23 ديسمبر، 2024 12:09 ص

حين يبيع البعض من الشيعة أنفسهم للشيطان ..

حين يبيع البعض من الشيعة أنفسهم للشيطان ..

لم أكن لأتصوّر أنّ المقال الذي بعثه لي النائب السابق في مجلس النوّاب حيدر الملا , والذي يحمل عنوان ( مشروع قانون اجتثاث السنّة ) , هو مشروع قانون مقدّم إلى مجلس النوّاب العراقي , وحسب ما ذكره لي النائب السنّي محمد الكربولي من كتلة الحل , أنّ احد عشر نائبا سنيّا في مجلس النوّاب العراقي قد وقّع على مشروع قانون اجتثاث السنّة وإنه وحركة الحل التي يترأسها ضدّ هذا المشروع المثير للفتنة الطائفية جملة وتفصيلا , وقد يسأل البعض ( شنو الفلم ) ؟ قانون يقدّم إلى مجلس النوّاب من قبل نائب سابق منسلخ من تشيعه ومتسنن من باب المصلحة , يدعو إلى اجتثاث المذهب السنّي من الوجود وإجبار سنّة العراق إلى التحوّل إلى المذهب الشيعي بالقوّة والإكراه , يتلاقفه البعض من النوّاب السنّة المعروفين بطائفيتهم المقيتة ويوّقعون عليه , وهنا بيت القصيد , فمن غير المنطقي أن يتقدّم نوّاب سنّة معروفين بطائفيتهم بتقديم مشروع قانون يدعو إلى محو مذهبهم السنّي وإزالته من الوجود , مالم يكن هنالك هدف شيطاني تقف ورائه أصابع شيطانية .
فمثل هذا المشروع الطائفي القذر الذي يدعو إلى الفتنة والاقتتال الطائفي , لا يمكن أن يتبّناه نائب وطني شريف وغيور يريد لبلده وشعبه الوئام والسلام والتعايش , ومن غير الممكن أن تقبل رئاسة مجلس النوّاب العراقي أو أي من لجانه تبّني مثل هذا القانون المثير للفتنة الطائفية , فإذا كان الأمر كذلك فما الغاية من طرح مشروع هذا القانون في هذا الوقت تحديدا ؟ فلا بدّ أن يكون الهدف منه خلق زوبعة إعلامية يراد منها توجيه أصابع الاتهام إلى شيعة العراق بأنّهم يشّنون حرب إبادة تستهدف الوجود السنّي في العراق ومحو مذهب أهل السنّة وإجبارهم على الانتقال إلى المذهب الشيعي , مما يوّفر الذريعة لوسائل الإعلام المعادية للعراق وشعبه بتوجيه سهام حقدها الطائفي إلى شيعة العراق وشّن حملة ظالمة عليهم وعلى الحشد الشعبي بشكل خاص باعتباره ( أداة القهر ) في تنفيذ مشروع اجتثاث سنّة العراق , الذي لا وجود له إلا في أجندات بعض دول الإقليم المحيطة بالعراق التي تسعى لتمزيق وحدته أرضا وشعبا .
والغريب في الأمر ليس مشروع القانون المتهافت والمخالف للدستور العراقي الذي أقرّ بأنّ العراق بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب , بل أن ينبري البعض الساذج من المحسوبين على شيعة العراق بالدفاع عن هذا التحريض المثير للفتنة الطائفية , وكأنّ شيعة العراق هم فعلا في حالة حرب إبادة واجتثاث لسنّة العراق , وأنّ الحكومة العراقية سائرة في منهج إجبار أهل السنّة بالتحوّل إلى المذهب الشيعي , من الذي يقف وراء حيدر الملا في طرح وإثارة هذا المشروع المثير للفتنة الطائفية ؟ وما الغاية منه في هذا الوقت تحديدا ؟ في الوقت الذي يخوض فيه كل أبناء الشعب العراقي شيعة وسنّة وأكراد وتركمان ومسيحيين وأيزيديين حربهم المقدّسة للقضاء على داعش في الموصل وتحرير كل شبر من أرض العراق من دنس الإرهاب الداعشي المتوّحش .
إننا نطالب السيد رئيس مجلس النوّاب العراقي برفض مشروع هذا القانون المثير للفتنة الطائفية وتقديم الموّقعين عليه من النوّاب إلى التحقيق بتهمة إثارة الفتنة الطائفية , وندعو في الوقت نفسه المدعي العام العراقي توجيه تهمة إثارة الفتنة الطائفية للسيد حيدر الملا واعتبار مشروعه دعوة للفتنة والاقتتال الطائفي بين الشيعة والسنّة  وزعزعة الأمن والاستقرار المجتمعي , كما ندعو أبناء شعبنا إلى اليقظة والحذر من مثل هذه الدعوات والمشاريع المشبوهة التي تستهدف النسيج الاجتماعي العراقي , والتي تقف ورائها أصابع جهنمية تستهدف العراق وشعبه وأمنه , وتستهدف تلاحم الشعب بجميع مكوناته في معركة تحرير الموصل , وإعطاء المبررات لوسائل الإعلام المعادية للعراق وحشده الشعبي المجاهد , بتوجيه سهامهم الطائفية لهذا الحشد الذي يقف الآن على أسوار الموصل وتلعفر لتحريرهما من داعش المجرمة .