23 ديسمبر، 2024 9:33 ص

حيوانات المسئول تعيش أفضل من الفقير

حيوانات المسئول تعيش أفضل من الفقير

“يموت الفقراء في بلادي جوعا”..ولحم “المعلاك” تأكله الكلاب.”
شاء القدر ان يتكرر مشهدان أمام عيني,امرأة تستجدي قطعه من لحم الكبد (الفشافيش) للإطعام أطفالها الأيتام وامتناع صاحب المطعم أعطائها وزجرها, و شاب وسيم أنيق يمتلك سيارة حديثة  يشتري كمية من هذه اللحوم ويحضا باستقبال ورحابة من صاحب المطعم,  دفعتني مهنة المتاعب  “للاستقصاء”هذا التناقض خصوصا وان هذه اللحوم(الفشافيش)من أفضل الوجبات عند الفقراء فهي لذيذه وسعرها مناسب ويعرفها من خدم العسكرية في أيام الحروب الهوجاء ومن جاء متأخرا” منتشيا” من الصالحية إلى كراج “علاوي الحلة”,
سالت صاحب المطعم عن عدم بيع المرأة الفقيرة, والاستقبال الحار ,قال هذه المرأة تبحث عن “بلاش” وتفتح علينا أبواب توافد فقراء المنطقة وهذا قد يكسر سمعة المطعم,أما الشاب  فهو يعمل في مكان محترم  ويأخذ جميع اللحوم وبسعر جيد يوميا”,سألته يوميا” ماذا يفعل بها ,منظره لا يوحي انه بائع “فشافيش”, ابتسم بسخرية ,من قال هذا ,انه يعمل عند احد المسئولين وهذه اللحوم لكلاب المسئول وأردف قائلا”,لعلمك هذه الكلاب لا تأكل الا اللحوم الطازجة المغمسة بالزيت الساخن(محموسه),  تركت صاحب المطعم أدمدم مع نفسي كالمجنون(مثل الخبل)  هذا ليس تعميم, لكل قاعدة شواذ خصوصا
 وان القائمين علينا اغلبهم من ذو التوجهات الدينية التي تحرم تربية الكلاب في المنازل لنجاستها وطردها للملائكة, ثم ان هذا الأمر يحسب للمسؤل ودليل على الرحمة والرأفة بالحيوان ,والكلب مشهود له بالوفاء, لكن شبح الكتابة والاستقصاء ظل يلازمني ويدفعني لبحث,  تأبطت بمحفظتي وقلمي الى سوق بيع الحيوانات (سوق الغزل)  وجدت أن السوق يعج  ببيع “الأسود والنمور والغزلان والطيور بأنواعها والافاعي” وعليها إقبال من الوسطاء(الجمبازية) لبيعها  لذوي المرتبات العالية والنفوذ وقسم كبير من المسئولين,عدى الأفاعي (عمت عيني عليها) لكونها تلدغ,
البعض يشكل على شراء المسئولين لهذه الحيوانات وتربيتها وتخصيص موظف يحصل على مرتب من الدولة ومكان عام وهناك ملايين من الفقراء والنازحين لا يحصلون على الطعام ويعدونه نوع من البذخ والتطاول على المال العام والفساد , البعض الأخر يقول (لا) أذا كان شراء الحيوانات واليخوت والقصور في العراق وخارجه  من مرتباتهم الخاصة والمصاريف من أموالهم الخاصة ويدفعون عنها الزكاة والخمس فلا باس,والدليل أن يزيد ابن معاوية واغلب خلفاء بني أمية وبني العباس الذين يصفونهم(بأمراء المؤمنين وخلفاء المسلمين)  كان يهون تربيت الكلاب والقرود والنمور والطيور,
 ويزينوهم بالذهب والفضة وهناك صور للمك غازي ملك العراق ولعدي صدام مع النمور, فلا إشكال على المسئولين خصوصا ونحن نعيش زمن الديمقراطية,  وعلى الفقراء البحث عن عمل فهناك الكثير من الدرجات الوظيفية الشاغرة, او العمل في القطاع الخاص و الزراعة  والصناعة, او مع الشركات الهندية وتعلم تركيب أنواع البهارات.