22 ديسمبر، 2024 7:41 م

حُبٌ ضائع في زمن الفيسبوك    

حُبٌ ضائع في زمن الفيسبوك    

يتلعثم صديقي، مُربك، مهموم وعليل، لا يشعر بما حوله، أسرته الجميلة، حاجياته التي أُهملت وبُعثرت، وأصدقاء عُمر، وطفولة وعمل؛ سلامٌ ثقيل، وتحيايا عابرة، وإبتسامات مخنوقة، تخطفها، وتلجمها ذكرى حُب ضائع بين صفحات شبكة التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، يردد؛ لا تبلغ أحداً، شريكة حياة، أطفال واشقاء بشيء؛ مقتول أنا بها وإن خانت، وحنثت باليمين؛ وأرتمت في حضن آخر، وتوسدت صدر أحدهم، زيّن شاهد قبري بأول حرف لأسمها، عشقتها بجنون، قرأت الكثير من قصص العشق المجنونة، لا قيس، ولا صاحب عزة بنت جميل مثلي، لن أُشفى، لكن؛ أطلبُ مغفرة زوجة صالحة رهنت عمرها لإسعادي، وأطفال كالورد؛ بخلتُ عليهم بإبتسامة لحظة ضياع لا تنتهي. قصتنا، حقيقية نالت من صديقنا، قضت عليه وأخذت منه الكثير، “هربت” بعد أن سلبته سعادته، يقول؛ لن اعود كما كنت، أحاول إيهام نفسي، الكذب عليها، بأنه عالم إفتراضي، أجهد نفسي لأكون أكثر إنتاجاً لأنسى دون جدوى، كانت حقيقة، قالت: “أتنفسك”، “أعبدك”، حتى تبين إنها تنفست آخرين “أي خَشم هذا” وعبدت، تقول دراسة قام بها موقع فيسبوك الإجتماعي وخصَ بها هكذا علاقات، وأطلقها بمناسبة عيد الحب “الفالنتاين”، أن عمرها قصير تنتهي بـ “بلوك” وغير مضمونة، دون الإتيان على ما يُمكن أن تتركه من آثار سلبية على نفسية من عاش حالة حُب صادق دون خداع مثل صديقي المُتيّم.عامٌ مَر، وأن آمن وايقن بإستحالة العودة، لا هوّ له الرغبة بوجودها، ولا هيّ بعد أن كشفت أوراقها، وبان زيفها، من ملاك طاهر يخاف عليها نسمة هواء، لأخرى يجهلها، ليتني لم أعرفها، يُكمل: حتى لا أدرك حقيقتها، مفجوع بها، أحاول لملمة جراحي لأنهض من جديد والعودة لأسرتي لكن هيهات، فالجرح غائر، والقلب مكلوم حتى تتوفاني السماء.