17 نوفمبر، 2024 9:53 م
Search
Close this search box.

حينما تختزل القضية برجل !

حينما تختزل القضية برجل !

أحاول الكلام … مثل طفل لم يعرف ناراً اكبر من عود ثقاب ، وعليه الان ان يصف غابة كاملة تحترق ! ، كنت اخشى فقد حلم ، فكيف الان ونحن نفقد ملهم احلامنا ، من عاش ايام فقدك واعياً ، سيصف ظلام أيامنا بعدما غابت شمسك عن سمائنا ، لم يبقى سوى صدى صوت كلماتك ( اقبل أيادي المراجع ، مراجعنا متحدون ونحن في خدمة مراجعنا ) يرن في أسماعنا ، من أين نبدأ وأين ننتهي وعطائك مستمر حتى بعد رحيلك
محمد باقر محسن مهدي صالح ، درس وترعرع في ظل مرجعية والده زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم ، درس في النجف الاشرف ليحصل على الاجتهاد بعمر ٢١ عاماً ، ليكون علامة فارقة بين اقرانه ، كان من أوائل المؤسسين للحركة الاسلامية في العراق ، ومن الأعمدة الاساسية التي اعتمدت عليها حركة الشهيد محمد باقر الصدر ، تصدى للمقاومة بعد استشهاد الاخير ، رافعاً شعار الحرية من الاستبداد الذي مارسه البعث ضد العراقيين عموماً ، وضد الشيعة خصوصاً ، فقد كان هو صاحب القضية ، حيث اضحى التمسك به تمسكاً بالقضية المقدسة التي ضحى لاجلها ، ليكون استثناءاً لعالم الأشخاص ، شهيد المحراب ليس جسداً او مرجعاً او قائداً فقط ، وانما منهجاً ومبدءاً وقضية ، قضية المظلومية التي يتعرض لها شيعة العراق ، التي حمل لواء نشرها بكل الطرق والوسائل ، حيث الف العديد العديد من الكتب والقى المحاضرات التي تسلط الضوء على هذه المظلومية ، وليجسد ذلك عملياً ممثلاً عن المقاومة العراقية في المؤتمرات الدولية ، ليساهم في التضييق الدولي على نظام البعث وهدامه
كان ولا يزال رمزاً للمقاومة الحقيقية ، اذ كان علامة فارقة في شكل ومضمون المقاومة التي انتهجت طريقين ، أولهما المقاومة المسلحة التي قادها لعقود ، ليكبد البعث خسائر وهزائم لم يكن يتوقعها اكثر المؤمنين والمتفائلين ، حتى وصل الامر الى ان يوسط البعث جزءاً من قادة الحملة الإيمانية ان يقنعوه بالعودة بشروطه التي يكتبها هو ، ليكون النظام ملزماً بتنفيذها ، ولكن القضية لم تكن قضية فرد ليتنازل عنها ، وانما قضية امة تغتصب حقوقها كل صباح ، ويقتل أبناءها صباحاً ومساءاً ، فكان هو رمزاً لمظلوميتهم ومدافعاً حقيقياً عنها ، والرموز خلقت لتبقى وتخلد ، اما ثانيهما فهي المقاومة الفكرية ، التي تعتبر اهم انواع المقاومة ، التي شملت الإرشاد والقاء المحاضرات وتأليف الكتب ونشرها على اكبر مساحة ممكنة ، لان الظلم الاجتماعي والثقافي الذي تعرض له شيعة العراق كان يحتاج الى تسليط الضوء عليه ، ونشره الوعي بحقانية قضيتهم وضرورة التمسك بها ، حتى وصل عدد مؤلفاته الى ( ٥٠ ) مؤلف في جميع أوجه التأليف ، ليجمع ما لا يمكن جمعه في شخص واحد ، العلم والجهاد فكان عالماً مجاهداً أينما ذهب واينما حل ، ليكون الصوت الصادح والمعبر الحقيقي لما عاشه العراقيون ، فكان بارقة امل بان الحرية امر محتم حينما نادى صدام زائل لا محالة

أحدث المقالات