23 ديسمبر، 2024 6:40 ص

حين تتم الإساءة المتعمدة للحضارة العربية الاسلامية

حين تتم الإساءة المتعمدة للحضارة العربية الاسلامية

تنتشر على “الفيسبوك” تجميع عشوائي لتواريخ لمئات السنين تطعن بالحضارة العربية الاسلامية وتصورها كوحش دموي؟! ما هو بالحقيقة افتراء وكذبـ واجتزاء وتلفيق، بل وتعبئة وتحريض داخلي لكراهية الذات الوطنية والقومية والاسلامية والمسيحية.

تماما كأن تسرد أوسخ 10 أخطاء في حياة شخص عمره 60 عاما فقط -ولا تذكر المئات من ايجابياته وانجازاته- فكيف يكون الانطباع للمستمع؟ خاصة لدى معظم ركاب الفيسبوك الذين طلقواالقراءة من زمن مديد؟

بالقطع هو انطباع سلبي، لذا اعتقد ان من يسيء جاهلا عبر المشاركة أو التعليق، أو ساخرا ولاهيا أو كإمعة، أومتعمدا (ولا ينتقد لمفصل او موضوع ضمن سياق) للأمة والتاريخ والحضارة العربية الاسلامية هو ليس الا أداة تخريبية تستخدم لقمع الذات وتشويه النفس والجماعة، وتعويدها على المهانة والحط من الذات، وانبهارا بالاجنبي.

الحقيقة هي ان نعترف بأخطائنا وخطايانا بالطبع في كل أمر، ونراجعها وننتقدها تماما، ونميز في تراثنا العظيم بين الغث أي السلبي الكثير، وبين السمين أي الايجابي الكثير أيضا وبشكل علمي لا تحريضي انتقامي من الذات هكذا نتوازن في النظر للذات فلا نميل كل الميل ونتطرف ونكره ذاتنا.

في اتجاه آخر فنقطة العنف حين تقاس بتاريخنا على مدار الف عام ويتم تجميع عشوائي لتوراريخ دموية والادعاء ان لا غيرها؟ هو ابتزاز عاطفي وادعاء باطل وأسلوب غير علمي مطلقا .

بل هو كما قلت تشويه متعمد للكاتب وربما الناقل والناشر إذ لا يمكن أن تضع في 30 سطر تاريخ أمة في ألف عام؟ وكأنك أحطت بالعلم كله؟

والا فما جدوى الكتب والمراجعات والتفكير العلمي، لذا في مقابل 50 تاريخ عربي سلبي أستطيع أن أضع عشرات الآلاف من التواريخ الايجابية، بالايجابيات والانتصارات وغيره ، وأي كان يستطيع أن يضع آلاف التواريخ في حروب الممالك والسلطنات والامارات في كل دول العالم ما يجعل ان الصورة المبتسرة هذه المعتمدة فقط على الارقام والسلبيات يجعلها قاتمة فقط.

كفى لهكذا أسلوب مبتسر وتلفيقي في التعامل مع الصورة والحدث فلكل حاجة لابراز أين اصبنا واين أخطانا.

ومن يتحدث أو يكتب بالموضوع فليكن على قدر كلامه، وينظر جيدا ويقرأ جيدا أولا وقبل كل شيء وليكن منصفا غير متحامل، وليتعلم منهج التفكير والكتابة المتزنة، وله ان ينتقد ويراجع ويقتبس ولا يعتمد على عبث الفيسبوك أبدا فهنا الطامة الكبرى بالنظرة الضيقة غير المسؤولة.

استمعت لرأيين في شخص واحد والثلاثة أعرفهم الأول يعدد عشرات المثالب بالصديق المشترك، والثاني يقول بذات الشخص عشرات الايجابيات فقط؟! ولا هذا يريد رؤية ذاك ولا الآخر بمتزحزح عن رؤيته فكل ينظر من زاوية واحدة فقط! انه الغباش بعينه والنظر بعين مغمضة عمدا.

نحن من واجبنا ان نحب حضارتنا العربية الاسلامية، فنعبر في ذلك عن كثير كثير من انجازاتها، ولنا قطعا الحق في أي مفصل يتم الحديث به ان ننتقد الكثير من السلبيات والأخطاء والمفاسد الكثير.

دعنا نتفكر ونفيض حبا بالآخرين حتى المخالفين لنا، فليس لشخص او دولة او جماعة اوموضوع الا ان ننظر له من أكثر من زاوية واكثر من أداة نظر والعيون ألوانها مختلفة وكذلك النظرات، وحال الطبيعة والمواقف والتاريخ والانسان كما حال الدول والجماعات متغيرة فلا تؤخذ بحدية الحكم فهو هنا غير صائب، فما بالك ان جاء العرض على مساحة تاريخية واسعة وعلى مساحة جغرافية اوسع ؟ .