5 نوفمبر، 2024 2:31 م
Search
Close this search box.

حين تَبْلُغُ الجرأةُ على الله ذروتَها

حين تَبْلُغُ الجرأةُ على الله ذروتَها

-1-

الجبابرة والطغاة لا تلدهُم أمهاتهم وهم بتلك الصفة، وانما يكتسبونها بعد حين ….

وفي طليع الأسباب التي تقودهم الى الطغيان والتنمر ، ما يسمعونه بآذانهم من فرسان الملق والدجل المحيطين بهم ، والذي قد يصل الى حدّ الكفر الصريح .

والمهم عند الدجالين الوصول الى الحظوة عند السلطان، وليكن بعد ذلك ما يكون ..!!

-2-

ان التاريخ يحدّثنا عما قاله (ابن شقيّ الحميري) لهشام بن عبد الملك وهو مما تقشعر منه الأبدان ، قال له :

” خليفتكَ في أهلِكَ أكرمُ عليكَ أم رسولُك في حاجتك ؟

فقال :

خليفتي في أهلي

فقال ابن شقيّ :

” فانتَ خليفةُ الله ، ومحمد رسولُه “

أرأيت كيف نطق ابن (الشقيّ) بصريح الكفر مُمالئةً للأحول ؟!!

-3-

ولم يذكر لنا التاريخ أنَّ هشاماً عاقَبَهُ أو طَرَدَهُ من ديوانه ، رغم ما اقترفه من صريح الكفر .

انّ الانبياء والمرسلين من أولي العزم، لايُقاسون بمكانة الحبيب المصطفى (محمد) سيد الانبياء والمرسلين (ص)، فضلاً عن غيرهم من عيون الأولياء والأتقياء، فكيف يكون (هشام) أكرم على الله من سيد الرسل والانبياء محمد (ص) ؟!!

انه لبهتان عظيم

وانه لمروقٌ عن الدين ، وتعطيل لِكُلّ الموازين ..!!

-4-

وحين أمر هشام بن عبد الملك الأبرش الكلبي ان يكتب الى (خالد القسري) ما نُقل اليه من أنَّ رجلاً قال له :

” يا خالد اني لأحبك لعشر خصال :

إن الله كريم وانت كريم ،

والله جواد وأنت جواد ،

والله رحيم وأنت رحيم ،

حتى عدّ عشراً “

كتب اليه :

” وأميرُ المؤمنين يُقسم بالله لئن تحقق ذلك عنده ليقتلنَّك “

لم يُطِقْ (هشام بن عبد الملك) أنْ تعقد المقارنة بين الخالق وبَيْن عبدٍ حقير من مخلوقيه كخالد بن عبد الله القسري .

ولكنْ ليس من باب الإعظام والإجلال لله سبحانه، وانما من باب الحسد لما وصل اليه خالد القسري من مكانة عند بعض الدجالين المنافقين .

-5-

وما كان من (خالد) الاّ ان ردّ على هشام ، وذكرّه بما قاله فيه ابن الشقيّ- في القضية التي مرّ ذكرُها – وكتب :

” وضَلالُ رجلٍ من بَجيلة – يعني نَفْسَهُ – أهونُ من ضلال أمير المؤمنين”

فلما قرأ هشام كتابه قال :

” خرف أبو الهيثم “

-6-

لقد كتب ( خالد ) ضمن ما كتب موضِّحاً ما جرى فقال :

( ان ذلك المجلس كان أكثر أهلاً من أن يجوز لأحد من أهل البغي والفجور أنْ يحرك ما كان فيه ،

انما قال لي :

يا خالد اني لأحبك لعشر خصال :

ان الله كريم يُحّبُ كلَّ كريم ، والله يحبك ، فأنا أحبّك، حتى عدّ عشر خصال”

فالقضية اذن ليست قضية مقارنة بين الخالق وبين خالد القسري ، كما نُقلت الى هشام .

-7-

انّ تعليق (هشام) على ما كتبه (خالد)، يُشعر أنَّ هشاماً أخذته العزة بالأثم، واستعظم ان يخاطبه خالد بما خاطبه به ..!!

-8-

وهكذا يكشف التراشق بين السلطويين، عن فظائع ووقائع قد لايصدّقها البعض لفرط الغرابة …!!

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات