18 ديسمبر، 2024 10:11 م

حين يصير التصويت قتلا لخياراتنا!!

حين يصير التصويت قتلا لخياراتنا!!

بعد 3 اسابيع من يوم الاقتراع وظهور كارثة التزوير – نجح مجلس النواب، بتحقيق النصاب والمضي بجلسة صوّت خلالها على تعديل قانون الانتخابات. وحضر الجلسة 173 نائبا – تم لوالظروف وعاكساً للإرادة التشريعية التي يسعى من خلالها لتصحيح مسار الانتخابات بما ينسجم والنظام الديمقراطي البرلماني الذي دفع لأجله العراقيون ثمناً باهظا – وبالتأكيد نحن لا نريد برلمانا مشكوك بشرعيته يخالف ارادة الناخب العراقي – ولا نرتضي ان تستمد الكتل والاحزاب والشخصيات السياسية شرعيتها بالتزوير والتلاعب بارادة الناخب – ونحيي ونثمن قرارات مجلس الوزراء الاخيرة والمصادقة على توصيات اللجنة المشكلة للنظر بطعون الانتخابات بعد 2003 رأينا العجب العجاب في ظل المحاصصة والطائفية السياسية، شهدنا انتخابات قيل عنها الكثير المشكوك منها في صناديق الانتخاب والتزوير في العد والفرز—الخ ، فما أراه طوال هذه السنوات هو أننا ننزع للتصويت على ( الحمية)، والفرق بين العبارتين “القتل على الهوية” و”التصويت على الحميّة” ليس اختلافا لغويا وحسب، بل طباق في النتيجة، فكلاهما قتل.!! الأول قتل وإفناء جسدي، أمّا الثاني فقتل للروح الخيّرة التي نفخها الله فينا حيث نخنقها بخيارات غير منطقية فقط من أجل اعتبارات اجتماعية و منفعية وشخصية، وقتل بطيء بعيد المدى للوطن وجحود قبيح!! حسنٌ، إذا كان ما يحدث لا يشعركم بالمسؤولية الأخلاقية ولا بالسوء من أنفسكم، فلا يمكنني توجيه كلامي إليكم لأنه قد لا يكون له اعتبار، لكني أوجهه لأولئك الذين يعلمون أن الله استخلفهم على الأرض للإصلاح فيها، وحمّلهم مسؤوليات سيُسألون عنها يوم السؤال. لأولئك فقط أوّجه كلامي، أوّجه كلامي لـ”من ألغي السمع وهو شهيد!!في العراق جاء معكوساً أيضاً ضمن إطار الاستثنائات والتناقضات التي تعمل بها الدولة العراقية المعاصرة، ما زالت الاحزاب السياسية تحاول أن تستمد شرعيتها من (لا شرعية) أن دولة المؤسسات لا تبنى بالتهديد والوعيد، فلا تقتلوا خياراتنا ولا تكمموا اصواتنا بالتغيير ولا تخنقوا الحناجر الحناجر التي باتت تردد عبارات الحريه و الديمقراطية والعيش الرغــيد في ازدياد هذه الأيام،-واتقــوا شــر الحليم اذا غضب!!! ، فكونوا قدر المسؤولية ولن يولى علينا الا الذين صدقوا عهد الله ورسوله والمؤمنون