18 ديسمبر، 2024 7:20 م

حينما تكون الكتابة وسيلة للبحث عن الشهرة

حينما تكون الكتابة وسيلة للبحث عن الشهرة

 بيني وبين الكتابة فراق طويل دام عدة سنوات ، إلا ما ندر في تغطية نشاطات جمعية الجالية العراقية في النمسا كواجب وطني واخلاقي ، ذلك بسبب ساعات العمل الطويلة التي تفوق في احيان ٍ كثيرة العشرة منها يوميا ً ، وفي خضم هذا لم انقطع عن القراءة ومتابعة كل جديد لجمهرة ٍ واسعة من الكتاب والأدباء والفنانين من اصحاب الشأن الثقافي ، اللذين تسرني حقا ً نتاجاتهم المعبرة عن آلام ِ شعبنا العراقي الأبي وامتنا العربية المجيدة . 
فتجدني وبفضل الهاتف الجوال ( الذكي ) اتابع اثناء العمل كل جديد لهم ، والمعاد من القديم ايضا ً ،  وهنا لابد من ان اسجل شكري وامتناني للكثير ممن يبعثون لي بكتاباتهم وابداعاتهم حتى قبل نشرها ، شاكرا ً في ذات الوقت العديد من المواقع الوطنية  التي تبعث لي بروابط النشر لكل ماهو حديث لديهم .
شخصيا ً لا أميز بين ما هو قومي او قطري ولا أميز بين علماني او متدين ولا بين كردي او عربي ، همي الأول والأخير ان اعيش معاناة اهلنا وشعبنا وامتنا من خلال ما يترجمه المبدعون من ابناء الأمة ، شيئا ً فشيئا ً اصبحت محسوبا ً على جمهور القراء والمتلقين ، كوني ومنذ سنوات لم اقدم اي نتاج بقدر ما اصبحت قارئا ً نهما ً ، إسوة ً بالجمهور العراقي الباحث عن بصيص امل ونقطة نور للخلاص من ظلمة الإحتلالين الأمريكي والإيراني  وادواتهما الصفوية من حملة الجنسية العراقية . وبعيدا ً عن الإطناب  ، فالجمهور ايها السادة المثقفون ، وكما معروف  لا يملك القاب الشهرة ، ولا قوائم المؤلفات ، ولا جوائز او اوسمة  . ومهما يكن فقر حاله وتواضع مستواه ، ليس من اللائق ان ينعت بنعوت ٍ لا تليق بمقامه ِ  . 

اليوم سأكتب في فضاء المحبة للعقول الراقية والصدور الرحبة ، التي تتقبل النقد البناء برحابة صدر مفتوح ، وإن تخللته القسوة بعض الشيء ، ولا أدعي الفصاحة  بلساني ، فلست ُ هنا بمعرض ِ التعالي على اهل الكتابة والقوافي ، بقدر ماجال في فكري وضميري لتقويم بعض الإعوجاج الذي لابد من ان يوضع تحت المطرقة ، ، فما سأتناوله من عموميات واقعية تنطبق على كثير مما نقرأه ُ ، ولا شأن لي بمن تحكه ُ قرعته ُ ، او تطن أ ُذنُه .

بدءا ً علينا ان نقر ان هناك منحى جديد في الكتابة اخذ طابعا ً تسقيطيا ً للجماهير العراقية الأبية في عيون الآخرين ، وبشكل ٍ مُنظم كأنه (( أمر ٌ دُبر بليّل )) ، بعدما كان العراقي يُنعت بأجمل النعوت والصفات ( العراقي ابو الغيرة ، ابو الحميّة ابو الشجاعة ابو الكرم والجود ) … الى آخره من الخصال الراقية التي انفرد فيها العراقييون لدرجة التطرف الإيجابي .
فتارة ً يخرج  علينا من يعتقد انه شاعر ليقول (( نحن  شعب  لا يستحي )) ، ولا شك انهُ يعبر عن لسان حاله فكرا  وسلوكا  ، اما شعبنا وجماهيرنا براء من هذا الوصف الفري ، فشعب العراق كريم  حَيّيّ  لا يُنجب أ ناس لا تستحي . 

وقد يكون من المناسب ان اشير هنا الى ان الشاعر النزيه يُعبر عن جوانب الشرف ووصف مظاهر الحياة في سلبها وإيجابها ، معبرا عن معاناته ومعاناة ابناء جلدته ، إلا ان صاحب هذه الأبيات يضع عنوانا مسيئا مستفزا ، فيه الكثير من المبالغة في الهجو والتشبيه لشعب وجمهور ارفع  منه ُ ومن امثاله ِ  ، وكان عليه ان يبتعد عن النزعة الإنتقادية الجمعية ويتأنق في عباراته وتخيُّر الفاظه والإهتمام بصياغاته ، حتى يأتي الكلام مشرقا لطيف الوقع في النفوس حلو النبر في الأذان . 
انصح صاحب هذه الأبيات ان يدرس علم العروض ويتعلم أوزان الشعر العربي  قبل ان يحاول كتابة اي موضوع يظنه شعرا ً ، نظرا ً لما اعتراها من لحن ٍ فاضح ومخالف للأوزان يعرفه ُ الأدباء قبل غيرهم ، كونهم يميزون بين المستقيم والمنكسر والصحيح من السقيم ، والمعتل من السليم .
وفيما يخص الشواهد التأريخيه التي تعكز عليها ، فما هي إلا شواهد حق يُراد بها باطل ، و للوقوف على قصيدته وتفنيد ماجاء فيها من زور وبهتان سطرهُ ليصوغ منها ابيات يعتقدها ستنقله الى عالم الشهرة وفق مبدأ ( خالف تُعرف ) ، فاتهُ ان من بين القراء والمتلقين من هم اوسع منه فهما وإدراكا ومعرفة ، سواء في الجيد من الكلام او دراية في التأريخ القديم والمعاصر  .
أدناه القصيدة كما نشرها صاحبها وتداولها البسطاء دون فحص ٍ وتمحيص:
“نحن شعب لا يستحي
السنا من بايع الحسين ثم خنّاه؟
ألم تكن قلوبنا معه وبسيوفنا ذبحناه؟
ألم نبكي الحسن بعد أن سممناه؟
ألسنا من والى على وفي صلاته طعناه؟
ألسنا من عاهد عمر ثم غدرناه؟
ألم ندعي حبه، وفي الصلاة لعّناه؟
قسمًا نحن شعب لا يستحي
نحن قطاع الطرق وخونة الدار
نهدر دم المسلم ونهجم على الجار
نعتمر عمائم بيضاء وسوداء وما تحتهما عار
والله نحن شعب لا يستحي
نحن جيش القادسية وجيش القدس وجيش ام المعارك وجيش المهدي
ونحن أيضًا أتباع الأعور الدجال
نحن خدم الحسينيات والجوامع والمساجد والكنائس والملاهي والبارات
ونحن أيضًا أتباع الشيطان تحت السروال
نحن شعب لا يستحي
قاتلنا إيران مع صدام
وحاربنا مع إيران ضد صدام
بربكم هل رأيتم كهذا الحجم من الإنفصام
نحن شعب لا يستحي
مبروك…. عراقنا أكبر حديقة حيوان بشرية
حكومتها إيرانية تحكم قطعانًا عراقية

إن إلصاق تهم القتل والخيانة والغدر  بقادة الأمة  وولاة الأمر  كالامام الحسين وأخيه الحسن  وسيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا علي بن ابي طالب وشهيد العصر صدام حسين في المجتمع العراقي بأكمله ِ ، لا يعدو  سوى  ضرب من الهلوسة والتخريف التي تنم  عن  حقدٍ  دفين  لا يقل عن حقد الفرس على العرب ، وبلا  أدنى شك  سوف تضاف  هذه  الى ما كتبه الشعوبيون من قصائد ومقالات ومؤلفات تاريخية فيها من التزوير والتحريف والتدليس والسعي الحثيث إلى الطعن  بالعرب وبتاريخهم  وتراثهم  القديم منه والمعاصر .
يعتقد  هذا  حين  يختار لنفسه اسماً  ويخلع  عليه  اسم  عشيرة  عربية عراقية ،  سوف يؤهله ذلك إلى الطعن والنقد والتجريح بل والحط  من شأن شعب لا يشرفهُ  أن يضعه حتى تحت شسع النعل . 
لا يخفى على كل منصف ان من قتل الإمام الحسين وحز  رأسه الشريف هو  شمر بن  ذي الجوشن فارسي الأصل والفخار ، اعتماداً على  المصادر التأريخية العربية المعتمده  للكثير من الباحثين ، وأهمها ماجاء في كتاب ابن الأثير ( البداية والنهاية ) الجزء الثامن ، ولقد  حاول العجم من قبل ان ينسبوه إلى قبيلة بني كلاب من هوازن ليصبغوه  بصبغةٍ عربيه  فلم يفلحوا .  ومعروف ان الإمام الحسن قد سممته ُ احدى زوجاته وهي جعده بنت الأشعث بن قيس ، لغيرتها الشديدة عليه ، وهي عربية من اهل الحجاز ، كان ابوها امير قبيلة كندة بأجمعها ، جدير بالإشارة لم يجد فحول الباحثون في الأنساب جذرا ً لهذه القبيلة في العراق سواء بطن او فخذ او عميره . ومعروف أيضا  أن قاتل سيدنا عمر هو  أبو لؤلؤة  المجوسي أو كما يسمونه الفرس اليوم ويترحمون عليه  بابا شجاع .
أما سيدنا علي بن ابي طالب ، استشهد مطعونا ً بخنجر عبدالرحمن بن ملجم المرادي نسبة ً لمراد ، يقول المؤرخون المحايدون … لم يكُ معروف الحسب والنسب ولد في ارض مراد اسفل نجران وتكنى بها ثم هاجر الى المدينة ، ويعلم العرب ان اغلب اللذين ينتسبون الى القرى والقصبات والمدن هم من غير صحيحي النسب ، اقول ُ هنا اغلب ولا أ ُعمم ، حتى ان  الفاروق عمر قال محذراً العرب من إضاعة النسب : ــ 
 لا تكونوا كنبط السود اذا سئل أحدهم عن نسبه ؟ قال: من المدينة الفلانية !؛ أحفظوا أنسابكم وعلموا أولادكم لامية العرب .
وعن استشهاد الخالد فينا صدام حسين ، عبثا ً من يحاول الصاق تهمة اعدامه في العراقيين الأصلاء وبكافة انتماءاتهم القومية والإثنية ، لأسبابٍ كثيرة يصعب حصرها في هذه السطور وربما الإستفاضة والإستطراد فيها سترهق ذهن القاريء الكريم ، وبإيجاز ٍ سريع … 
جريمة اغتياله كانت بأوامر صهيونية امريكية صفوية ، نفذها عدد من حملة الجنسية العراقية ومن ذووي التبعية الإيرانية .
حتى ان جميع العراقيين الأصلاء من اللذين ينتمون للعراق نسبا ً وجذرا ً وتراثا ً ، رفضوا الإحتفال بعيد الأضحى المبارك ، ولم يتبادلو التهاني فيه ، تعبيرا ً عن الحزن العميق الذي إعترى نفوسهم ، نظرا ً لشرف ِ منزلته ِ وعظيم ِ قدره ِ لديهم . وعلى أية حال ، ليس ثمة نفاق اكبر من إدعاء (( الشويّعر )) انه حريص في تأثره لأستهداف رموز العرب والمسلمين ابتداءا ً من الصحابة ِ ومرورا ً بآ ل بيت النبوة  وانتهاءا ً بفقيد الأمة  ، متهما ً الجماهير العراقية ومحمّلها تلك الأوزار التأريخية والمعاصرة ، متناسيا ً في ذات الوقت مؤامرات ودسائس الفرس واليهود التي أ ُحيكت ودُبرت في جنح الظلام  منذ ما قبل الحقب التأريخية التي يريد ان ينبشَ  في بطونها  شاعرنا الفطحل .
سأترك بقية التهم والشتائم التي أسردها هذا الشعوبي الصفوي المتخفي وراء إسم كريم لعشيرة عراقية عربية أ ُجزم ُ انها لا تتشرف بمثله ِ ، دون المرور عليها ، كونها لا تعدو سوى عبارات تهكمية ، وسيل َمن الشتائم التي لا يطلقها سوى الماجن الفاجر والتسامي عنها فضيلة ، وكل إناء ٍ بالذي فيه ينضح .
وتارة يظهر لنا كاتب جهبذ ليقول (( ان الذلة والخنوع متوارثة لدى العراقيين )) ، في تجاوز واضح وصريح للإساءة وتحت ستار وهمي من التظاهر بالموضوعية والحياد العلمي في الكتابة ، وكـأن الموضوعية لاتعني في عُرف هؤلاء العابثين إلا معاداة العراقيين والتنكر لأصالتهم وهدم منجزاتهم المادية والفكرية سواء بسواء . يستشهد هذا الدعي بعالم الإجتماع المرحوم ( د . علي الوردي ) ، ومن هنا اتحداه ُ ان يعطيني الدليل على ادعاءه الكاذب ، علما بأني قرأت جميع مؤلفات الدكتور الوردي منذ سنوات شبابي الأولى ، ولم اجد فيها هذا الهراء الذي يشير اليه اخونا في الله . 
يوم امس وبينما كنت في تجمع ٍ صغير مع عدد من ابناء الجالية العراقية في دولة مجاورة للنمسا ، حدث ان تجرأ شخص من الجمهور على الإختلاف مع احد المثقفين ، فثار الأخير ، وبدأ يستعرض سنين عمله كصحفي وعضويته في نقابة الصحفيين العراقيين ، مستطردا ً … من هذا ؟ ، ألا يعرف مع من يتكلم ؟  .! 
وقتها همس لي صديق … أتعرف لماذا الداعين الى مؤتمرات ٍ واجتماعات تطالب بالإشتراك في العملية السياسية ( بحجة الإصلاح ) والموالين لأمريكا وايران على حد ٍ سواء يتحسسون من الرأي المخالف لهم ؟
أجبت لا أعرف ؟
فقال بخفوت … الدولارات يا اخي الدولارات . 
وبالرغم ِ من انزعاجي واستنكاري لمثل ِ هكذا تصرف ماجن ، استطعت ان املك نفسي وأترفع عنه ُ ، كي تبقى صلة التفاهم قائمة ، فخيرا ً ان نضع ذلك  ضمن إطار الإختلاف في الرأي ، لا سيما وان الميل َ الى  الإتهامات يُفسد الود ، بيدَ ان السكوت عن هؤلاء يجعلهم  يتمادون اكثر في التنظير الباطل والترويج الرخيص للعملية البائسة الحقيرة ، الأمر الذي دفعني لمحاورته  نصرة للجمهور الذي انتمي اليه ، فخاطبته قائلا : ـــ 
ألا تجد ما تطرحه ُ اليوم يناقض كتاباتك ومقالاتك التي ملأت فيها المواقع الألكترونية ؟
ثم ألا تعتقد ان الإشتراك  بما تسميه (( العملية السياسية اليوم ))  هو خيانة ٌ لدماء الشهداء واهلهم  وذوويهم ، اللذين قدموها قربانا ً من اجل تحرير العراق وشعبه والذب ِ عن ترابه المقدس ؟ . 
يُجيب ُ صاحبنا المثقف والصحافي والكاتب والأديب والمحلل والخبير… الى آخره من الألقاب والصفات التي يُضفيها على نفسه .ِ ج 1 … اين التناقض ؟ مقالاتي وكتاباتي جميعها تصب في خدمة العراق وشعبه ، فأنا دائما ً انتقد الممارسات والسياسات الخاطئة وأضع الحلول المناسبة لخروج العراق من محنته . ج 2 … أما عن دماء الشهداء ، فأرجو ان لا يُزايد علينا احد ، فأنا ايضا ً قدمت من الشهداء والدماء الكثير … انتهت اجوبته المقتضبه . 
يبدو لنا مما تقدم ان الموما اليه وغيره من المهووسين في الكتابة سيما الذين يطرحون افكارا ً وآراء  هم اصلا ً لا يؤمنون بها وانما ينشرونها من اجل البحث عن الشهرة ، يتضح إنفصام الشخصية لديهم واضطراب السلوك السوي عندهم .
ايها السادة المثقفون ….
ان المصائب التي واجهتنا ما انفردت بواحد ٍ دون سواه ، وان سهام البطش الحاقدة حين رُميت ما فرقت بين حاملي السيوف او رافعي الرايات البيضاء ، وان الدماء التي تقطر من السيوف الصفويه ليس فيها قطرة د م امريكي او صهيوني ، بل هي دمائنا التي هُدرت والتي لاتزال في عروقنا حاملة جينات العزة والكرامة والشجاعة والإباء .
ومن سخرية القدر ان بعض العاطلين عن العمل من اللذين يعيشون فراغا ً فكريا ً واجتماعيا ً ، يظنون انهم عظماء واصبحوا بما يكتبون ، بغض النظر عن تقييم تلك الكتابات من الناحية الأدبية والثقافية التي لم أقف عليها كونها ليست موضوع البحث هنا ، اقول انهم يعتقدون من خلال شخابيطهم وانشاءاتهم التي لا ترتقي بمستوى المقالة الصالحة للنشر ، متوهمون أن ذلك يعطيهم من الجاه والشهرة ما يجعلهم اوصياء على الناس وولاة امرهم ، حتى ان احدهم بدأ يعتقد انه اصبح واحد من اهل الحل والعقد ، وفي واقع الأمر لم أجد أصدق من ما قاله فيهم الشاعر محمد بن القاسم بن خلاد  إذ قالَ : ــ  
تعس الزمان ُ لقد أتى بعجاب ومحا رسوم الظرف والآدابوأتى بكتّاب لو انبسطت يـدي فيهـم رددتـهـم ُ إلــى الكـتّـاب
اخيرا ً وليس آخرا ً وبعد تكرار المآسي ، ونعي البوم في الدار استيقظ البعض ، عقب ثلاثة عشر عاما ً من هول الإحتلال وحكوماته المتعاقبة ، ليتساءل وعلى الجميع ان يجيبوا لماذا لا نشترك في العملية السياسية ونسعى لأنقاذ العراق وشعبه ، وكأنما يحكم العراق اليوم حكما ً وطنيا ً حُر الإرادة والقرار ، متناسيا ً ان طرحه هذا يُذكرنا بمن سبقوه ممن اغرتهم السلطة وامتيازاتها فأصبحوا امريكيون اكثر من الأمريكين وصفويون اكثر من الفرس انفسهم .
وهنا لي وقفة على جوابه الثاني ، لنعرف ، من ؟ يُزايد على من ؟! .
سأحيله ُ الى ما صرح  به في احدى المحاضرات التي دُعيتُ اليها خلال العام 2010 وكان المحاضر المرحوم الشيخ حارث الضاري ، وقتها كانت لي مداخلة عفوية واضحة لا تقبل الشك والمؤاربة انتقدتُ فيها هيئة علماء المسلمين التي مازلتُ أكن ُ لرئيسها السابق والحالي وجميع اعضائها الإحترام والتقدير ، وطالبتها بزيادة عديد ِ فعالياتها على أرض الوطن وان لا تقتصر على الجانب الإعلامي فقط  .
المصيبة ان صاحبنا في حينها أخذ يزايد علينا ويُحدث الآخرين بأن ما طرحته ُ يدعو للريبة !! ، في الوقت الذي أعرب فيه صاحب العلاقة عن إرتياحه ِ لمداخلتي التي لم تستفزه أبدا ً كعهدنا بعزيز القدر حارث الضاري ( رحمه الله ) ، عندها طلب مني عدد من الحضور ان أتجاهله ُ .
لعمري انه زمانُ العُهر ، فاليوم لا عتب ولا تثريب ، ومن حقي ان أتكتر جانبا ً حين أرى الرويبضة يتصدر المشهد ، ويأتي ليحاضر لنا ويروّج لمنظمة سفراء من اجل السلام (( ما شاء الله )) .
حقيقة لا اعلم عن اي سلام يتحدث هؤلاء ، في ظل ِ بحور الدم  والدمار التي يسبح فيها اهلنا .
من المسلم به ان العالم لا يحترم الضعفاء ، ومن لا يملك القوة على الأرض سيحظى بسلام ٍ مُهين ٍ ومُذل .
من جديد ايها السادة مؤتمراتكم واجتماعاتكم لا تعنينا ، كونها لا تمثل طموحاتنا في الحرية  التي سقينا اشجارها بالدم ِ والدموع ، اما الملايين التي في حوزتكم فغطوا بها أسمالكم واتركونا وشعبنا نفترش الأرض ونلتحف السماء ، بعزة ٍ ورفعة ٍ وشموخ  كشموخ العراق العظيم .ولله في خلقه ِ شؤون .

 اكاديمي مقيم في النمسا . *