18 ديسمبر، 2024 7:52 م

حينما ينشغل الوطن عنهم .. المغتربون يكرمون المغتربين !

حينما ينشغل الوطن عنهم .. المغتربون يكرمون المغتربين !

عندما اتيحت لي فرصة مشاهدة الحفل البسيط في اخراجه ..الكبير في معانيه ودلالاته .. يوم تناخت جمعية المغتربين العراقيين بولاية مشيغان الامريكية لتكريم ثلة من فناني العراق المبدعين ؛ شعرت باسى بالغ نتيجة اسباب وتداعيات عديدة .
فالحفل الذي حضره جمع من المغتربين العراقيين في هذه الولاية او من الذين قدموا من ولايات ومدن اخرى كان يفترض ان تبادر او تقوم به وزارة الثقافة العراقية او ذراع الدولة العرقية في الولايات المتحدة واقصد تحديداً السفارة العراقية او القنصلية العامة في ديترويت لاستذكار وتثمين جهود نخبة خيّرة من المبدعين في مجال التمثيل والاخراج وعموم الدراما العراقية ؛ ولكن ذلك لم يحدث لا بالامس القريب يوم كانت الميزانيات انفجارية ولا اليوم وقد شحت الاموال وفقدنا كل شيئ ..
هؤلاء العمالقة الذين افنى كل واحد منهم اكثر من نصف قرن في خدمة حركة الفن والثقافة في العراق خرجوا من وطنهم تحت وطأة ظروف معينة تتقاذفهم ظروف الغربة واللجوء والامكنة الامنة .. فوجدوا انفسهم مهمومين بلقمة العيش جراء انكفاء الانتاج المحلي من صناعة الدراما التي اصبحت اليوم فنا وتجارة وصناعة وصنعة وعلما تسخّر له الامكانيات الضخمة لاظهار وجه البلد وحضارته وتاريخه ..
حفل بامكانيات وجهود ذاتية وفردية ضم وجوها الفتها الدراما والفن والتاريخ العراقي القريب : مثل الفنانين : حسن حسني وبهجت الجبوري وعبد المطلب السنيد وطه علوان وريكاردوس يوسف ووفاء بغدادي .. وقدمتهم الدكتورة ليلى كريمة فنان الشعب الخالد وجيه عبد الغني .. امضى معهم الجمهور ساعتين اختلط فيها الفن الصادق بالغناء بالموسيقى بالذكريات الاليمة في شريط مر سريعاً اعاد الجميع الى احضان الوطن وايامه ولياليه بحلوها ومرها ..ابتداها الفنان حسن حسني بقصيدة عن بغداد ثم تسلمها الفنان طه علوان لينشد ويتمايل معه الجمهور اغنية قيصر الغناء العربي كاظم الساهر : كثر الحديث عن التي اهواها .. ثم يفتح الفنان حسن حسني قلبه للجمهور ويروي حكايات نصف قرن من التمثيل والاخراج والخفايا والذكريات .. ليختتم الحفل بتقديم الهدايا والدروع التذكارية من الجمعية لهؤلاء الكبار الذين قدموا للوطن كل شيء ولم ياخذوا منها شيئا ً .. وليس ادل على ذلك من مشهد مؤلم حينما يحضر الفنان الكبير الدكتور عبد المطلب السنيد على كرسي متحرك !
الفنان فلاح زكي رئيس اللجنة الاعلامية في الجمعية اكد على هامش حفل التكريم والاحتفاء بالمبدعين : ان هذا النشاط ستعقبه وحسب الامكانيات استضافة العديد من الاسماء العراقية البارزة في مجالات الفن والادب والثقافة والرياضة وكل نواحي الحياة وفق جدول زمني لكي نزيد من ارتباط المغتربين بقضايا وهموم وطنهم .
واذ نشد على يدي الجمعية بكل حرارة لهذا الاستذكار ..فاننا نطمح ان تبادر الدولة ووزارة الثقاقة بالذات الى رد الاعتيار لهؤلاء الفنانين باحياء اقامة يوم الفن العراقي سنوياً .. وان يتبنى مجلس النواب ولجنة الثقافة والفنون والاعلام فيه الاسراع بتشكيل المجلس الاعلى للثقافة والفنون بعد ان عجزت وزارة الثقافة عن فعل اي شيء لهذا القطاع وخاصة في ظروف التقشف ومحاربة الارهاب .. كما ندعو الى العمل بكل الوسائل لاطلاق المبالغ السنوية الزهيدة ( منحة الفنانين ) الموقوفة منذ سنوت لدعم هذه الشرائح .. وهي مبالغ بسيطة لا تقارن قياساً برواتب النواب والمسؤولين والموظفين في الدولة ..والفنانون اولى لانهم مرآة الشعب الصادقة ووجهه المشرق .