23 ديسمبر، 2024 3:39 ص

حين تكون الأسرار مباحة !!

حين تكون الأسرار مباحة !!

في كل بلدان العالم ، ثمة معايير وضوابط وأخلاق مهنية ، يتمتع بها المسؤولون عن أمن بلدانهم الداخلية والخارجية ، وحتى رجال السياسة ، وهي بمثابة خطوط حمراء لايمكن تجاوزها أبدا ، حفاظا على الأرواح والممتلكات والسيادة عامة ، وهذه المعايير والثوابت تكون جزءا من الدافع أو الحس الوطني المشترك بين المواطن والمسؤول معا، ألا وهي الأسرار الأمنية والعسكرية في داخل كل بلد لكن، بمرارة نقولها وبأسف شديد ، تكاد أن تغيب هذه الثوابت والضوابط..
الوطنية والمهنية لدى السياسيين والمسؤولين عن الأمن ، وكأن تلك الأسرار بضاعة مجانية معروضة للجميع ، بحيث أن بإمكانك بين الحين والآخر ترى _بعضهم _ يصرح للفضائيات والصحف ووسائل الإعلام المختلفة عنها ، وكأنها بلا حرمة ، أو كأن أرواح وممتلكات الناس والبلد بلا قيمة تذكر لدى هؤلاء البعض ، ومجمل حصيلة هذه التجاوزات ، مانراه يوميا من خروقات وهجمات منظمة تفتك بنا جميعا ، بل صرنا نرى ما هو أدهى من ذلك ، حيث تعرض الوثائق الأمنية الفورية ،السرية والشخصية ، على صفحات التواصل الإجتماعي _ الفيس بوك _ أحيانا ، لتكون في متناول الجميع ، من دون وازع أمني ووطني يحكم هؤلاء الذين يفرطون بكل شيء دون حساب.هكذا هي الحال في بلد يتصارع فيه السياسيون من أجل مصالحهم فقط ، بينما يذبح المواطن البريء يوميا ،أمام أنظارهم ، ببرودة دم يحسدون عليها !
نقول لجميع السياسيين والرجال الأمنيين، ونذكّرهم ، عسى أن تنفع الذكرى ، هذه الأسرار حرمة مقدسة ،لأن أرواح الكثيرين معلقة على تفاصيلها ،ومن يفرط بها؛ فإنه مشارك فعال في الجرائم الإرهابية التي تعصف بالبلد، ويتحمل المسؤولية كاملة أمام الله أولا وأمام الناس ثانيا .. فما جرى ويجري من موت مروع في بغداد والمحافظات هذه الأيام ، يستدعي الشعور بالنكبة، مثلما يستدعي الغضب والإحتجاج والمحاسبة لبعض هؤلاء المستخفين بأسرار البلاد وأرواح العباد .