في موضوع سابق كتبته تحت عنوان ( هل غادرت البساطة طارق الخيكاني ) وكان يحمل في طياته بعض الحدة كما ذكر لي عدد من اصدقائنا ، إلا ان الاخ العزيز وزير الاسكان والاعمار استجاب لمضمون مقالي في اليوم الثاني ورفع اليافطات جميعها ، وابدلها بأخرى تخلوا من ألقاب تعظيم الشأن ومغادرة البساطة فضلا عن انه وجه بعدم كتابة الالقاب الكثيرة ورفع اسم ( معالي ، الاستاذ ، وغيرها ) والاكتفاء فقط : بالوزير او السيد الوزير لاغير.
على الرغم من ان الوزير استقبل مقالي بشيء من العتب من جانب ان خيوط التواصل معه كثيرة جدا وبأمكان اي شخص ان يلتقي به في كربلاء فهو يتجول بزيه العربي في كربلاء من دون تكلف او تصنع وقليلا من الناس يستطيع معرفته لانهم لايصدقوا ان وزيرا عراقيا يسير بين الناس من دون صياح وانذار وغلق طرق فضلا عن ان رقم هاتفه لدي وبين الحين والاخر نتواصل عبره قبل ان يتبوء منصبه الجديد .
وقد يكون من الواجب ان اذكر حادثة اخرى بحق السيد طارق الخيكاني إذ طلب مني احد الاصدقاء التوسط له في المحافظة بشأن قضية معينة فأعطيته رقم الخيكاني وقلت له فقط ابلغه انك صديق غالب الدعمي وسوف يقوم لك بالواجب على قدر المستطاع ، وبعد ايام التقيت هذا الصديق ، وسألته عن مجريات قضيته فقال: يا اخي اتصلت بطارق الخيكاني وابلغني انه بأنتظاري ، لكني تأخرت عنه ، فأتصل بي وقال لي اين وصلت انا بأنتظارك ، ويضيف المواطن انه قرر عدم الذهاب للمقابلته خجلا ، لكن الخيكاني اتصل مرة اخرى به ، وقال له اذا كان هناك صعوبة في وصولك للمحافظة أعطني عنوانك سأتيك انا حالا.
هذا موقف اخر من مواقف الاخ طارق ومواقفه هذه هي التي دفعتني لتوجيه نقدا لاذعا له بحسب وصف بعض الاصدقاء حين رأيت عددا كبيرا من اليافطات تتوزع في شوارع عدد من المحافظات ، ولاني لم ألف منه إلا البساطة والعيش بين اهله بالطريقة التي عرفناها به.