لايستغرب احداً من عنوان المقال لانه الابسط في وصف حالة رجل يدعي العلم الشرعي ويحدث تلامذته مطولاً بمقولة (إذا رأيت السلاطين على ابواب العلماء فقل نعم العلماء ونعم السلاطين، وإذا رأيت العلماء على ابواب السلاطين فقل بئس العلماء وبئس السلاطين) وهو بهذا لا يمكن الا تصنيفة ضمن الذين يأمرون الناس بالبر وينسون انفسهم.
والحكم على الملا يأتي نتيجة استقراء مطول لمسيرة هذا الرجل الذي اسبغت هليه الاطراف الحكومية حصراً كم كبير وهائل من صفات الاعتدال والوسطية لا لخيراً امر به او شر ساهم في اخمادة ودحره وانما لكونه يردد كلمات الثناء على طاقم المالكي اكثر من ذكره لايات القران او اوامر الدين الحنيف.
والملا هو الحاضر بشكل متكرر في جميع مؤتمرات ولقاءات صاحب الولاية الثالثة بل وصاحبة المفضل في الزيارات الخارجية التي لم يغب عن واحدة منها منذ اكثر من سنتين وخليله في حله وترحاله لا لسواد عيونه وجمال لحيته وانما ليثبت زعيم الدعوة بانه رجل يجمع كل الاطياف حوله .
وهنا من يعترض بالقول ان الملا هو العلماء العاملين الذين لايكتفون بالجلوس في المساجد والتسبيح عقب الصلاة و الانشغال بحلقات الذكر الديني الاسبوعية ونحن نتفق معهم في هذا ونختلف في العمل الذي قام به الملا لاقرب الناس منه ونعني اهالي البصرة الذين حدثني احدهم وهو من قضاء الزبير بانهم طلبوا من الملا عشرات المرات ان يتوسط بعلاقاته ورتباطاته القوية من اجل تأمين مساجد المنطقة خلال شهر رمضان المنصرم وان الرد جاء ميليشياوي بامتياز حين قتلوا مؤذن المسجد وخطفوا ثلاثة من المصلين بعد انتهائهم من فريضة الفجر .
ويعد الملا واحد من نتاجات زمن متناقض ومنفصم بشكل كامل فهومقرب للغاية من زعيم الدعوة الذي حارب المخلوع صدام حسين ولكن الملا في ذات الوقت مقرب جداً ورئيس احد فروع الجماعة التي شكلها عبداللطيف هميم وهو ايضاً من رجالات السلطان السابق ولم يتردد في احد خطبه عن وصف المخلوع بانه اعدل من عمر بن الخطاب ويحمل فطنة وشجاعة علي بن ابي طالب.
واما السيرة الذاتية التي اخترعها مؤلفوا حزب الدعوة الحالي عن نضال الملا في زمن المخلوع ودخوله السجن لاكثر من مرة فلم تثبت لدى شخص واحد من اهالي البصرة ولم يسجل الملا اي موقف قبل عام 2003 يستحق ان يظهر للعلن او يعرفه احد من خارج اهل بيته.
والمتابع لنشاطات الملا واعماله يجد انها تقتصر على دورين يتقنهما بشكل كبير وهما اصدار البيانات التي تعد استهلاك دائم لادبيات وشعارات حزب الدعوة الحالي او ائتلاف المالكي بالتحديد فهو يمتلك بيان في كل مناسبة يتعرض لها الائتلاف الحاكم لعقبة او صدمة ودوره الثاني هو الديكور المكمل لاستديو المؤتمرات الصحفية الخاصة بعابد الكرسي.
ويعلم الملا علم اليقين ان وظيفة الناصح والمؤتمن والمجاهر بالحق هي واجب حتمي على رجل الدين في كل الازمان والاماكن وتتضاغف هذه المسؤولية في وقتنا الحالي الذي يعاني منه المواطن المغلوب الامرين وعلى شتى الاصعدة التي تصب بالنهاية في مسؤولية (ولي امرنا) المالكي كما يصفه رجال الدين وينصحون الرعية بالسمع والطاعة والامتثال لامره وينسون واجبهم وجهادهم الذي يكون في اعلى درجاته حين يصدحون بكلمة الحق على مسمع مرأى السلطان الجائر والعبارة ايضاً مقتبسة من درس يعلمه الملا لتلاميده المساكين .