23 ديسمبر، 2024 4:52 م

حينما تعانق موسى الكاظم وأبو حنيفة في فكة طيور حمر

حينما تعانق موسى الكاظم وأبو حنيفة في فكة طيور حمر

المطيرجية من الشرائح المظلومة في المجتمع العراقي ومنذ عصور بعيدة والمطيرجي لا تُقبل شهادته في المحكمة ، وأتصور أن السبب في ذلك انه دائم النظر إلى السماء ولا يشاهد الذي يجري على الأرض فهو يطير مع طيوره ويحلق مع رفرفة أجنحتها وحياته تتمحور حول ( الزاجل والأحمر البغدادي والمسكي والفضي والرمادي والزنكي والاورفلي و ……..( هل وجدتم في قواميس اللغة مثل جمال هذه الأسماء ) ) .

من الطقوس الرائعة التي يمارسها مطيرجيو العراق طقس عابر للطوائف يتوحد فيه المطيرجية ليمارسوه بكل شفافية ( مو الشفافية مال الجعفري ) وإنما شفافية طقس ( فكة الطيور الحمر ) وبصفتي أحاول أن أتلمس دربي في ظلام يكتنف حياة الناس في العراق وأتردد على تجمعات المطيرجية لعلي أجد ما يُفرح الروح ويعزيها في زمن اضطرب فيه كل شيء .

في طريق عودتي إلى الكاظمية مرورا بالاعظمية شاهدت تجمعا غريبا تختلط فيه السيارات والناس فسألت بفضول عن الذي يحدث فأجابني احدهم إنها ( فكة طيور حمر (بغدادي ) ) بين أهل الاعظمية والكاظمية فتوقفت لأتابع الذي يحدث فشاهدت كرنفالاً غاية في الروعة يستقبل فيه مطيرجية الاعظمية مطيرجية الكاظمية وتتعالى فيه صرخات ( رحم الله والديكم ) بين الجميع وكان الجميع حريصا أن يتم تصويره بكاميرا الهاتف المحمول مع طيوره الحمر التي كانت محبوسة في أقفاص أعدت لهذا الكرنفال تنتظر أن تُفتح لها الأبواب لتحلق إلى عنان السماء ، انتبهت إلى إن الشخصيات المحورية للحدث ( الفكة ) والمنظمة للكرنفال هما شخص يلقب بالسيد من الكاظمية وآخر من الاعظمية يسمى عمر ، السيد وعمر حرصا على أن يتصورا سيلفي بأكثر من صورة ، اعترض عمر قبل الفكة على أن طيور الكاظمية اكبر سنا من طيور الاعظمية ( المخاليف ) وان هذا مخالف لقوانين الفكة حيث إن الطيور يجب أن تكون بأعمار متساوية فاعتذر السيد متعللا انه قد نسى أن يخبر المطيرجية المشاركون بالفكة بذلك متعللا بان طيور الكاظمية الحمر وطيور الاعظمية هي من أصل واحد لمطيرجي اسمه سيد محمد من أهالي الكاظمية قديما وانه لا فرق بين الاثنين ، فوافق الجميع على أن يبدأ كرنفال الفكة ، وبدأ إطلاق الطيور من أقفاصها فطارت 3000 طير نصفها لكل منطقة واختلطت مع بعضها البعض في منظر قل نظيره ، صرخات وحماس المطيرجية كانت من الجمال بحيث وجدت نفسي أشاركهم صياحهم وصفيرهم الذي عم الآفاق ،كل الطيور تدور مع بعضها البعض في دوائر هندسية تتشكل وتتلاشى خلال لحظات ، المنظر كان غاية في الروعة ، دارت الحمر حول مرقد أبو حنيفة عدة دورات وكأنها ترقص رقصة صوفية يتفجر الجمال من جنباتها ، ثم توجهت طيور الكاظمية إلى منطقتها وهي تحمل عبق سماء الاعظمية فوصلت فوق ضريح موسى الكاظم ورقصت حوله بصوفية دراويش مجذوبين فقبلت وجه موسى الكاظم ولسان حالها يقول هذه القبلات من أبو حنيفة في الاعظمية .

الحمر حملت رسالة من أبو حنيفة لموسى الكاظم يسأله متى نلتقي يابن محمد ؟ متى نخرج من سجوننا ؟

أجاب موسى الكاظم : الملتقى على الجسر الذي بيننا ( جسر الأئمة ) ببغداد لنقيم مأتما لولدنا عثمان العبيدي .

تعانق موسى الكاظم مع أبو حنيفة في فكة طيور حمر عبرت كل الطائفية الخبيثة التي زرعها الأشرار ويحصد نتائجها ولد الخايبة من أبناء المجتمع العراقي المظلوم .

وافر الاحترام لكل المطيرجية في عراق تحكمه طيور الوقواق الخبيثة .
[email protected]