8 أبريل، 2024 10:54 م
Search
Close this search box.

حيدر سليمان .. يجمع بين رشاقة الكلمة وصقلها ويطليها بمعالم جمالها الساحر الأخاذ

Facebook
Twitter
LinkedIn

عملنا سوية في قناة الرشيد ..هو الزميل العزيز حيدر سليمان الموصلي (أبو ريما ) ، طاقة إبداعية لاحدود لها في إعداد الأخبار والتقارير الإخبارية للتلفزيون وقبلها لوكالة الأنباء العراقية لسنوات طوال.

يجمع بين رشاقة الكلمة وصقلها، ثم يضفي عليها حيوية وحركية، بعد أن يطليها بمعالم جمالها الساحر الأخاذ ، ليجعل المشاهد ومن يستمع له، انه أمام معد متمكن من نفسه ومن قدراته.. يطوع الحرف ، حتى يحوله الى خيول تصهل وموسيقى تطرب الأسماع..

ما رأيته بأم عيني في الشاعر والكاتب والصحفي ( أبو ريما ) ، عندما كنا بقناة الرشيد الفضائية ، أنه رائع في أخلاقه وتعامله الطيب الودود مع زملائه ، وترى الإبتسامة لاتفارق وجنتيه، وهو يدخن سكارته على مدار اليوم، كونه مثقل بالأحزان ومسيرة من الآلام ، عاصرها خلال منتصف عمره ، لكن غلبة الرجال هي من كانت تطغي عليه، حتى تدرك أن الرجل وكل ما مر به من محن، يبقى نخلة شامخة بوجه الزمان، تأبى أن يحنيها الزمن، أو أن يطال ريح صرصر سعفها المتدلي وثمارها اليانعة، التي تزدان بها شجرته الوارفة الظلال، وهو ما يبقيه قادرا على مواجهة أعباء الحياة ، لكي يكون بمقدوره أن ينهض على ركبتيه، بوجه ظلم الزمن الأغبر ، الذي رافق سنوات مسيرته المضنية التي قضاها في أقفاص الأسر الملعونة، في الحرب التي دارت رحاها مع ايران لثماني سنوات، وشاءت إرادة الله أن يفرج عنه ، بعد سنين طويلة، أخذت من شبابه وطموحه وآماله الشيء الكثير.

وكلما حاولت الإقتراب من إبداعات الرجل وأغوص في أعماق شخصيته أجد نفسي عاجزا عن التعبير ، لكي أغترف من بحور الكلمات ، التي بوسعها أن تعبر عن مكنونات هذا الرجل، وكيف يتحدى الصعاب ويواجهها بصدر رحب ، غير هياب، وكأنه يقول للدنيا: ها أنذا أتحداك أن تختطفي معالم الشجاعة والرجولة في داخلي ، وأنا الموصلي الشديد البأس والمراس والطباع، فلا تحاولي معي أيتها الدنيا..جربي آخرين غيري ، وأتركيني أواجه أقداري بأفكاري وبقايا قيم وفضائل غرسها فينا رب السموات والأرض، فلا تقتربي مني، ودعاؤنا له بطول العمر، إلا بعد أن يرسل معك ربما (ملك الموت) رسالة يبلغك فيها بإنتهاء أجلي..عندها يقول لها : إحضري وسأكون ممنونا لأن أنساق لرغبتكم في أن أودع الدنيا، ولابد من أن تكون هناك جنات الخلد بإنتظارنا..فهي البقاء الأبدي والخيار الأبهى والإختيار الأروع ، بعد أن تركنا في الدنيا آثارا يتحدث الناس عنها ، وهي محفوظة بكل دقائقها عند رب عليم.

السيرة الذاتية:

** حأصل على شهادة البكلوريوس في الإعلام جامعة بغداد

** دخل معترك العمل الصحفي عام 1976 وهو تاريخ تعيينه في وكالة الأنباء العراقية، التي إستشهدت عام 2003 كما يقول، بقرار من الحاكم المدني بول بريمر .

** تنقل في عمله ضمن أقسام وكالة الأنباء العراقية ، وكان آخرها سكرتير تحرير في قسم الأخبار الدولية مع زملاء أعزاء من بينهم ماهر هاشم وحسام طبرة وإسماعيل جليل وعماد العتبي والمرحوم أبو وسام مدير القسم ، وغيرهم الكثير من الأعزاء الذين أن فاته ذكرهم، كما يقول، ففي القلب متسع لهم .

** عمل محررا في الصفحة الثقافية في صحيفة الاتحاد التي كانت تصدر عن اتحاد الصناعات العراقية في عام 1999 ..

** بعد إحتلال العراق من قبل القوات الغازية ترك وزملاءه في الوكالة في بحر البطالة بعد إغتيال حبيبتنا واع كما يقول ..

** في عام 2004 عمل مذيعا في اذاعة دار السلام لفترة قصيرة ، التحق بعدها في قناة نهرين الفضائية محرر أخبار ومن ثم سكرتير تحرير وقارئ تقارير منوعة المحتوى ..

** كما عمل لسنوات في قناة الرشيد الفضائية سكرتير تحرير وقارئ تقارير.

** سافر إلى خارج العراق وهو بلا عمل ، كما يقول ، بعد أن ساء وضعه الصحي ، حيث أربعة شرايين تم استبدالها وفتحت بعضها الآخر ، فضلا عن ما تبعها من خلل في الجسم ، وفي هذا وذاك ليس له إلا أن يقول الحمد لله في هذا الحال وكل حال ..

** له محاولات شعرية لم تخرج كما يقول عن كونها طفل يحبو لم يبلغ الحلم ..لكنه شاعر ضليع كما أراه وما سمعته منه..

** متزوج ولديه إبنتان ..ريما وسنا ..ولله المن والفضل ..

** خلآل وجوده خارج الوطن حاول ممارسة العمل الصحفي في مجلة تصدر عن قسم اللغة الانكليزية للمبتدئين في كلية (موهاك) حيث أجرى لقاء صحفيا مع عميد الكلية .وكذلك كتب خاطرة عنوانها (الفراشة ) وقام بترجمتها إلى الإنكليزية ..بمساعدة إبنته ..

** هناك بيت شعر يعجبه كثيرا كما يقول، وهو لأمير الشعراء أحمد شوقي ..

يا نفس دنياك تخفي كل مبكية

وإن بدا لك منها حسن مبتسم

** في الصباح تأخذه فيروز إلى عالم آخر مخترقا كل مأساة بفرح .

** لم يتطرق إلى مأساة الأسر التي عانى منها 17 عاما في مدن الجن الملعونة لانها ، كما يقول، تمزق الحشاشة والحشا ..فعذرا .

تحياتنا للزميل العزيز حيدر أبو ريما..وله من زملائه ومحبيه كل تحية وتقدير..وأمنياتنا له في الغربة بالشفاء والصحة والعافية..والتوفيق الدائم..

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب