23 ديسمبر، 2024 11:05 ص

حيرة  .. المگــــــــــاريد !؟

حيرة  .. المگــــــــــاريد !؟

قال ناصح ومضى :  إستدّل على  مالم يكن بما قد كان , فان الامور اشباه  (( الحكيم علي )) .

ونحـــــــــن  نعيش الايام الاخيرة – الحاسمة  ..  لاختيار  من يُفترّض  أنهم يُمّثلونا في مجلس النواب القادم .. شَدَّني كثيرا  النص الذي يقول فيه قائله  :  ” الاختيار أرفَّع تَجَّلّيات  الوجود الانساني ..إنه معنى الانسان وفلسفة وجوده  , وهو في نفس الوقت أشَّق مسؤلياته  .. د. علي شريعتي  ”  ويرى المُراقب للمشهد الانتخابي  مظاهر  أوَّج حالات اللُوّاگة  والتملّق من قبل جوقة المتَّزّلفين  والمنتفعين والمُقربين من عَــرّاب  القائمة تلك او رئيس  هذا الكيان .. والخطاب بمجمله , تضليلي مُخادع بإمتياز , ومبنّي على إستغفال المگاريد , او المُعدمين  .. خطابهم عاطفي يقارب القلوب دون العقول .. وهو خطاب  الطُعُم لاسقاط الفريسة في الشباك , ويتركز في غالبه على إثارة العواطف .. باسلوب ردح الرادحين  من الشعراء الشعبيين ومايُسمّون بمهاويل العشيرة  .. وعلى طريقة النفخ في الرمز ( العّرّاب )  وتوريم ذاته  , بالصاق  مختلف الفضائل والمناقب بشخصه  و باسرته .. وفي مُقابـل هذا المشهد  – حيث عامة الناس المُغيّبون  – ذوي الشأن بهذا الخطاب  الذين  يعيشون العَدَمّية باشَّد حالاتها .. التي تعني فيما تعني إستواء قيمة  الاشياء  عند هؤلاء الناس  . .. القبيح منها والحسن  .. حينئذ لا تختلف  الضحكة عن جهشة البكاء , ولا الوقوف فوق الارض  , عن الدفن تحت ترابها  .. فالمزاج السائد في عموم العراق , وفي الوسط والجنوب  بالخصوص  , مزاج عدمي بامتياز , بعد ان مُنيَّ المجتمع  بالانتكاسات المتوالية  – من استلاب للحقوق  والعيش الكريم في عراقهم الثري على مايسمعون .. فالارهاب بوحشيته وبطشه  , وسوء الخدمات  او انعدامها .. بسبب الاهمال  , وتفَّشّي  الفساد بايدي مافياته – نتاج نظام المحاصصة البغيض –  الذي فرض على راس وزارات الدولة اشخاصا لايحسن البعض منهم تنظيف انفه .

بهذا المزاج المجتمعي السلبي  – الذي يُشَجّع على إستنزال  اللعنات على رؤس ذوي الشأن .. من على شاكلة  (( لقد تعبنا منكم  ومللنا من تصرفاتكم  , وياسنا من خيركم )) .. وباتت العبارات الانفة الذكر , ملاذا سيكولوجيا اخيرا للتنفيس عن الغضب الاجتماعي والضغوط  النفسية  الشديدة التي يعيشها الناس  ..  وَيُجيّر خصوم المالكي  – من الاقربين من ائتلافه  والابعدين  – هذه  الاجواء  والنقمات ضد شخصه , وليس لوظيفته  .. في حملة تسقيط  واسعة  – من بدء ولايته الثانية والى اليوم   –    ونحاول  ان نطرح إسئلة  تقليدية وبسيطة جدا  – لغرض القاء مزيدا من الضوء على واقع الحال  .. والاسئلة  موجهة الى جماهير(( المُكوّن الاكبر )) في العراق  .. واقول من  , من الوجوه  – من الذين تعرفون – أكثر نزاهة  وعفة وتواضعا , وحُرقة على تقديم  الخدمات لابناء العراق  من السيد المالكي  – ابن القرية  .. العربي  .. الذي يفتقد  إرث ونرجسية الاسر المعروفة  ..  ومن الذي وقف  بوجه الطامعين  بنفط العراق  من الشوفينيين  الكورد من الذين لايطيقون ذكر اسم كلمة العراق العربي   ..  ومن تَصّدى للارهاب بعزيمة الرجال الشجعان , ولولاه لكانت ” داعش ”  هي التي تمنحنا جواز المرور الى بغداد  .. بعد ان تستوطن الكرخ وجرف الصخر واللطيفية وكل حزام بغداد ..  , اسوة  باذن الدخول الى اربيل .. أرجوا  ان لا يُفهم الامر على غير ما اريد .. اقول : ان الصاق كل المسؤولية بتدني الاداء الحكومي بشخص السيد المالكي ليس صحيحا لانه لايستطيع ان يعزل وزيرا من حكومته بحكم المحاصصة ..  نحتاج الى أن نتاّمّل كثيرا فيما يدور من حولنا , ومايراد بنا من قبل الاعداء – وما اكثرهم –  لكي لا يعود صدام الامس بوجه جديد .. فالبعث – المعروف بانتهازيته  وشغفه بالسلطة – لم ييأس بعد ..  وعُربان الخليج  لاتطيق الوجوه  التي تحكم العراق مابعده  .. وما يحدث من عمليات ارهابية وبهذه النوعية والسعة  ..  يقف خلفه  أجندات  ودعم دولي وعربي – كبير –  لان الصراع في العراق صراع مصالح  وإيرادات  خارجية .. كما تتصارع النصرة وداعش في سوريا ..  وهو ليس مجرد مطالب متظاهرين تهاونت الحكومة في تنفيذها  .. فبعد تدمير سوريا وتحييد مصر .. جاء الدور على العراق – المُقلق كثيرا لاسرائيل  , ولدول الخليج , بامكاناته  المادية والبشرية  وبتجربته الديمقراطية  .. ان ترُك بحاله !؟  فمع كثرة المحن والمخاطر ..  تكون الحاجة  للرجال – الرجال  !  والتركيز على قائمة السيد المالكي يعطي الضمان لتشكيل حكومة الاغلبية السياسية  .. وتذكروا قول سيد البيان والحكمة علي ع : ” لايقاس الحق بالرجال , اعرف الحق تعرف اهله , واعرف الباطل تعرف من اتاه ! .. فليكن خيارنا الحق ! هذه وجهة نظر قد تكون خاطئة من وجهة نظر الكثيرين  او بالعكس !

لك الله ياعراق الخير .. متى يحرص ابناؤك عليك ؟

ضمير مستتر : لاتكونن مما لاتنفعه  العظة , الاّ اذا بالغت في ايلامه  , فان العاقل يتعّظ بالادب , والبهائم لا تتعظ الاّ بالضرب  ( الحكيم العظيم علي ) .