ليست المرة الاولى التي تكمم فيها افواه الجهات القضائية عن ملفات الفساد التي تثبت تورط عددا ليس بالقليل من الساسة والمسؤولين الرفيعين المستوى بالدولة العراقية ومما يثير الغرابة ان هيئة النزاهة تطارد الموظفين الصغار من المرتشين في دوائر الدولة بينما تغفل عن مئات المليارات التي يقوم مسؤول او سياسي بسرقتها وتحويلها الى خارج البلاد ومما يثير الغرابة في النفس ظهور هؤلاء الساسة على شاشات التلفاز وتشهيرهم ببعضهم البعض ان هذه المسائلة باتت كابوسا يحارب النزيهين في الدوائر الحكومية والشعب وعلى الرغم من قلتهم الا ان للعراق املا بان ينتهي هذا التمييز ومعاقبة جميع المقصرين على اخلاتف مناصبهم ومراكزهم
ومن جانب اخر نسلط الضوء على الخروقات التي يقوم بها ابناء او مقربين من الساسة والمسؤوليين العراقيين ، فكما هو معروف لكل سياسي حاشية خاصة به ولكل حاشية خصوصية خاصة بها تقوى مع قوة مركز المسؤول وسلطته . وتضعف مع ضعفه
وكما حدث بموضوع الطائرة المتوجهة من لبنان الى بغداد وعدم السماح لها بالهبوط لانها لم تتنظر الابن المدلل لوزير النقل والمواصلات . وعلى الرغم من خروج الوزير وتبريره للموقف في مؤتمرا صحفيا الا ان العراقيين لن يصدقوا تلك التبريرات ليس لتكذيب الوزير ” لاسامح الله ” انما لكثرة التبريرات المقدمة لهم خصوصا بعد ان افصح الوزير بان ابنه الذي اصر على اعادة الطائرة الى لبنان كان في سوريا ليدافع عن السيدة زينب رضوان الله عليها حسب ما قال الوزير ” والعهدة على القائل ”
ان العراق يمر بمرحلة عصيبة تكمم بها الافواه وتغمض بها الاعين ويكتم بها صوت الحق ويعلو صوت الباطل والظلم والجور ، ان العراق الان ينتظر في وسط النهر ويحارب الموج العالي الذي يريد جرفه نحو الهاوية ، ان العراق يقف على مفترق الطرق لايملك خيار متحيرا فمن جانب يريد ان يرضي ساسته ليرتاح ابناء شعبه من العنف والتفجيرات وما جانب اخر يرد اقرار القوانين التي تعيد بناءه لينهض ويقف على قدميه
انه الان يقف بين اقرار الموازنة واجراء الانتخابات وازدياد اعمال العنف والتفجير فيه واشباع ابنائه الجياع هكذا حاله حتى وصلت بان الامور الى ان يتحكم الاجانب والعرب من المتخلفين واصحاب العقول المتحجرة بماء العراق وهذه ظاهرة حصلت لاول مرة في بلدانا وفي مرحلة لم يشهدها تاريخ البشرية جمعاء .
ان تخبط الحكومة العراقية وجهلها بالعمل السياسي ومراهقة البرلمان وجهله بالعمل التشريعي والرقابي خلق للعراق ازمة كبيرة لجمته وابعدته عن الواقع الذي كان من المفروض ان يعيشه ليعالج اخطائه
ومن جانب اخر صراعات الاحزاب السياسية فيما بينها وانسحاب عددا من القادة والرموز الدينية من العملية السياسية منح فرصة للمغرضين في داخل العراق وخارجه بخلق حالة تدهور امني وسياسي واقتصادي واداري نكاد القول ان العراق تفرد بها وحده
حيث دفعت هذه التصرفات الى ايصاله لمرحلة صعبة صورته كالشاب العاجز الذي يمتلك كل شيء الا انه لم يتمكن من الارتقاء او التعبير بصورة سليمة عن رايه
ان العراق يمر بنفق مظلم ولا يعرف اين هو الاتجاه الصحيح الذي سيكون مخرجه فان حكومته تلغي عمل البرلمان الذي اوجدها وان ساسته يسكتون على اخطاء اقربائهم وابنائهم وان شعبه يسكت عن الظلم والجور الذي يعيشونه . متى تمتلك اﻻفواه العراقية الجراءة لكي تدفع الظلم والحيف عنها متى سيتم الغاء (المحسوبيات) من الدوائر الحكومية ليكون العراقيين سواسية متى نرى مسؤول يتالم لحال الشباب وهم يتجولون في اشارات المرور ليبيعون كل شي من اجل لقمة العيش متى نرى العراق منارا في اﻻدب والنظام والاعمار حالك يبكيني ياعراق فاﻻفواه من حولك مكمة وساكتة عن الظلم والجور والحيف اسفا على حالك يا بلاد الرافدين .