الدول العربية وكذلك الاسلامية، تتعامل مع مواطنيها “الذين يشهرون الافطار في رمضان”، بعنف شديد وباساليب مهينة لا تنسجم مع الروح الاسلامية، مثل ما رأيته في احد الفديوهات من اساليب ضرب واهانة “للفاطر” قيل انها في شوارع باكستان.
حسب معلوماتي ان جميع الدول العربية تعاقب الفاطر بدون عذر في رمضان كجزء من قدسية هذا الشهر الكريم، والعراق واحدا من هذه الدول والذي ربما يكتفي بحجز الفاطر فترة معينة لحين انتهاء رمضان او ربما لايام او لساعات.
لكن اريد ان اسأل سؤالا، ما فائدة هذه العقوبات بمختلف اشكالها ان كانت على مستوى الضرب والاهانة او على مستوى السجن لفترة معينة، فهل تجبر الفاطر ان يصوم؟ بالطبع لا ! ، ام انها جزء من الانتصار للصائم ضد الفاطر ؟
بصراحة لا ارى لها اي مغزى او مبرر يمكن ان يفسر هذه الاجراءات، فما فائدة هذه الاجراءات اذا كان الفاطرون يشهرون افطارهم في منازلهم وامام افراد عوائلهم الصائمين؟
لكن اعتقد ان هذا الامر هو جزء من التناقض الذي تعيشه الشخصية العربية الاسلامية، وبالذات (الشخصية العربية)، فهي من جانب تحب ان تتعامل مع تاريخها وموروثها الثقافي والانتماء الديني، بل تعتد بهذا التاريخ والموروث الديني وتفتخر به، وبنفس الوقت تنجرف بسرعة البرق لاي ضوء من بريق الحياة ومغرياتها .
وهذا التناقض لا يتعلق بالشخضية العربية فحسب، انما انعكس حتى على الدول والحكومات العربية، التي لا تخلوا شوارع اي دولة منها من الملاهي والبارات وقاعات الرقص والقمار وبيوت الجنس والدعارة والسمسرة والمساج ووووو الخ (وشاهدت ذلك بام عيني في عدد منها).
وهنا تأتي المعادلة المحيرة التي يصعب حلها، فالدولة التي تبيح كل هذه الممارسات المتقاطعة تماما مع موروثها الثقافي الديني، بمعنى (انها تقوم بتشجيعك على ممارستها الجنس والرذيلة على مدى 11 شهرا في السنة، ثم تأتي بشهر واحد لتضربك وتهينك او تسجنك لمجرد انك دخنت سيكار في الشارع ، فهذا لا يمكن تفسيره).
لذا اعتقد (حسب قناعتي المتواضعة)، ان هذه الممارسات ضد الفاطرين في رمضان، تزيدهم اصرارا على هتك هذا الشهر الفضيل، بل تزيدهم قناعة بانهم لن يصوموا حتى لو قذف الله في قلوبهم الايمان في يوم من الايام، فكيف لشخص يسجن او يهان في الشارع امام الاشهاد يفكر بالصيام ؟
اذن المسألة ايضا فيها مخاطر وتأثيرات نفسية سلبية على بعض المواطنين في اي دولة عربية واسلامية، لذا اقترح ان ترفع هذه الاجراءات تماما وان تدع السلطات الناس يمارسون حريتهم في هذه القضية الدينية، فالصائم يصوم ، والفاطر يفطر