مهما أختلفنا في تقييم دخول المُتظاهرين الى المنطقة الخضراء ، فهو بدون ادنى شك يمثل سقوط لهيبة المشروع الامريكي وانهيار لمحميات الفساد وقلعة المغانم ،، ويمثل كسر لشوكة الاحزاب وليس اهانة لكرامة الدولة كما يروّج البعض ،، لان الدولة بالاساس غائبة تماماً عن المشهد … ماحَصَل هو انهيار لجدار السلطة يؤشر لمرحلة جديدة أعادت الشعب الى المشهد لتجعلهُ الطرف الأقوى في المعادلة ،، ماقام به المتظاهرون يُعَدُّ انقلاباً على قواعد اللعبة و يمثل رسالة واضحة لزعماء الطوائف ،، رسالة الى اللاعِبَيْن الامريكي والايراني ،، بأن الشعب العراقي رقم صعب لايمكن تجاوزه بعد الآن … سواء في صفقات التوافق الخارجية أو في حكومات المحاصصة الحزبية المقيتة .. الحرس القديم ،، يحاولون ان يقتطعوا ماحصل يوم أمس عن سياق الاحداث ،، ويتناسَوْنَّ مليارات الفساد التي فُقدت وبورصات بيع المناصب في عمّان والمكاتب الاقتصادية للاحزاب والفرهود الحزبي للدولة و أصرار الكتل على غلق الافق السياسي وأصرار ( أطراف وثيقة الشرف )التحالف الكردستاني واتحاد القوى والمجلس الاعلى على الاحتفاظ بالمكاسب والمغانم ومحاولة ترقيع الاصلاحات والخروج باقل الخسائر .. كما أن محاولة بعض القوى السياسية تصوير الازمة على انها شيعية شيعية ،، يمثل التفاف على مطالب الأصلاح وهروب من المسؤولية و انتهازية مفضوحة لتوظيف الاحداث لمصالح فؤية ضيقة ،،والوقوف بوجه عجلة التغيير التي اكتسحت الشارع ودارت من منطقة فاعلة ولديها قدرة كبيرة على قلب المشهد السياسي ، لذلك فان التعاطي مع التطورات الاخيرة بنفس آليات التوافق السابقة يمثل جهل سياسي وانتكاسة تضاف الى انتكاسات الطبقة السياسية التي انتجت دولة فاشلة وكرست ازمة ثقة مستعصية مع الشارع ،،، ماحَصَل يوم أمس يمثل درس واضح يجب الاستفادة منهُ ،،، رسالة مُخفّفة لما يمكن ان يحصل لاحقاً ،،،ازمة الكهرباء المزمنة ستطل على المشهد من جديد بعد أشهر من الآن ،، والازمة المالية ستلقي بظلالها على ارزاق الناس في المستقبل القريب ،، وعلى قادة الطبقة السياسية ان يَفهَموا الدرس جيداً ،، الاحداث كشفت إنَّ محمياتهم هَشَّة وموقفهم ضعيف امام شعب ثائر يطالب بحقوقه ،،، التطورات الاخيرة في المنطقة اثبتت ان القوى الخارجية في لحظة الحسم تراعي مصالحها ولاتدافع عن الخاسرين ،، لذلك على زعماء الكتل أن يتقوا الشارع وان يُغِّيّروا لعبة التوافق والمشاركة لتكون بين الطبقة السياسية والشعب ، بدل ان تكون بين أمراء الطوائف والاقطاعيات الحزبية ..نحتاج الى ارادة حقيقية للاصلاح تُضفي على المشهد شيأً من الوطنية بعد ان افرغتهُ الممارسة الحزبية من اي محتوى مبدئي واخلاقي… مازال في الوقت مُتَّسع من الحكمة ،، لايجوز أن تُختَزل الساحة بخروج التيار الصدري على الاتفاقات الحزبية التي أصبحت منهجاً للحكم ،، مافعلهُ الصدريون أنهم كسروا حاجز الصمت واسقطوا جداراً آيلاً للسقوط وفتحوا افاقاً لانتفاضات شعبية جديدة لن تقوى الطبقة السياسية بانحرافاتها وفسادها الفاضح ان تتصدى لها ،، ،،، التغيير نهاية الانحراف دائما………… والحكمة ان تتعض من التاريخ وحركته وبالتاكيد يخسر الرهان من يُعادي شعبه ، اللهمّ احفظ العراق واهله