13 أبريل، 2024 9:51 ص
Search
Close this search box.

حينما اكلت حماراً بحاله

Facebook
Twitter
LinkedIn

 ان لكل انسان حق في اختيار المأكل الذي يناسب معدته وذوقه الخاص في اختيار ما تشتهيه نفسه .
    وانا دائماً ما احب الكباب ، ولا يفوتني اسبوع الا وانا قد اكلت فيه خمس وجبات او اكثر ، واذا كان جيبي عالي ودولاري مرتفع فحدث ولا حرج .
   ودائماً ما تشتهي نفسي اكل الكص (الشاورما) ، وبعد انتهاء عملي في الجريدة اذهب مباشرة الى منطقة البتاويين حيث هنالك اكثر من مطعم اتردد اليه في تلك المنطقة ، فتارة اتناول الشاورما واخرى اتناول الكباب ، وقليلاً ما اتناول الكبة ، اذا كان دولاري نازل ، وجيبي يغني فيه داخل حسن .
    وكنت اشعر بان طعم الكباب والشاورما لهما نكهة خاصة وطعم لذيذ وشهي ، لكن في الآونة الاخيرة تغير اللحم وتغيرت كذلك نكهته وطعمه ، ودائماً ما كنت اوعز الامر الى قضايا اخرى لا تمت باي صلة الى واقع الحال ، فكنت اقول مثلاً بان اللحم هندي ، لان الهنود لا يأكلون لحم البقر بل ان البقر معبودهم ، او بالأحرى معبود طائفة كبيرة منهم .
     وعلى كل حال ، انه لم يخطر على بالي ، في يوم من الايام ان اللحم الذي كنت اتناوله من خلال الكباب والشاورما كان لحم مطايا (حمير) ، لأنني لم اتناول لحوم الحمير من ذي قبل كي اميزه عن لحم البقر او الاغنام ، لكن هذا هو واقع الحال ، فقد عثرت الاجهزة الخاصة على عصابات من ذوي النفوس الضعيفة كانت تقوم بذبح الحمير وتوزيعها على بعض المطاعم في بغداد ، ومنها بعض المطاعم المتواجدة في منطقة البتاويين ، وعلى اعتبار انني زبون دائماً لارتياد هذه المطاعم ، ولمدة طويلة جداً تعود لأكثر من عشر سنوات ، وهذا يعني بانني قد اكلت حماراً بالتمام والكمال ، واذا كان هذا كذلك ، فهذا يعني بانني تزوملت اي صرت زمال (حمار) ، وهذا ما تحقق لي ، وهو ماكنت احلم به واتمناه منذ زمن طويل ، اذ هو المؤهل الوحيد الذي يجعلني سياسياً وادخل عالم السياسة من اوسع ابوابها وارشح نفسي حتى اكون عضواً بالبرلمان العراقي ، هذا بالإضافة الى حملي الشهادة المتوسطة ، ليس الا ، وان افضل واحد في البرلمان هو من يحمل الشهادة المتوسطة ، وبعضهم لا يحمل حتى هذه الشهادة ، وحينما سألو احدهم  عن شهادته سخر منهم وقال : كيف تسالونني عن شهادتي وانا لدي شهادة الدكتوراه في حب فاطمة الزهراء !! (ومن هل مال حمل جمال) .
ولهذا السبب ارتفعت تسعيرة الحمير وراح تجار الحمير يستوردون الحمير من بعض دول الجوار لان حاجة البلد اصبحت ملحة بالطلب على الحمير ، لا سيما وان لحوم الاغنام ارتفع سعرها للستار ، وعلى عناد حزب الحمير العراقي .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب