11 أبريل، 2024 5:04 ص
Search
Close this search box.

حيرتي .. بعد ان بلغت ثروتي المالية ألف دولار !

Facebook
Twitter
LinkedIn

من دون إدعاء عنتريات بطولات الزهد .. منذ ان فتحت عيني على الدنيا وأنا لا أفكر بالمال وغير مهتم به ولا أسعى الى جمعه ، وهذا الأمر يبدو انه طبيعة خاصة لبعض الأشخاص حسب قوانين الفروق الفردية بين البشر ، وليس لي فضل فيه ، أي ليس للإرادة والوعي دور هنا بل هي طبيعة خاصة ، ويبدو ان سنين الفقر القاسية التي رافقتني لم تغير طبيعتي هذه ، بل أصبحت أكره المال لدرجة حينما أستلم مرتبي من البنك لاأعده ، وعند خروجي من البيت لاأعرف كم يوجد بالضبط من الدولارات في جيبي ، وطوبى للمتحررين من إستعباد الحياة الذين ينتظرون ساعة إنقضاء العمر ومجيء الموت بأقل الخسائر والهموم والتعب الجسدي والنفسي .. إذ ليس من الحكمة ان تستنزف طاقتك بالعمل والصراعات والأطماع والمشاكل وأنت تعرف ان الموت قادم سيقضي على كل شيء سواء كنت متدينا أم ملحدا !

في أميركا حيث أعيش على مساعدة الضمان الإجتماعي لعدم قدرتي على العمل نظرا لمجموعة من الأمرض أصابتني مثل : عمليات سحب الماء الأزرق وزرع العدسات داخل العين ، مشاكل العمود الفقري ، السكر والكولسترول ، القلب ، والإكتئاب .. علما مارست العمل وأنا بعمر 9 أعوام بعد ان أجبرني الوالد وسرق طفولتي مني ، وكانت صباحاتي تبدأ بصراخه لإيقاظي من النوم والذهاب معه الى الدكان !

بعد ان تم تلقيحنا من فيروس كارونا ، منحت الحكومة الأميركية عموم الشعب مساعدات مالية – بإستثناء الأثرياء- لأن السياسي الاميركي مؤمن ان ما تملكه بلاده من ثروات هي ملك للشعب ويجب ان يستفيد منه كل الناس بطرق مختلفة ، والساسة الاميركان يتسابقون ويتنافسون على تقديم الخدمات والمال وتطوير البلد ، وكانت حصتي من المساعدة الحكومية مبلغ مالي أرسلت منه حوالي 700 دولار الى اشقائي في العراق ، وبقيّ معي ألف دولار وهو مبلغ لأول مرة في حياتي بعد الستين من العمر أمتلك فائضا ماليا بهذا الحجم مع وجود ديون عليّ للبنك والأصدقاء بحدود خمسة آلاف دولار ، وهنا بدأت حيرتي في كيفية إنفاق المال ، فتسديد الديون انا مستمر به على شكل دفعات شهرية ، لكن معي ألف دولار لابد من الإنتفاع بها وهذه فرصة ربما لن تتكرر في حياتي ، وبرزت أمامي عدة خيارات للصرف منها :

– خيار تعلم سياقة السيارة وإنفاق مبلغ حوالي أكثر من 500 دولار على التعليم .

لكن واجهتني مشكلة في هذا الخيار وهي .. ماذا بعد التعلم ؟.. فأنا لا أستطيع شراء سيارة ، وكذلك غير قادر على دفع كلفة التأمين الإلزامي عليها ، وأجور إصلاح عطلها ، والمشكلة الأخرى الولاية التي أعيش فيها باردة ثلجية والشناء يستمر حوالي ثمانية أشهر مما يعني اني لن أستخدمها كثيرا وسأظل قابعا في البيت حيث يصيبني الشلل والإكتئاب في البرد ومضطر للعيش في هذه الولاية نظرا لرخص أسعارها وتوفر خدماتها ، وإرتباطي بمجموعة أطباء أثق بهم للعلاج لديهم ، ثم ان السيارة ستشكل خطرا على حياتي ، أنا رأسي مطلوب لإيران وعملائها حيث تنتشر الخلايا الإيرانية في ولاية ميشيغان نظرا لكثافة تواجد الشيعة فيها ، وقدوم بعضهم من كندا المجاورة ، وماقمت به في محاربة التدخل الإيراني موضع فخر لي فأنا أكاد أكون أكثر كاتب عراقي شيعي كتبت ضد إيران منذ حوالي 20 عاما ولغاية الآن مئات المقالات ، وأيضا ربما أصبح رأسي مطلوبا من بعض الفلسطينيين بعد ان أعلنت عن إعجابي بإسرائيل .. لذا فإن قيادة السيارة ستكون بمثابة علامة دالة على تحركاتي بسهولة إن كانت توجد نية لإغتيالي .

وفي النهاية يبدو اني سأنفق الألف الدولار على سفرة الى نيويورك التي أهيم بها عشقا

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب