قال أحمد شوقي: قم للمعلم وفِّهِ التبجيلا ..كاد المعلم أن يكون رسولا.. هذا البيت الشعري يختصر كل مانريد قوله حين نتحدث عن هيبة المعلم لكن كل شيء قابل للتغيير، يقولون الدنيا تتغير والحقيقة الدنيا تدور حول نفسها كالأرض و من يتغير هم البشر، نعم النفوس والأخلاق والمثل تتغير ولذا فأن كثير من القيم تغيرت فما نستغربه بالأمس لا نستغرب منه اليوم ونعتاد عليه غداً، فلم نسمع في الماضي عن طالب يَسبُّ معلمه أو يسيء إليه أو يهدده بالسلاح مع ثلة من الأخوة أو الأقارب!!
هذه الحالات التي بدأت بالانتشار هي جرس يدق لخطر أكبر قادم.. لأن ترك العلة دون علاج تستفحل حتى تؤدي بالموت، تنبيه لأصحاب الشأن والقرار الجرس يدق ويدق لإتخاذ الإجراءات، أتساءل هنا السؤال الثاني الموجه إلى مؤسسة التعليم.. هل تستطيع الجهات المعنية إعتماد إجراء صارم بحق من يتخذ من الأخوة والعشيرة ظهراً ويأخذ بثأثره أو يعتدي بالأسلحة على معلمه؟ هذا التساؤل خلفه قضية واقعية وحادثة حقيقية في أحدى المناطق الريفية بالعراق حيث تعرض معلم إلى محاولة قتل من أحد الطلاب الذي غادر المدرسة وعاد على دراجة نارية ومعه شخصان يحملان سلاح وقد أطلقا النار على المعلم ولحسن الحظ تمَكَّنَ من الهرب بسيارته بسرعة لأنه كان معرضاً للقتل في أي لحظة مثلما ذكر في حديثه.. نستطيع أن نقول ربما هذه حادثة فردية نادرة من مراهق متهور وشباب يستقوي بناسه وحسبه ونسبه وهكذا قصص لاتحدث كل يوم، لكن المرض له بداية مثلما الوباء المجتمعي له بداية ثم ينتشر ومع تكاثر الإعتداءات يصبح لاوجود لهيبة الهيئة التدريسية مع العمام والعشيرة والسلاح.. لكن هل نحن واقعياً في غابة بشرية نعتمد على السلاح في أخذ حقوقنا دون وضع هيبة للدولة والقانون وأصحاب القرار؟ يبدو أن الأمور تعقدت مع الرجوع للخلف وليس التقدم للأمام في مجتمع مدني لكن يأخذ فيه القوي حق الضعيف بالسلاح والعزوة!!
قد تكون الجهات المعنية أيضاً أضعف من مواجهة ذوي السلاح المنفلت ولكن هنالك دولة يقال عنها دولة مدنية وقادرة على تفعيل القوانين بصورة واقعية أكثر من كلام وحبر على ورق لكي “لا يكون للسلاح فقط هيبة” .