23 ديسمبر، 2024 4:17 م

حينما يفقد الشرف السياسي

حينما يفقد الشرف السياسي

عملية سياسية قذرة؛ حينما يفقد الساسة شرفهم، تكون مصالحهم على حساب رزق شعبهم،  المسلوب من الراحة والأمان وفرص العيش الكريم، وبالامس كنا ننتظر فوز المنتخب الوطني؛ حتى يجلب فرحة تجمعنا، وينتظر الإرهاب فرقة السياسين لحصاد ارواحنا، ويلتف البعض لسرقة اموال موازنة العراق  تحت مسميات ومخالفات دستورية بأسم الحرص على مصالح الفقراء منا!
 الواقع لا يمكن لأحد إنكاره، إن العراق في تراجع وحزام النار يطوق بغداد، وتضرب ألسنته كل مكان في الداخل.
 لا يتخلف الأرهاب الأعمى عن الخطابات النارية التي تعصف كل يوم، ولم تعد حياة  السياسين سوى للتلاعب بأموالنا ومقدراتنا، وكلما أقتربت الإنتخابات زادت وتيرة الإلتفاف على القانون المواطن،  تنشغل والقنوات الفضائية لساعات لتمرير مأرب خطيرة.
الإنتخابات ليست نهاية المطاف ولا بد للكتل السياسية أن يعود بعضها للأخر، وتجتمع وتتفق، لا تقف عجلة الزمن على شخص كما يعتقد المألهون والعابدون للأصنام البشرية، من يحول  الشعوب الى ارقام إنتخابية بلا مشاعر ولا حقوق.
بالأمس هاجم رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس النواب، وعلى الفور رد عليه، وفي تصريح لرئيس كردستان نيجرفان برزاني مترجم، يقول للكرد: لا تخافوا على 17% فغداً سيعود المالكي ويفاوضنا عليها بعد الإنتخابات!  والكلام غريب من هذه الاطراف الثلاث، اين كانت الحكومة من الأقليم بعد ان وقعت لنفسها الولاية الثالثة وهي تقول تجاوزات الاقليم منذ اكثر من ثماني سنوات، وأين البرلمان من سلطته الرقابية؟ وهل  ما يفعل أمامنا مجرد تمثيلية لغرض جلب الأصوات؟ إذا كانت الاطراف تعتقد اجتماعها وتقسمها المغانم بعد الإنتخابات!.
 شرعية الحكومة من البرلمان وكلاهما يكمل الأخر، حُددت ادوار الأول بالتنفيذ والثاني بالتشريع والمراقبة وإقرار قانون الموازنة، التي تعرضت للتأخير بين الحكومة والاقليم ، المفروض ارسالها بما لا يقل عن شهرين من نهاية العام مع الحسابات الختامية الى البرلمان،  وفيها من القنابل الموقوته والحسابات السياسية.
 الأمر الأكثر  علامة استفهام تمرير القانون الجعفري بسرعة فائقة في وقت اعتراض المرجعية الدينية العليا في النجف، ومحاولات تأجيل إقرار الموازنة من البرلمان وتصرف مجلس الوزراء بها، والتركيز على قوانين أما بعيدة عن الواقع الاكثر إلحاحاً  كالاتفاقيات البحرية، او عديمة التطبيق كقانون منع التدخين!.
المرجعية الدينية  كان واضحة اليوم، وهي تطلب المشاركة والتغيير نحو الأفضل، لبرلمان وحكومة قادران على إدارة دولة المؤسسات.
إن الفرصة سانحة اليوم للعراقيين، في أن يعدوا بناء العملية السياسية، ولن يتحقق ذلك إلا بأن تنهض القوتين الرئيستين في التحالف الوطني بمسؤوليتهما، وأعني بهما تيار شهيد المحراب الذي يتزعمه السيد الحكيم بكل أرثه وتاريخه العريض، والتيار الصدري بعنفوانه وتضحياته وجهاديته، سيما بعد إشارات السيد مقتدى الصدر المفهومة، والتي سبقت إعلانه إعتزال العمل السياسي، وهي إشارات مرسلة بأتجاه جماهيره، حينما قال أن تيار شهيد المحراب هو الأقرب لنا في الرؤى والأفكار.