18 نوفمبر، 2024 1:39 ص
Search
Close this search box.

حين يعترف المالكي بعلاقته بمجازر أهل السنة

حين يعترف المالكي بعلاقته بمجازر أهل السنة

 في كلمة غاضبة متشنجة مليئة بالإتهامات والتهديدات وكثير من الشحن الطائفي المبطن، إعترف نوري المالكي في خطابه المهووس الجمعة بدوره ومن معه بعمليات القتل الطائفي ضد أهل السنة التي جرت على يد ميليشيات طائفية عامي 2005 و 2006، وفي الوقت الذي وصف المالكي السُنة بأنهم “شركاء”!!، لكنه هددهم بـ “عودة عمليات قتلهم على الهوية” وذَكّرَهم بعمليات تهجيرهم وهروبهم الجماعي من العراق عامي 2005 و2006.
     من هذا الخطاب غير المتزن،  يبدو أن المالكي قد فقد صوابه، وإتزانه، وهو يشاهد المسيرات المليونية التي تنادي بإسقاطه وتحتج على طائفيته وممارساته الطائفية، وعلى تحويله القضاء إلى تابع ذليل له ينفذ له إراداته ومطالبه الإنتقامية والاقصائية.
 
       وفي كلمته المرتبكة حذر المالكي خلال مؤتمر للمصالحة الوطنية في بغداد الجمعة من فتنة طائفية والعودة الى ‏الاقتتال الطائفي وذكر “الشركاء” في اشارة الى أهل السنة عندما إضطروا للنزوح والهجرة والهرب من العراق خلال الاقتتال الطائفي ‏عامي 2005 و2006 حين لجأ الاف العراقيين الى دول الجوار تخلصا من عمليات القتل على الهوية.‏
       والغريب المضحك المثير للسخرية أن نوري المالكي وصف الاتهامات التي يتبادلها السياسيون عبر الفضائيات بأنها جعلت العراق “مهزلة” أمام العالم، يتناسى دوره وحكومته في هذا التصعيد وهذا الإحتراب الطائفي…
           فحين يتقصد المالكي تسقيط خصومه ومعارضي سياساته التهميشية الاقصائية الخائبة من خلال الافتراء والكذب وتلفيق الملفات وانتزاع الاعترافات من عناصر الحمايات بالأساليب إياها التي عهدناها من الأجهزة القمعية طوال تاريخ العراق، فإنه هو الذي حوّل القضاء العراقي الى مهزلة حين وضعه في جيبه ينفذ له كل ما يريد!! وحوَّلَ الأجهزة الأمنية الى أدوات للبطش الطائفي.
    وحين تنتهك أبسط حقوق الإنسان في العراق تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ويتم الاعتقال العشوائي بناء على المخبر السري والتلفيقات والاعترافات المنتزعة بأخس أنواع التعذيب… فإن المالكي هو الذي حوّل العراق الى مهزلة أمام العالم!
    وحين تنتهك أعراض المعتقلات في السجون المالكية السرية والعلنية على مرأى ومسمع من نوري المالكي وسلطته القمعية، وحين يزج بمئات الألوف من شباب السنة لمجرد كونهم من السنة، تحت افتراء تهم الارهاب وتسخير المادة (4) ارهاب لمطاردتهم واعتقالهم واصدار احكام الاعدام التعسفية ضدهم.. فإن المالكي هو الذي حوّل العراق الى “مسخرة” أمام العالم.
         وحين يحمي نوري المالكي الوزراء والمسؤولين الفاسدين والمفسدين من بطانته ووزرائه وأعضاء حزبه، ويصبح العراق بشهادة المنظمات الدولية، البلد الأكثر فساداً في العالم.. فإن نوري المالكي هو الذي حوّل العراق الى “مهزلة”.
         وحين يلفق المالكي الملفات المفبركة ضد شركائه في العملية السياسية الخائبة بدءا بعدنان الدليمي ومحمد الدايني وطارق الهاشمي وليس انتهاء بالعيساوي حيث مازال المالكي يلوح بامتلاكه ملفات تدين شركاءه في العملية السياسية، وهو فعل يقتضي محاكمة المالكي عن تستره عن هذه الملفات طيلة سنوات لاستخدامها في الوقت السياسي المناسب حسب اهواءه ومزاجه.. فإنه يرتكب جريمة يستحق العقاب عليها قانوناً إن كان هناك قانون وعدالة في العراق الجديد الذي حوله المالكي إلى “مسخرة” و “مهزلة”..و”فضيحة” بجلاجل!!!
              لقد أقضت إنتفاضة أهل الأنبار مضاجع المالكي، وهزت كرسي طغيانه وجبروته، فالتظاهرات المليونية التي اسهمت فيها وفود من مختلف محافظات العراق (حيث قدمت وفود من كردستان ومن البصرة والعمارة ومن الموصل وديالى وصلاح الدين وغيرها) وبرغم ممارسات القمع والتطويق التي مارستها قوات المالكي بسد الطرق ومنع وصول مواكب المساندين من المحافظات وكذلك منع مراسلي الفضائيات العربية والعالمية من الوصول الى موقع الاعتصامات في الرمادي والفلوجة وراوة والقائم في مسعى لمنع التغطية الاعلامية لهذا الحدث الجلل الذي هز أركان المالكي، وجعله يفقد صوابه..فقد وصلت رسالة أهل الأنبار وأهل العراق الى العالم عموماً وعرفوا بغضبة العراقيين واستنكارهم لسياسات نوري القمعية والتعسفية والاقصائية. فأهل الأنبار الذين دحروا أقوى جيوش العالم بثباتهم ومقاومتهم قادرون على أن يهزموا المالكي ويدحروه ويهزموه.
           إن تهديدات المالكي بعودة مسلسل التهجير والقتل على الهوية والجثث مجهولة الهوية في الشوارع كما حدث عامي 2005 و2006 يؤكد ضلوع المالكي وميليشياته في تلك الأفعال الإجرامية مثلما ثبت للعراقيين أسماء الجهات التي مارست تلك الأعمال الإجرامية والعراقيون يعرفون جيداً أسماء من قاموا بتلك الجرائم التي لاتسقط بالتقادم ومضي المدة.. ولابد أن ينال المجرمون جزائهم العادل في يوم قريب.. لأن الدماء البريئة التي سالت لن تذهب هدرا ولن يستطيع المالكي التستر على المجرمين من جماعاته والموالين له والشعب العراقي يعرفهم فرداً فرداً.. وإن يوم الحساب قريب..

أحدث المقالات