18 ديسمبر، 2024 4:16 م

حينما رقصت مارين فرحاً!!

حينما رقصت مارين فرحاً!!

الفرنسية أمام ايمانويل ماكرون الذي أصبح أصغر رئيس فرنسي يفوز بالانتخابات (39 عاماً)!!
أقول.. مع الساعات الأولى ليوم الاحد الماضي توجه الناخبون الفرنسيون الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيسهم الجديد، وقبل انتهاء ساعات نهار ذلك اليوم أعلنت النتائج بفوز ايمانويل ماكرون على منافسته مارين لوبان، أي خلال نحو 12 ساعة أعلنت النتائج وليس كما هو الحال في انتخاباتنا حيث تعلن النتائج بعد اشهر طويلة يتم خلالها “طبخ” من “يفوز” حتى ولو كان عدد أصوات ناخبيه لا يتعدى العشرات ومن “يستبعد” حتى ولو كان عدد أصوات ناخبيه مئات الآلاف!!
أما الظاهرة الثانية التي لفتت انتباهنا فهي المرشحة الخاسرة مارين لوبان التي اتصلت فورا بعد اعلان النتائج بمنافسها الفائز ايمانويل لتهنئه بفوزه متمنية له قيادة فرنسا الى امام، إضافة الى انتشار فيديو للمرشحة الخاسرة وهي ترقص مع أنصارها في الجبهة الوطنية، رقصت فرحا وهي تؤكد أنها ستكون معارضة قوية، أقول هنأت مارين منافسها الفائز وليس كما هو الحال في انتخاباتنا حيث يبدأ المرشحون الخاسرون بـ”الصياح والعويل” مشككين بنتائج الانتخابات ومتهمين الآخرين بالتزوير والمطالبة بإعادة الفرز!!
أما الظاهرة الثالثة التي لفتت انتباهنا فهي ان كل وسائل الاعلام العربية والأجنبية تركت الرئيس الفرنسي الجديد، وراحت تلاحق زوجته (بريجيت ترونيو) التي تكبره بـ”24″ عاماً وهي أم لسبعة أولاد بعضهم اكبر من زوجها الرئيس الفرنسي الجديد!!
أقول.. وكالات الانباء تركت مبادئ واهداف الرئيس الفرنسي الجديد وراحت تقلب أوراق حب ورومانسية الرئيس الجديد وقصة عشقه لسيدة قصر الاليزيه الجديدة، حيث ذكرت التقارير ان قصة الحب تلك بدأت حينما كان عمر ايمانويل 15 عاماً بعدما أعجب بمعلمته التي كانت متزوجة وأماً لثلاثة أولاد حينها، لا بل ان وكالات الانباء عرضت فيديو لأول قبلة بين التلميذ ايمانويل لمعلمته بريجيت في 17 آيار من العام 1993!!
إنها الديمقراطية الفرنسية الصحيحة، وليس كما هو الحال عندنا حيث يبدأ الخاسرون بالانتخابات بـ”نبش” التاريخ الأسود والغسيل الوسخ للفائزين لكي يرضوا حقدهم على منافسيهم الفائزين!!
نعم.. الرئيس الفرنسي الجديد قدم نفسه على أنه مستقل وتكنوقراط رغم ان تياره السياسي يحمل اسم “الى امام” وله من الأنصار نحو 200 ألف!! ايمانويل يحمل أفكارا “نيرة ” مقارنة بالذين سبقوه، فهو خلال زيارته للجزائر التي كان قد استعمرها الفرنسيون قال “ان الاستعمار جزء من التاريخ الفرنسي، والاستعمار جريمة ضد الإنسانية والاستعمار وحشية حقيقية!!”. كما تحدث ايمانويل في تصريحاته الأولى عن رغبته بأن يعم السلام في الشرق الأوسط!!
وحينما سئل الرئيس الفرنسي الجديد عن العراق قال كأنما وضع اصبعه على الجرح “ان حل الازمة في العراق سياسي وليس عسكرياً” وكأنما عرف الرئيس الفرنسي الجديد حجم الاختلافات والنزاعات والمناكفات بين الأحزاب السياسية التي تقود السلطة منذ 14 عاما وهم يطالبون وينشدون “المصالحة” الوطنية التي كانت وبقيت وستبقى حلمهم الذي لا يتحقق وسط صراع الكتل السياسية على الكراسي!!
فهل نتعلم شيئا مفيدا من الانتخابات الفرنسية؟!
نقلا عن المشرق