23 ديسمبر، 2024 8:38 ص

حي الأسرى والمفقودين

حي الأسرى والمفقودين

تجذبني كثيراً أسماء المناطق في بعض الدول التي تمكنت من زيارتها. فهي إما أسماء لورود أو أسماء تأريخيه أو أسماء لشخصيات تركت بصمات يقتدى بها.

على سبيل المثال لا الحصر في تركيا وأنا داخل المترو أسمع صوتاً الكترونياً يعرّف بالمنطقة التي كنا نصل إليها، هذا لكي يكون الراكب على دراية في المحطة التي يروم النزول عندها.

أسماء جميلة تبعث التفاؤل والأمل والإنشراح والبهجة في النفوس. ومن الأسماء التي تركت أثراً في ذاكرتي هي:

Serin Çeşme (الينبوع البارد)

Esenler (النسيم)

Laleli (ذات الزنبق)

Güzel yalı(القصر الجميل)

Ayvalık (منطقة السفرجل)

Bahçeli evler (البيوت ذات الحدائق)

Sefa Çamlık (نزهة منطقة الصنوبر)

Karanfil Sokak (زقاق القرنفل)

أسماء تكاد تشم منها رائحة الورود التي تحمل أسمها وتستذكر خضارها وعذوبة مائها ولو بعد حين.

أما أسماء المناطق في مدينتا فإنها بعكس ذلك تماماً. إنها أسماء تذكرك بالماضي الأليم. أسماء ما أن ورد ذكرها حتى أدمعت القلوب قبل العيون وتفوح منها رائحة الدماء.

ففي مدينتي كركوك المناطق هي:

حي الأسرى والمفقودين وحي الشهداء والحي العسكري وحي النصر وحي القادسية وحي البعث والصمود والتحدي وما إلى ذلك من اسماء مأخوذة من الحروب والمآسي التي عاشها الشعب بكل تفاصيله. ناهيك عن منطقة بارود خانه التي ينبعث منها رائحة البارود وتذكرك بالمشاجب والشاجور.

كأن الاسماء قد إنتهت حتى ذهبت البلدية إلى تسمية المناطق الاخرى بـ القادسية الثانية وحي النصر الثانية وكأن اللغوين قد عجزوا تماماً عن إيجاد أسماء جديدة.

وبهذه التسميات القاتلة سيبقى الشعب يتذكر الأسرى والمفقودين وحروب القادسية الأولى والثانية وسنبقى نعيش جميعاً خيبات الأمل ونحلم بالإنتصارات.

كان الله في عوننا جميعاً