23 ديسمبر، 2024 5:18 ص

حين كنت مراسلا في معركة الطف

حين كنت مراسلا في معركة الطف

الحلقة الاولى

قد يستغرب البعض من العنوان لسلسلة النصوص هذه.. كيف كنت مراسلا وبيني وبين تلك الواقعة اكثر من 1400 عام..! انا لا الوم احدا اذا الاستغراب ولكنه قد لا يعلم اني شاهدت تلك الواقعة في عيني ابي حين كان يبكي الحسين ع حد الاجهاش، وكنت اراها” في صوت امي حين كان يبح من كثرة نوحها عليه.. كنت طفلاً صغيرا لا اعرف عن الحسين ع شيء، حتى تمكنت من رسم واقعته من خلال امي وابي في مخيلتي، وحين كبرت قررت ان اكتب عنه وانا مراسلا حربيا عاش احداث تلك الواقعة بكل تفاصيلها من خلالهما..!

قد يرى البعض ان الحسين في عقولنا قيمة وهريس او بعض الزناجيل وسلاسل اللطم، غير مدرك ان فينا صورة اخرى لا نعرف كيف نجسد ادق تفاصيلها على ارض الواقع.. لكننا ماضون بكل مافينا من عشق نحو تلك القافلة المحملة بآية التطهير من اجل ايصال ولو جزء بسيط من تلك الواقعة..!

كان راكبا على صهوة جواده، قاطعا الطريق الممتد من السماء الى ضمير الانسانية حاملا بين كفيه راية الحق ورفع الظلم عن الناس، داعية بكل مالديه من ايمان لمحاربة الجور الذي كانت تمارسه الحكومات الظالمه ..

هومت عيناه بالنوم، سمع مناديا يقول ” القوم يسيرون والمنايا تسير معهم” انتبه على نفسه سأل اباه الى جانبه.. ابه! اولسنا على الحق؟؟

الاب.. اي وحق من بيده نفس محمد اننا على حق.. رد عليه قائلاً ” اذاً لا نبالي ان وقع الموت علينا او وقعنا على الموت..!

اغرورقت عين الاب كيف له القدرة على رؤية ولده البكر يسير الى منيته، واي منية تلك التي تنتظرهم عند مشارف ارض كربلاء.. سيقطع هذا البكر اربا وستسحق اضلاعه بحوافر الخيول .. استرجع مرة اخرى بصوت سمعه ولده ( انا لله وانا اليه راجعون) ..

كان يراقب اية التطهير وهي تُحمل على هوادج فوق ظهور الابل، بين لحظة واخرى يتابع عماته واخواته وبقية النسوة، امه “ليلى” بين تلك النسوة تُرقبه بعينها من وراء الستر والحجاب الذي تدعو له.. انه كبيرها وهي تعلم انه ذاهبٌ الى الموت الذي لا بد منه، احد حروف الاية اخته سكينة في هودجً اخر ، اذ يلمح وهو يتنقل بين تلك القافلة المتجهة الى الموت طفلة تصرخ ابيها مسلم..! انها حميدة اول يتيمة في معركة الطف اذا قتل الناكثون ابيها وطافوا بجسده الطاهر بين ازقة الكوفة..!

عاد مسرعا لابيه عند اول القافلة، سار الى جانبه، ابه هل لنا انصار عند الواقعة؟

نعم يا ولدي لنا انصار سيقفون كوقوفك عند سواتر الموت وسيقتل منهم كقتلك انت وستعلو راية النصر بيد حفيد لي وسيقرأهم سلامي ويسمعهم ندائي ( الا من ناصرا ينصرنا) ستنصره الملايين من الذين عطلتهم الدهور وحال بيني وبينهم المقدور.. لكنهم سينتصرون..

رجع مسرعا ليخبر عمته العقيلة كبيرة اية التطهير ليبلغها بهذه النصرة واؤلائك الملايين.. الا انها اخبرته بكتفها الذي سيزرق من ضرب سياط اهل الكوفة..!