23 ديسمبر، 2024 6:11 ص

حينما (يسقط ) القاضي..البيرقدار انموذجا!!

حينما (يسقط ) القاضي..البيرقدار انموذجا!!

قديما قال سقراط، إن الفضيلة قانون والرذيلة مخالفة، ومن ثم فإن الإصلاح القضائي هو المقدمة الضرورية لأي تغيير نحو الأفضل في حياة الأمم والشعوب ,فكيف ان كان المتحدث الرسمي باسم القضاء وهو القاضي عبد الستار البيرقدار هو رمز الرذيلة والتجاوز على القانون وهو من يملا وسائل الاعلام تصريحات عن القانون واحترامه فيما هو يتلاعب به.
البيرقدار هو قاضي تركماني يحضى بدعم النائب ارشد الصالحي السياسي المعروف بعلاقاته المشبوه بتركيا استطاع الحفاظ على منصبه بتدخل سياسي ودعم من رئيس مجلس القضاء السابق مدحت المحود من اجل تحقيق مكاسب عبر الرشاوى ترتبط بمدانين من التركمان المنتمين لعصابات داعش الإرهابية واخرين.
ماهي القصة ؟
الحكاية ان احد أفراد حماية عبد الستار بيرقدار المتحدث باسم السلطة القضائية ادين بتهمة الرشوة بالسجن خمس سنوات و رغم تدخل بيرقدار لتخليص حمايته الا ان القاضي ماجد الاعرجي رئيس المحكمة المركزية اصر على محاكمته بنفسه وإنزال العقوبة القانونية بحقه, و القضية تدين عبد الستار بيرقدار لان حالات الفساد تمت عبر استعمال سياراته وبحمايته وعلاقاته مع لجان العفو الا ان قرب بيرقدار من مدحت المحمود الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى دفعت الأخير لحمايته بعد ان استجار به بيرقدار فهو مدان بشكل واضح نظرا لأدلة كثيرة عن صلته بعملية اخذ الرشوة من ذوي المشمولين بالعفو العام عن طريق حماياته والموظفين المقربين منه وخاصة انهم من أقرباءه الا ان تدخل مدحت المحمود هو المانع من محاكمته.
من المؤلم والمحزن للغاية أن نجد القضاء يتحدث آناء الليل وأطراف النهار عن قيم العدالة وضرورة تطبيق القانون على الجميع، ثم يضعنا معه في ورطة مهنية حين يخرج الناطق باسمه ليتحدث عن وجود ضغوط عليه ايام حكومة العبادي وان الاخير يحلم بعودته الى الحكم (وهذا اعتراف واضح منه انه منحاز سياسيا وبشكل صارخ ),فمن ياترى يمكنه أن يثق بقضاء تحركه دوافع ونوازع ثأرية وسياسية خاضعة للسلطة, مع الاسف أن الراسخ في أذهان العراقيين كان ان أولى بشائر الديمقراطية في العراق كانت في الإعلان عن تشكيل قضاء يقف إلى جانب الصدق والحق والعدل
ما أتعس مثل هكذا قضاء، يستخدم أساليب غير قانونية في إرهاب خصومه وينتقد بروح سياسية منحازة من خدم الوطن وحرره من الارهاب وجعل للقضاء هيبة, فهاهو البرقدار الفاسد المرتشي يشن حملة افتراءات ضد العبادي ويخشى الحديث عن الفاسدين علانية، لكن المؤكد أن الفاسدين الذين يتستر عليهم بعض المسؤولين، ويخاف القضاء من الاقتراب من ملفاتهم، هم من اهلك البلد وشكل ويشكل اخطر تهديد ضد أمن الوطن والمواطنين
لقد جسد لنا البيرقدار أن مفهوم القانون كما وضحه في تصريحه المشوه ،ان القاضي عندما يتجرد من أي معنى أخلاقي،فان القضاء يتأسس على قيم الكذب والانحياز واللاعدالة..