18 ديسمبر، 2024 8:55 م

حين يقرا ( أبا تراب) البيان رقم واحد في ساحة التحرير!

حين يقرا ( أبا تراب) البيان رقم واحد في ساحة التحرير!

ما أعترضك الدرب سيدي  مثل ابن مريم البتول أنت استقدمت ساحة الصلب إليك حين اخترت وطني آخر المطاف يا حفيد الذبيح وأباه … رغم أن  سيف الاغتيال الصامت كان ينام بين أعمده بيت الله الذي كنت احد بناته وسط الصحراء التي نزعت أسنانها وراياتها الحمراء وشوكها وحررت عبيدها من لونهم الأسود. لكنه النفط والكرسي..  كنت واثقا أنها ستكون  نهاية الوعد والوعيد  هنا في (كوثي).. رددها وهو يسابق صوت بلال :. هذا الفجر  سأكون بين ذراعي حبيبي..:
 من يحول الموت الى عشق في سبيل المحبوب  يا علي …هل يحزنه الدم الذي يسيل ليبلل شفاه الموعد ما دام اللقاء في ملكوته؟؟؟ أنت فزت…. ولكننا خسرنا!!
 (إلف وثلاثمائة واثنان وخمسون عاما) مرت سيدي حين سقطت كأول ضحية للإرهاب ونهاية ألدوله الشرعية حلم نبي ووعد اله واحد احد …  لكنك لازلت فينا ومعنا  شاهدا وشهيدا رغم تقاطع ووحشة طريق الجلجلة والغام الشعارات المفرغة من معناها في ارض اليباب…
 أتخيلك ألان وأنت ‏تغادر تلك الربوة التي جف بحرها منذ قرون مرتديا بردة ابن عمك تحث الخطى الى كربلاء مقبلا أولادك ‏وأصحابهم الذين استقبلوك قبل نقطة التفتيش عند قنطره السلام….تفاجئك المدرعات والبنادق …تتساءل عن الذين لم ‏يتراجعوا او يخونوا ؟ اين هم ؟؟؟….‏: هرب الخوارج من أبو غريب … قاتليك بالأمس واليوم وغدا أمسوا قدر الأرض العربية… تصور سيدي ابا تراب : بين ربيع محمد… وربيع الإخوان…. ضاعت أوطان  !!!
والوصي المغدور في محرابه الكوفي يرث الشهادة والمرجعية معا دون ‏السلطة فكانت بوصلة للموقف الثابت والراسخ وخط مستقيما بين السماء والأرض… وبيانا للشرف ضد ‏الرذيلة.. وصرخة الإنسان الحق ضد الفرعون الأوحد الدكتاتور والصنم والبطل المستبد…. لا دوله إلا للفقراء الأحرار…. جمرك بيد اخيك الضرير وأموال النفط بيد العربان  ورجالات البيت الأبيض.
 قالها وأنت تقف معه: لا سيف الا من يذود عن تراب الوطن….. لأنك أنت الوطن….. ‏‏ فالشهيد واحد.. والنزيف شاهد… والوطن الذي لم يعد واحدا ممدد فوق التراب حتى قيام الساعة بلا ‏ناصر او مشيع او نادب في لحظة المواجهة مع الدكتاتورية والاحتلال والخوارج الجدد  وأحزاب النفط وفضائيات العهر  ورماد التضليل… أتعبنا طول الشتاء والصيهود وحر الصيف يا سيدي نحن نتفرج فقط على ما يحدث  عند ضفاف النيل و نصفق للمصريين… نسب ونلعن.. ندين السلطة  لكننا لانخرج لنصنع تاريخا. او خبزا او إبداعا فنيا .. قواعد دوما … أنزلت فينا سوره التوبة ؟؟؟؟
بين عالم الرفعة والكرامة الإنسانية وذرائعية النكوص والركوع ولصوص الأوطان والدولة الاثنية الطائفية ‏نتذكرك سيدي ابا تراب ..حين رفع يدك الرسول ليبان بياض صدريكما كالثلج وكأجنحة الملائكة …. لم يكن حينها صندوق للانتخابات ولكن ملايين الفقراء عانقوا رسل السماء لان الله اختار ابا تراب  اقرب الناس الى قلوبهم  حيث بيت المال منهم ولهم ..ورغم ذلك انقلبوا على ديمقراطيه الرب وأحبائه!!!! لم يكن حينها قد اكتشف كرستوفر كولومبس أمريكا وإلا لقلنا انها مؤامرة امبرياليه !!!!
نتطلع إليك اليوم ونحن في حيره ووحشه مثلما ينظر الغريق لطوق نجاه لتخرجنا من هذا اليم والطوفان والتمزق الوطني مناديا بروح ‏القدس ليعيد القضية في قلب الدولة …والدولة في ضمير الأمة …والشعب في ضمير الساسة ..لكي ‏يستعيد الوطن روحه وعنفوانه ووحدته وناموسه وإشراقه الأزلي .
‏والحق قد يتبدل وجهه وحضوره ولغته ولهجته وحتى ماهيته أحيانا حين يستيقظ وحش الأنا الاثني  في ‏غفلة من الزمن او بفعل سنابك خيول الغزاة وسماسرة العهر الوطني الذين حولوا الوطن الى مجرد صك ‏او فريسة تلوكها أنياب ذئاب الأفاقين وميليشياتهم وأزلامهم   لكن الحقيقة تبقى ذات وجه واحد لا غير يا سيدي فقد أمسينا مثل صالح في ثمود بلا مرجعيه دينيه او سياسيه تخرجنا من وسط الأسلاك الشائكة والعوارض الاسمنتيه  والمفخخات… غنم بلا راع…  وشعب بلا هوية ..وأحزاب بلا  ناموس … مجرد خراف في مزارع البترودولار.‏
لم تبارحني أبدا تلك اللحظة يا سيدي وأنت تنتظر الموت بلهفه عاشق أضناه الجوى ولهفه اللقاء  بسكونها وآهاتها لان الفارس يعود ألينا كلما ابتعدنا عنه ويذكرنا بآدميتنا ‏ورقابنا الممدودة وحقوقنا المشروعة المنهوبة … لكن كيف تحول( الإمام) و(المعلم) و(الباب) الى مجرد حائط مبكى ومخلص منتظر من ‏الظليمة والمطامير وهو المظلوم المذبوح الذي اراد منا حين نستذكر لحظة الصلب او المبايعة ان نعرف ‏هوية القاتل الحقيقي وسارق لقمة الخبز وسمسار القضية ….نثور نخرج في الشوارع ونعد بيان الانقلاب على اللاشرعية…
‏يا لروعتك سيدي ابا تراب ويا لذلنا في تلك الظهيرة التي ضيعنا فيها رجولتنا وتمسكنا بخوفنا على ‏أرواحنا  في ساحة الفردوس ..وأغوتنا أموال النفط والسعار الطائفي ونبؤه ألجلبي رغم انك تقدمت بنا الى المذبح الوطني  وحيدا لتسبقنا الى الفردوس بينما اخترنا كعادتنا المساومة ‏وفلسفة التراجع وايديولوجيا البقاء بينما وليدك يحمل بين يديه حتى الرضيع ويقذف دمه ليصبح قمرا يدور ‏حول نجمة الصباح في سماء بغداد.
 لكن هيهات ان تخطأ الشعوب او تسير خلف من يزورون الثورات ويتاجرون بدماء صناعها الحقيقيين ‏ويستذكرون علي والحسين في لعبة السياسة المقيتة مازجين بين أحلامهم السلطوية واوجاع الملايين الذين ‏تركوهم في سنوات الجمر وسط ذئاب الإرهاب والقتلة بعد ان سكنوا قصور الفرعون في المنطقة ‏الخضراء… وتذكروهم فقط في استحقاقات الانتخابات الجديدة دون اي حياء او خجل او وخزه ضمير ‏معلنين للملا إفلاسهم الأخلاقي قبل السياسي والعقائدي… هل ترى يا سيدي كيف ابتدا موسم الخداع الانتخابي وتنازل البعض عن رواتبهم بعد عشر سنوات  لخداع السذج؟؟؟؟
 لقد علمتنا يا سيدي ان الشعوب لا تخدع حتى لو كانت بطونها خاوية ‏ومادامت ذاكرتها لم تنس ماحدث بالأمس من غدر ومجازر ومقابر  ونهب وقادرة اليوم ان تفرق بين الخاذلين والناصرين سادتي أصحاب العمائم أللا علوية و ‏القوائم الانتخابية الذين تريدون ان تسرقوا منا كل شي حتى  علي  متناسين صوته ووديعته شارة التعب ‏والولادة الجديدة للوطن والإنسان الاسمى نبيا ومرسلا وسط الكادحين يشاركهم الحلم في تهدج الذكرى ‏ولو كانت قرمزية بلون السيوف التي نحرتك  سيدي المفدى ولازالت تشحذ لذبحنا بصيغ وسيناريوهات ‏يبدوا القادم منها اخطر من كل المذابح والمفخخات وذئاب القاعدة وإذنابها مادام من وكلناهم وبصمنا لهم ‏بالأمس مصرين على تمزيق راية العباس وخداعنا بأنك معهم رغم أنهم  أمسوا من خاذليكم.‏… وربما غادريك في محرابك الكوفي.
ثم انًا لي ياسيدي يا إمام المتقين ومشكاة النور وعلمها الاممي الا نغسل خطايانا السياسية والشخصية في سيل دموعنا على فراقك وهو  ‏نهر البراءة الثورية الذي أبقيته دافقا في كل المواسم بتضحيتك على المذبح العراقي الذي اخترته دون كل بقاع ‏الأرض لتعزنا وتسلمنا الرايه المحمديه…..  الكي تحملنا وديعة التصدي والتلاحم والدفاع عن التنزيل والرسالة وشرف ألامه بعد ان راهن الجميع على تمزيق ‏بغداد وصلبها …‏ أتظن حقا يا سيدي إننا وعد الله وجنده الغالبون… ام نحن يهود التاريخ ومن عقر ناقة صالح ؟؟؟؟؟
 ثم انًا لي  ياسيدي ان لا استظل بشجرة النبوة الزاهية ومشكاتها المضيئة حين تباع المبادئ والأحزاب ‏بابخس الإثمان وتنتهك السيادة وحرمة الدم ورغيف الخبز وبيت المال والكلمه ولايبقى لنا سوى العودة لأوراق النبوة والوصاية الاسمى ‏بمعجزة اسمها الوراثة المحمدية والدستور الأصدق…. نبراس مشكاته الولادة والبيعة  في لحظة تمزيق ‏الشريان الابهر حين يصبح الحق والفرقان وعفه اليد  وحدود الوطن غير المجزأ  مقياسا وبوصلة وحيدة نعيد من خلالها تقييم الزعامات ‏والمرشحين ومبادئ الدستور  وأعمده الصحف التي تحول البعض منها  الى أوراق  في دورات المياه.
  هذا أنت إذن يا أبا كل هذا التراب الوطني المقدس الذي امتزج في( كوثي) بدم من اسماه خاتم الأنبياء (نفسي)  وكنت معجزته بعد ان كان القران معجزه السماء لوحدها …  أسطوره الحكمة والرجولة والكفاح والنزاهة والرفعة ووريث ادم وضجيع نوح…. وهل هناك غيرك فليعلمني الآخرون؟؟؟
…. حكاية ليست لها نهاية انت يا علي … و ونار   أزليه يهتدي بها من ليلا في الصحراء الظالون …. وبين حدود الحكاية والأسطورة البابلية مزامير يعود فيها ايليا او علي ليمسح عن خيال طائش وإعراب ‏منحرفين اثأر الخطيئة والتراب ويحذر الناس من ربيع   أبا لهب وديمقراطيه الخوارج  وبوارج الروم.
… ليسقط الجد أصنام الكفر والاستعباد ويحرر قيود العبيد .‏  ….ويسير ايليا عارفا بدوره التاريخي ليسقط أصنام الردة والانحراف في فكر ‏طائش مرتد منحرف ويعيد الإنسان الى قواعد نبتت في جيناته الآدمية وليدا يخرج من رحم  الكعبة يكسر سكون ‏التشظي والعتب ويعيد للإنسان ضميره وشرفه ومحرابه ولو كان الثمن الروح والأهل والعشيرة ….
 يا علي كم أنت عصي عن الوصف واكبر من حدود العشق  واكبر من سهام البغض. ‏
أتراني مغاليا حين ارى في كل ثورة على الأرض بعض من روحك …وفي كل بيان سياسي شريف ‏قبسا من ندائك في تلك الظهيرة … وفي كل ابتسامه شهيد  بعض من دمك…  وأنت تنام في فراش الحبيب طفلا غير مبال بفرق الموت  او تحمل رايته إلى أبواب أورشليم….. ام انك هكذا خلقت حرفا في اول بيان يساري ووقفة ضد الطاغوت ‏والتجبر واراك في جموع المتظاهرين والكادحين …قبلهم وفيهم ومعهم دوما سيدي أمير السلام والمحبة والعدل
 الا  تتقدمنا سيدي  الى (ساحة ألامه) ترش الماء على أعلى نقطه انفعال في جداريه جواد سليم في هذه الظهيرة الملتهبة …  تغطي جبين الشمس بردائك الوحيد الممزق لكي لا تلفح وجوه المتعبين… و تنادي في الصالحية من نفس المكان الذي اعدم فيه الزعيم قاسم  في الاذاعه  : ها انأ عدت لكم ألا تخرجون معي يا أهل العراق ؟؟؟.
 بوخارست
( المنفى حتى اليوم الموعود )