23 ديسمبر، 2024 9:54 ص

حينما تتحدث عن معاناة العراقيين … ضع اناقتك جانبا‎

حينما تتحدث عن معاناة العراقيين … ضع اناقتك جانبا‎

باستثناء لصوص الخضراء في الرئاسات الثلاث قاطبة، مع حواشيهم وماسحي احذيتهم البراقة. 
اولئك الذين نزعوا عن انفسهم ثوب الشرف والغيرة والضمير، منذ سقوط الصنم ٢٠٠٣ والى اليوم.
وذلك حينما ارسلوا العراقيين الى حاويات القمامة، بينما يتمتعون هم في لقاءاتهم اللعينة بكل ما لذ وطاب، وسط باقات الزهور وقناني الماء المعلب الباردة.
اولئك الذين تركوا العراقيين حفاة عراة وسط مفخخات الارهاب وعبواته الناسفة، ليختبؤوا هم في سياراتهم المصفحة بملابسهم الانيقة، وابتساماتهم العريضة السخيفة.
فهؤلاء، ليسوا في عداد البشر، كي يوجه اليهم الكلام. 
انهم وحوش ضارية، لا يعنيهم العراق والعراقيون لا من قريب ولا من بعيد.
انما المقصود بالدرجة الاولى، اولئك الذين يتناولون الشان العراقي من زاوية الاعلام، رجالا ونساءا.
سواء بالتغطية المباشرة من موقع الحدث، او حتى من خلال عدسات كاميرات الاستوديو.
فالمسؤولية الاخلاقية وربما حتى المهنية، قد تقتضي السعي لايصال رسالة الى صاحب الشان، الساكن في فوهة الحدث. 
مفادها، ان هنالك من يحس بمعاناته، ويشاركه بعضا من همومه.
وذلك بالسعي لتقليص، او حتى الغاء بعض الكماليات – ان صح التعبير – التي تحيط باجواء تغطية او نقل الخبر او الحدث المعني.
سواء المتعلقة بالاستوديو، كالديكور والاثاث و … 
او حتى تلك المتعلقة بالمظهر الخارجي لمقدم الخبر او البرنامج، كموديلات الملابس و … فضلا عن لمعان شعر الراس وتصفيفه و …
ولعل مثل هذا الامر، يضفي بعضا من المصداقية على مخارج الحروف، وانفعالات الاعلامي وقسمات وجهه من حيث يدري او لا يدري، والتي قد تصاحبه لحظة تناوله للخبر.
خصوصا، وان حديث الساعة في الشارع العراقي، قد نسي لون الفرح منذ امد بعيد او يكاد.
فهو باختصار، دم ودموع لا غير.
انه، خبر عن عرس شهيد بكفن، لا عرس زواج ورقص وطرب.
والحال الذي يبدو عليه جل ان لم يكن كل مقدمي قنواتنا الفضائية، كفيل بدعم الملاحظة اعلاه.