8 أبريل، 2024 8:31 م
Search
Close this search box.

حين يصطادنا الموت بالتقسيط

Facebook
Twitter
LinkedIn

لابد من الاعتراف بأننا نعيش وسط هذا العالم السطحي الذي يرتع فيه تمجيد الفرد وتبجيل الخرافات و تضخم الشعور بالخذلان تجاه المآسي والمحن وكأننا نعيش في نهاية عالمنا كما يروج له البعض مستسلمين لقدرية مريبة

هل الضمير الإنساني في غيبوبة ؟ ولماذا لم يكن هنالك موقف للأدباء العرب تجاه ما يحصل من انتهاكات لحقوق الإنسان مهجرا ونازحا ومغيبا ، لماذا لا نسمع أصوات تنحاز للإنسان فقط دون اعتبارات دينية أو قومية أو مذهبية !! و ما موقف المثقفون العرب مما يحصل من تهديد للوجود الإنساني في العراق ؟؟

أم إن موقف الأدباء العرب يظل محل حيره واستغراب مثلما كان مخجلا إبان ثورة الجزائر حين كتب المفكر الفرنسي سارتر عارنا في الجزائر أو وقوفه مدافعا عن كوبا بكتاب ( عاصفة على السكر ) او خلو لجنة شكلت من ادباء العالم من إي أديب عربي لمحاكمة مجرمي الحرب رؤساء الولايات المتحدة جونسون ونكسون عن جرائم أمريكا في فيتنام

وماذا يضمر لنا القدر ؟ وان العالم العربي هو وطن التراجيديا بحق كما يقول الشاعر نزار قباني ونحن نتعرض لتحويلنا الى كائنات غريبة وسط هذا العالم الغامض هل تعيد البربرية هيبتها وتعيدنا إلى أيام السبي وحز الرؤوس وجهاد النكاح ؟

مثلما كانت أوربا في العصور الوسطى تعتبر صبغ نافذة كنيسة إنما هو تلطيخ للروح حتى صرخ المطران جون فيلي ( دعونا نفكر لأي غرض منحنا الرب الشكل واللون والانسجام ) (1)

او تشن حروبها باسم الرب واستمرت عقود كما كشفت حكايات شهود الحملة التي كانت تحمل رسائل الجنود وتروي قصص الحرب وأهوالها

الم يسأل المثقف العربي كيف تمر الحياة في بلاد مابين النهرين و هل يشعر كيف تمر أنفاس الحياة والموت في ان واحد ،

وان خطابات السوء تنتشر في الأجواء المكتظة بالأوهام والخرافات …. هذا السكوت يضع ألاف علامات الاستفهام على دور الأديب في ان يكون إنسانيا مترفعا عن أنانية ضيقة تحاول ان تفرض شروط بقاءها عليه , هل الدفاع عن الإنسان يحمل ازدواجية مقيتة آم الإنسان ومعاناته ومصيره واحد والإدانة للقتل اليومي للعراقيين هي نفسها الإدانة لقتل المصري أو اللبناني أو السوري او التونسي او اليمني اعيدوا هيبة الادب ولا تتركوا فرصة للقوى ألظلامية ان تستأثر بالمشهد

أليس عيبا ” ؟ إن نرى الصورة المجسمة للعدمية واللامبالاة من بعض مثقفينا العرب حين لا يشعرون بماساتنا ام أن المثقف يقرأ حروبا وهمية في قصص الرعب وهل نشهد اضمحلال دور الأدب حين لا ينحاز الى الحياة الم نعتبر الجمال هو المنقذ للعالم من هذا القبح الذي يريد البعض ان يمنحه سمة حضور في حياتنا من المؤسف اننا لانرى أي مشاركة وجدانية من قبل الادباء العرب إلى جانب الإنسان العراقي وهو يصطاده الموت بالتقسيط …………………….لست متشائما لكن عين كاميرا الواقع لا تعكس سوى صدى اليأس

(1) ترجمة عبد الواحد محمد – مجلة الثقافة الاجنبية

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب