17 نوفمبر، 2024 7:18 م
Search
Close this search box.

حينما لا نرى طائفيتنا ! موضة اسقاط التهم!

حينما لا نرى طائفيتنا ! موضة اسقاط التهم!

يحدث ان يتلبس طرفٌ ما دور الضحية والمظلوم المضطهد -الذي ربما كان حقا يوما- ولكنه يتمادى فيه ويتعايش معه ويصدقه حتى وان تحرر منه وانتهى زمنه!
فطائفةٌ من شعبنا كانت ضحيةً فعلا لفترات زمنية (سواء بذنب ام بدونه)، او جعلت من نفسها هكذا في فترات اخرى ،ولربما ارتضت به لفترات ثالثة.
ولكن لما جاءت الفترة الرابعة ودخلت عصرا جديدا اصبحت فيه -(بتفاعلات ومتغيرات سياسية كبرى وجذرية)- هي المتحكمة بمقادير نفسها والطوائف الاخرى، لم تستطع ان تتحرر من ذلك القيد (النفسي) الذي وضعت نفسها به ،! وظلت تعيش دور الضحية الى ان اصبحت -في فئة واسعة منها- جلادا قاسيا منتقما ،وافسدت كل شيء ،وضاعت فرصة صناعة وطن آمن للجميع.
والان الطائفة الاخرى تتبادل الدور التاريخي للضحية والمضطهَد منذ مايقرب من عقدين وتحت تلك التغيرات الستراتيجية الكبرى نفسها، فيبدو ان الدورة التاريخية الاجتماعية ستعيد نفسها بشكل مختلف قليلا ، فطالما انها ألِفت الاضطهاد والتهميش وعايشته لسنوات ،اذن ستنسى الحق والموضوعية والوطنية وتركز فقط على مكتسبات الطائفة وعصبيتها والتطرف لها , دون وعي لا من مثقفين ولا من عوام ،فالكل تحت (روح القطيع ونفَس المختنق) وبلا مبرر ولا مسوّغ ،فها هي الطائفية تنحسر بشكل كبير منذ انتفاضة تشرين ووعي الشباب،وهاهي امريكا توازن المصالح مع ايران ،،اذا اعتبرنا ان كلا منهما يدعم طائفة بنفوذه .
فلماذا نَعمى اذن عن الحق والوطنية والمؤاخاة ونظل نجري -عميانا- تحت ضياء الطائفية الواهمة ،لترتفع الاصوات مهللة مرحبة فرِحة (باسقاط التهم عن فلان او علان وتبرئة ساحاتهم ) ليعودون قادة “مجانا” وعلى اكف الطاعة والولاء ،،فمن يكون هذا ؟
ولنفرض -جدلا -انه بريء من تهم الفساد والارهاب “وانا اؤيد براءته”..ولكن من جهة اخرى ، نسأل : ماذا قدم لوطنه لما كان في موقع السلطة والمسؤولية ،بل ماذا قدم حتى لطائفته المصفقة لعودته اليوم ! لو جاريناكم بالنفَس الطائفي -نعوذ بالله منه- ،،فماذا قدم ؟ لاشيء!
ولاشيء مطلقا ،أ كل ذلك لانه عيّن من ابناء عمومته مئات في وظائف!؟ هذا ليس بناءً ولا وطنية ولا قيادة ،بل هي محسوبية .
أ لانه يجادل اقرانه فيغلبهم بمنمق الكلام الزائف ؟ هذا ليس صدقا ولا زعامة، بل مراوغة. ألانه يعرف كيف يجلس مع الامريكان ومع اطراف إقليمية لم نلمس منها يوما محبة العراق ولاحتى “المذهب المشترك” الذي لا أقبل توظيفه، ويتحالف معهم ومع زعيمه اليوم وشيخه المعروف بتقلباته وتلاعبه بالاموال المجهولة المصدر؟ هذه ليس حنكة ولا دهاء سياسي ،بل هي رقص على الحبال.
ألانه سينزل للساحة ليضرب رجلا آخر نجح في غيابه او جهة اخرى صعد نجمها؟ هذه ليست براعة سياسة وانما بلطجة.
أ لانه سيحقق شعبية اعلى من منافسيه ستؤهله للوصول للسلطة مرة اخرى ويضيّع اعمارنا مرة اخرى هباءً ؟ هذه ليست جماهيرية وانما عشائرية ضيقة. بل ان وجوده مع الوضع العام المشحون اصلا اليوم -والذي اخشى ان يتفاقم الى “تسلّح أهلي جديد او تقسّم البلاد” – ليس من صالح احد.
إذن لماذا نهلل ونصفق ونفرح! اذا كان لم يحقق اي شيء مسبقا ولم يمنع الفساد ولم يساهم في انشاء المواطنة لكل ابناء الوطن دون تمييز ، ولم يقدم اي شيء مشرف لبلده ، ولم يبنِ مصنعا واحدا رغم مناصبه ، ولم يصن ْ اموال البلد رغم كونه متحكما فيها لسنوات، ولم يعد الان بذراعه حتى ، وانما بدعم استعمار امريكي وبصفقة رجال اعمال واموال لايعيشون معنا ، أ لأن الداعم ليس ايراني ، يكفي ان نرحب وندعم ؟ فما فرقُنا عن -الفئة السيئة- من الجهة التي اضطهدتنا إذن،؟
فلماذا ياترى نكاد نُجمع على دعم هذا الرجل الذي فشل سابقا في ان يكون عراقيا شاملا، وفشل الان ايضا ؟
انا اقول لكم لماذا ..
لاننا نَتهِم غيرَنا بالطائفية ، ولا نرى طائفيتنا .!

أحدث المقالات