19 ديسمبر، 2024 2:54 ص

حينما نغتصب نساءنا

حينما نغتصب نساءنا

التركيبة البيولوجية للمرأة هي ليست كما لدى الرجل، وهذه الحقيقة  معروفة في علم الطب. فللمرأة تركيبتها الخاصة لها من حيث الحمل، استعدادات حمل الجنين، ومن ثم طريقة الانجاب، والرضاعة والحضانة التي لا يدركها الرجل ولا يشعر بها، لأنه لم يجربها ولو لمرة واحدة.
هذه الفوارق بين المخلوقين هي من  ابداع خالق مصور، افاض ابداعه من لدنه ما عجز عن ادراكه البشر، الذين هم من ابداعه كذلك؛ والبشر يمتازون بميزة لا توجد لدى المخلوقات الاخرى، والميزة هي امتلاكه جوهرة ثمينة تسمى بـ “العقل”.
بمعنى آخر أن للمرأة وظائف لا يمتلكها الرجل، وأن للرجل وظائف مختلفة جدا عن وظائف المرأة البيولوجية، والنفسية احيانا؛ وكون أن المجتمع، كما يقال مجتمع ذكوري، أي أن الرجل هو الآمر الناهي، والمرأة هي من يجب أن يسمع ويطيع ولا يناقش في معظم الأحيان، لأن الرجال قوامون على النساء بحسب النصوص الدينية.
واذا كان الامر كذلك، وهو المعروف في جُل مجتمعاتنا العربية والاسلامية، وبلا انكار؛ الرجل هو السيد المطار والمرأة هي من ينفذ اوامره بلا جدال، وبعكسه تعتبر المرأة ناشزاً، او غير محترمة ولا تلبي دعوات الرجل والذي هو رب الاسرة وحامي حماها وبيده زمام الامور. والمجتمع من ناحيته يحكم للرجل دائما، حتى وأن كان هو على خطأ والمرأة على صواب فيما تبديه وتراه من نظرة فاحصة تجاه اسرتها (ابنائها وحتى زوجها نفسه).
التسلط الذكوري هذا  هو ليس وليد اليوم او الامس، وانما ضارب في عمق التاريخ البشري، وحتى الانساني والاسري. وقد وصل الغرور بالرجل أن يطغي ويستبد حتى ينظر للمرأة على انها عبد قن له، فهو يمتلكها وهي لا تمتلكه، يعني في الدين هو من يستطيع أن يطلقها ومن ثم يستطيع كذلك رجوعها (الى بيت الطاعة) وهي لا تستطيع أن تفعل ما يفعله الرجل، وبتعبير القرآن انها قسمة ضيزى.
وفي مجتمعاتنا العربية والاسلامية يشكل الرجل كيد عاملة اكثر نسبة من المرأة، وكذلك حتى في التعليم وغيره؛ فمثلا في الجامعات، اليوم، نرى نسبة حضور الرجل كبيرة جدا قياسا للرجل، بصرف النظر على أن الطلبة في الجامعات، ذكورا واناث يعتبرون في نفس المستوى، لأنهما في هذه المرحلة قد وصلوا قمة النضوج الفكري والبيولوجي، وحتى النفسي والعلمي.
هذه النسب المتباينة بينهما ايضا كانت مقصودة، وللرجل فيها اليد الطولة، بل الصحيح هو من دبر الامر كونه الحاكم الناهي ويمتلك زمام الامور.
الرجل في مجتمعاتنا (البسيطة) يمارس دكتاتوريته الاسرية بكل ما تعني الكلمة، حتى وأن كان جاهلا، ولا يعي كلمة (دكتاتورية) بالمعنى السياسي والمعنى الاصطلاحي. والمرأة البسيطة ايضا تتقبل الامر الواقعي غصبا وعن طيب خاطر، كونها مجبورة بحكم تكوينها البيولوجي، بل وحتى المجتمعي الاسري، واضيف اليه العشائري (احايين كثيرة).
يأتي صاحب السيادة من عمله اليومي، منهك القوى ويرجو أن يلقى الراحة الجسدية والنفسية داخل اسرته، وله الحق، يأكل، يشرب، يستحم، يلبس وينام، واكثر الاحيان يطلب غريزته الحيوانية، بحسب التفسير الفرويدي المقصود للكلمة.
وهنا يجب أن يكون للمرأة الاستعداد النفسي والجسدي لتحقيق تلك الرغبة والتي احيانا تكون ملحة اكثر من اللازم؛ بصرف النظر عن العديد من النصوص الدينية الاسلامية التي تؤكد على موائمة تلك العلاقة قبل الشروع بها، وبعكسها تعبر الامر مخل بتلك العلاقة. واذا امتنعت المرأة عن تلبية رغبات الرجل فسيقوم بضربها واهانتها، واذا ما شكت تلك المرأة حالها الى ابيها وامها فأنهما سيحكمون لزوجها ولا يشكونها، على اعتبار أن زوجها لباس لها وهي لباس له، بحسب النصوص الدينية، وطاعته تكون واجبة.
وهنا الرجل يقوم باغتصابها جنسيا، وربما يمارس ذلك من المنطقة غير المتعارف عليها بحسب ما قرأت وما سمعت قصصا وحكايات من بعض الاصدقاء المقربين.
والمشكلة، أن هذا  الفعل الذي يقوم به الرجل لم يشرّع بقانون، اعني اجبار الرجل زوجته على ممارسة الفعل الجنسي معها متى ما اراد، وكيف ما اراد، حتى وان كانت المرأة ليس لديها الاستعداد النفسي.
اذن نحن بحاجة الى سن قوانين تنظم عمل الاسرة، اعني العلاقة الحميمة ما بين الرجل وزوجته لتلافي كثير من المشاكل الاسرية التي عادة ما تكون المرأة هي الضحية فيها، ولعل اكبر مشكلة هي المشكلة الجنسية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات