عمار تكليف الواسطي
في احد المواقع ، اطلعت على مقال للسيد (لطيف عبد سالم اﻠﻌﮕﯿﻠﯥ) حمل عنوان : (تقويم الملا جبر وقانون الموازنة العامة في العراق) . المقال مطول ومحمل بالسخرية المرة .
والآن نقدم لقراء موقع كتابات ما نراه (ﺣﺴﭼﺔ) . ونترك التقدير لهم . كان الفلاح (دِبِسْ) ، مزارعاً محترماً ومجداً ، يسكن قرية في جنوب العراق . وأمام تراجع العائد الزراعي ، فكر بان يمارس عملاً آخر . ورسم ما يسميه السياسيون والمتحذلقون اليوم (خارطة طريق) توصله للهدف . وبدء التنفيذ بخطوات مدروسة ، و(وفقاً لسياقات) وضعها !!.
توجه نحو مدينة مشهورة . هناك تخلى عن (اﻠﻌﮕﺎل والغترة والدشداشة) ، ولبس بدلاً عنها : العمامة البيضاء والصاية ، وبقية ملابس طالب يدرس الفقة في تلك المدينة .
وصل الخبر الى القرية التي وفد منها (دِبسْ) ، فنظم بحقه شاعر شعبي معروف قصيدة مشهورة . ولا ندري هل هجاه أم مدحه . وجاء في مطلع القصيدة :
إمْبارك يا دِبسْ من صِرِتْ علاّمَه
بَدَّلْت اﻠﻌﮕﺎل إبلبسِ العمامة
بَدَّلْت اﻠﻌﮕﺎل البيه ﭼنٺْ مَهْيوبْ
المهم أن (دِبس) قرأ المقدمات والسطوح والأجرومية ، نجح بتفوق ، وعلى أثرها حمل لقب (الشيخ) . وبذلك تحققت الخطوة الاولى من (خارطة الطريق وسياقاتها الدستورية) . عندها كرر الشاعر مديَحه للشيخ دِبس قائلاً : قَريْتِ الأجرومية وصرتْ قاموسي !! .
والآن ، بدأ شيخ دِبس ، بتنفيذ الخطوة الثانية من (خارطة الطريق…) .
توجه نحو قرية غير قريته ، وفي محافظة غير المحافظة التي ولد فيه ، لكنها مجاورة لها . حل دِبس في مضيف شيخ القرية قارئاً في المناسبات الدينية ، خاصة واقعة الطف . عاد الى المدينة التي درس فيها ، جيبه مملوء بالدنانير ، وأوصلته السيارة الى باب داره ، محملة بالرز العنبر والتمر ودهن الجاموس . وفرحت زوجة الشيخ ، وطبخت ، وفاحت رائحة العنبر ، والدهن الحيواني المثير للشهية .
لكن الشيخ وزوجته كانا معروفين بالبخل ، فلم يوزعوا صحناً واحداً من الطعام على أقرب جار . عندها قرر أحد رجال الحي الذي يسكنه الشيخ دِبس ، قرر أمراً وكتمه .. عندما سمع بان دِبِس ، سافر لتلك القرية البعيدة ، تبعه ، وحل معه في نفس المضيف . رحب شيخ القرية بالقادم الجديد ، وسأله عن حاجته . عندها فاجأ الزائر الجديد شيخ القرية والحاضرين وكذلك الشيخ دِبِسْ نفسه . قال الرجل بصوت عالٍ ونبرة مؤثرة :
يا ناس ، حاضركم يبلغ غائبكم ، تره شيخ دبس ، لا يقراء ولا يكتب . تعجب الحاضرون وامتعض شيخ دِبس .
اكمل القادم الجديد حديثه : أتحدى شيخ دِبس ان يكتب (حيَّهْ) . وافق الشيخ ووافق الحاضرون ودبس نفسه ، الذي مسك القلم وكتب (حيّة) : حاء ، ياء مشددة وتاء مربوطة .
عاد الرجل القادم ، وهو حاسد لنعمةٍ هبطتْ فجاة على شيخ دِبس ، عاد للحديث وماسكاً القلم ، ورسم حيّة طويلة ، برأسها وذيلها ، وصاح بأعلى صوته : يا شيخنا ، يا ناس : ياهِي الحية : هذي مالتي ، لومالة شيخ دبس ؟
تجمع الحاضرون ، وتصدرهم شيخ القرية ، فرأوا النموذجين ، وصاح الشيخ والحاضرون : عمي .. واحد ﯿﺣﭼﯥ وجدانه ، الحيّة الصحيحة مالتك .. وحقك من ﮔِﻠِٺْ : دِبس جذاب …. عندها هجم الحاضرون على شيخ دِبِس ، و(هِلْسَوْ لحيتَهْ) … .
هاي القصة يا قراء ، يا كرام ونترك معنى هذه (اﻠﺣﺴﭼﺔ) لكم .