الفرنسيين ضد البريطانيين ثم  فر من سوريا وعاد الى منطقة  “بارزان”  في شمال العراق وثار بالأكراد في عام 1943م وتمكن من السيطرة على عدة مناطق فاوض بموجبها “نوري السعيد” وصيّ عرش “العراق” على توليه ولاية كردية بحدود ” إقليم كردستان العراق الحالي ” فرفض وزراء العراق آنذاك وعزلوا “نوري السعيد” نفسه وكشفوا أنه كردي الأصل ثم هرب إثرها ” ملا مصطفى البارزاني ” عام 1945م وعمل لصالح الروس ” الإتحاد السوفيتي ” هذه المرة بعد الفرنسيين ضد الإيرانيين ، ثم عمل لصالح  شاه إيران من بعدهم ثم لصالح  “إسرائيل” ونشأت الخلافات بينه وبين زميله رئيس العراق الأسبق “جلال طالباني” على المصالح والمكاسب ليموت في المنفى بـ” أمريكا ” 1979م !!.. وهنا انتقلت أوراق اللعبة كلها إلى أيدٍ أمريكية ….؟؟؟!!!
فإلى أين ستنتهي أوراق اللعبة اليوم ….. ؟؟؟؟؟ !!!!!
اللهم بَصِّر أهل العراق بالمصير الأظلم المتربص بهم
 اللهم جَنِّب أهل العراق  الفتن ما ظهر منها  وما بطن
 
اللهم إحفظ العراق وأهل العراق بكل أعراقهم وأطيافهم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب