احزاب السلطة كلها وعلى راسها حزب الدعوة ممثلا بامينه العام نوري المالكي ورهطه المنافقين، هي راس البلاء والفساد في عراق اليوم، بديهة لا يكاد يختلف عليها اثنان.
وملف تبخر عشرات مليارات الدولارات على يديه، معروفة للجميع.
فضلا عن اخر صيحات الفساد المتعلقة به، حيث الوصل المعنون بصيانة العجلات الخاصة بموكبه وعلى ذمة الراوي، المؤرخ 26-12-2014 والبالغ : ( 197،000،000 = مليون دينار عراقي ).
# #كل المسؤولين في مفاصل الدولة وبلا استثناء، منذ سقوط جرذ العوجة صدام المجرم والى اليوم هم كلاب مسعورة بهيئة انسان، حقيقة تؤكدها سيرتهم القذرة.والنتيجة، تظاهرات واسعة في ساحة التحرير، كانت ولا زالت قائمة كل جمعة.ليتبعها بعد ذلك، سخط عارم على الاداء المخزي لشياطين السياسة هؤلاء جملة وتفصيلا.
خصوصا بعد ما افرزه الاستجواب الاخير لخالد العبيدي، وذلك من قبل نواب هم اكثر منه فسادا، مما زاد في الطين بلة، حيث كشف المستور.
لكن ومع كل هذا، لم يسجل اي شئ لصالح الشعب.
فاقصى عقوبة قد ينالها الفاسد على فرض تحققها، هي نقله من موقع الف الى موقع باء مع الحفاظ على نفس الامتيازات، بينما الفساد قائم على قدم وساق، ويسارع الزمن.
والسبب في كل مصائبنا هذه، ورجوعنا الى المربع الاول كل مرة.
هو الرغبة الامريكية، وخبثها في الابقاء على هؤلاء الحثالى على راس السلطة في العراق، هؤلاء الذين جاءت بهم من ارصفة وطرقات الغربة وازقتها.تلك الرغبة الامريكية التي تناغمت مؤخرا مع الحلم الايراني في استلام دور شرطي المنطقة، والحليف الاستراتيجي لموقف واشنطن، فيما يتعلق بالملف العراقي هذا.وذلك طبعا، عقب التقارب المحموم بين طهران وواشنطن على هامش مفاوضات الملف النووي الايراني الطويلة الامد.هذا التقارب المشؤوم، انعكس سلبا – وللاسف – على الوضع في العراق، ومن زاويتين :# الزاوية الاولى :غدى العراق ساحة لتصفية حسابات دول الجوار فيما بينها، والتي تكاد تفوح منها رائحة الطائفية النتنة.فسيناريو داعش المجرمة بجنسياتها المختلفة، الذي هو من اخراج مثلث الشر ومصنع الارهاب، والمتمثل بكل من السعودية، تركيا وقطر وبرعاية امريكية.
تقابله جولات الجنرال الايراني قاسم سليماني وتصريحاته على الاراضي العراقية وفي الخطوط الامامية في الحرب مع داعش، وبعلم من واشنطن ايضا.
والضحية بين هذين المجرمين، هو الشعب العراقي المسكين بطبيعة الحال.# الزاوية الثانية :
انطلاقا من تقديم المصالح على المبادئ، ومقولة ( عفى الله عما سلف ).
فلا ايران تشدد على شعارات من قبيل (الموت لامريكا )، و ( الشيطان الاكبر ) كما كان ديدنها سابقا.ولا امريكا متحمسة بعد اليوم لاشهار سيف انتهاك حقوق الانسان بوجه طهران.هذه الصفقة المتبادلة بين طهران وواشنطن، تعني بعبارة اخرى تحويل ملف صناع القرار في العراق، وعلى راسهم الثلاثي الذي يتشكل من حزب الدعوة، المجلس الاعلى الاسلامي والتيار الصدري الى ايران بالوكالة.فالثواب والعقاب اذن لهؤلاء من الان فصاعدا مرهون بيد ايران اولا واخرا.حيث الدعم المادي والمعنوي الايراني اللامحدود لهؤلاء اللصوص الى الحد الذي تذهب فيه جهود العراقيين للقضاء على الارهاب والفساد ادراج الرياح.
وبالمقابل، التزام هذا الثلاثي الكارتوني بالطاعة المطلقة لطهران.
وما زياراتهم الدورية التي يقومون بها الى ايران، سواء المعلنة منها او غيرها، الا الدليل القاطع على تجديدهم للولاء والطاعة المطلقتين لحكومة طهران.
هذه الزيارات، لا تخلو على الاعم الاغلب من جرة اذن ولو بسيطة لهم، وذلك بغية تذكيرهم دوما بحجمهم الطبيعي، وانهم في الواقع لن يصمدوا امام ارادة الشعب العراقي، لولا تلقيهم لهذا الدعم المنقطع النظير.
ختاما، لا بد من التاكيد هنا لكل من يرى احدى دول الجوار خطا احمرا، او تاجا للراس.
بان الشعب العراقي لا يكره احدا، بل على العكس، يجل ويحترم الجميع، ويصبو الى علاقات حسن الجوار، القائمة على الاحترام المتبادل.
لكنه يرفض وبشدة وفي نفس الوقت، تلك السياسة الانتقائية لانظمة هذه الدول ايا كانت ، حينما تتبنى اسلوب دعم لصوص العملية السياسية في العراق هؤلاء، الذين اذاقوا الشعب العراقي الامرين على مدى ثلاثة عشر عاما.
والسؤال الذي ينبغي توجيهه لهذه الانظمة، هو :
اين انتم من الحديث : ((( لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ))) ؟!!…
في دعمكم لهؤلاء اللصوص، من جهة.
وادعائكم الاسلام قلبا وقالبا، من جهة اخرى.
وهل حقا، ترضون ان يولى عليكم لصوص ساقطون كهؤلاء ؟!!…