17 نوفمبر، 2024 9:57 م
Search
Close this search box.

حيره يا : توفلر !

تقول الويكيبيديا إن آلفين توفلر : ( قد ) ولد في 3 أكتوبر 1928، ( وأنه ) كاتب ومفكر أمريكي، وعالم في مجال دراسات المستقبل ( Futurology )، ( وقد ) تم ترجمة كتبه إلى عدة لغات عالمية. وقام  بتدريس رؤساء دول مثل : ميخائيل غورباتشوف رئيس الإتحاد السوفيتي الأخير، والرئيس الهندي أبو بكر زين العابدين عبد الكلام، ورئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد.

السيد توفلر يقول في كتابه ( الموجة الثالثة ) أن  الفرد لكي يحيا حياة متكاملة، يحتاج لاشباع ثلاثة ميولات طبيعية لديه، و هي :
الانتماء لجماعه تستحق الاحترام ، و وضوح المعايير والمقاييس التي تحدد الصحيح من غير الصحيح، وتحديد معنى لهذه الحياة وهدفها ومآلها !

كلام جميل هذا الذي يقوله السيد توفلر، وأظنه كلام حكيم أيضا. لكن يبدو أنني – وفق منطق توفلر – لا أحيا حياة متكاملة !
 فأنا أنتمي لجماعة لا أظنها تستحق الاحترام مطلقا، فهي جماعة غير منظمة، يطغى عليها الجهل، والاعتقاد بالغيبيات غير الموثوق منها جيدا، وتعاني من مرض : النفخه الكاذبه، والاحساس الوهمي بالتفوق، ولفرط جهلها بما يجري حولها في العالم، تستكين لنظرية المؤامرة للتخلص من عبء التحليل العلمي .

ثم أنه ليس هناك معايير ومقاييس تحدد الصحيح من غير الصحيح في حياتي، فأنا لا أعرف – على سبيل المثال – هل أعطي ولائي للحاكم السياسي أم للحاكم الشرعي؟ هل أتبع والتزم بقوانين الدولة ودستورها، أم بما يقوله رجل الدين، وكتبه الشرعية والفقهية ؟ وهل اتبع الشرع في حل مشاكلي في المجتمع، أم ألجأ الى العشيرة أم الى مركز الشرطة ؟

طبعا بالنسبة للحياة، فلا أعرف : هل أتمتع بها، وأبني، وأسافر، وأخطط للمستقبل، و ( أسوي عمليه لخشمي ) أما أتركها ( على الساطور ) وأتوجه فقط لاعداد نفسي ليوم الحساب ؟ هل أخاف من الله أم أحبه ؟ هل سيعاقبني الله على كل ما اقترفته من ذنوب ؟ أم أن رحمته أكبر وأعظم  من عقلي الصغير ؟ والاهم من كل ذلك هل موقفي من عمر وعلي هو الذي سيحسم ( مآلي ) في الآخره ، أم أن هذه المسألة ( مسيسه ) أيضا وقد تعيدني الى المربع الأول !
في أمان الله

أحدث المقالات