هذه المقالة من وحي نقاش بيني وبين ولدي المهندس الذي لم يحصل على درجة وظيفية في الدائرة التي يعمل منذ سنوات أجير فيها .. وهو يخبرني بمن جاء هذا اليوم بأمر تعيينه على الملاك الدائم بوثيقة مدرسية بعنوان راسب في الثالث الابتدائي .. وطبعا عن طريق وساطة او محسوبية حزبية .. فقلت له : أتمنى ان أكون على خطأ في ان غالبية من تسّنموا مناصب مابعد التغيير قد أساء للمنصب وأضّر بمصالح العباد والبلاد في أسوء منظومة سلطة فاشلة في تاريخ العراق .. ولا فرق بين الكبار والصغار في منظومة السلطة .. فالجميع صار في مركب فساد واحد تحكمهم ثقافة الغنيمة والنصب والاحتيال والدجل والخداع .. صغار في ذواتهم ووجدوا انفسهم في أعلى المراتب ففقدوا توازنهم .. وأسقطوا بضحالة ملكاتهم الادارية هيبة الدولة وساهموا بخراب مرتكزاتها السابقة .
إستحدثوا مصطلحات لم نسمع عنها كالمحاصصة والديمقراطية التوافقية ودرجة المحرومية والاجتثاث والنزاهة ومجالس المحافظات والمجالس المحلية وبرلمان متضخّم وهيئات مستقلة فقط بالاسم ومجلس قضاء ووزارات متورمة لاجل توسيع دائرة الغنائم وتقاسم كعكة السلطة .. ميزانيات ضخمة على الورق مصيرها ارصدة في بنوك الخارج .. كلمة لصوص وعمالة للاجنبي أضحت غير مخدشة للحياء .. ولانهم أميون لجؤوا لتزوير الشهادات .. فصرنا نسمع الدكتور الفلاني الذي لم يحصل على الاعدادية او الشهادة الاولية .. حصلوا على اعلى الرتب العسكرية والأمنية وهم لم ينالوا رتبة جندي مكلّف تحت عنوان الخدمة الجهادية .. كل مرفق وكل زاوية في الدولة طالها فسادهم وتخريبهم .. حاربوا الصناعة الوطنية والمنتوج الزراعي الوطني والتصنيع العسكري إرضاءاً لاسيادهم في الخارج وجعلوا العراق يستورد بعشرات المليارات من الابرة الى طلقة البندقية .. هؤلاء التافهون خرّبوا وطن متحضر بناسه وغني بثرواته واصبحنا اليوم فقراء مديونون لسنوات قادمة والملايين منا مهاجر في الخارج والداخل والمتبقين منهم فاقدي الامل بالمصير وقادم الايام .. الا لعنة الله والناس اجمعين على هذه الوجوه القبيحة التي لم نرّ منها الاّ السوء والدمار والفقر !
وجوه وقحة لم تستح مما ارتكبت من خطايا واخطاء بحق هذا الوطن ونراها تتمشدق بالعدالة والحقوق وهم يعلمون انهم لصوص وعملاء .. فقدوا الحياء فهم كالعاهرة التي تتحدث كثيرا عن الشرف
لك الله ياشعبي المنكوب