18 نوفمبر، 2024 12:26 ص
Search
Close this search box.

حيدر العيادي أمام مهمة عسيرة ,,والعراقيون ينتظرون ساعة الفرج !

حيدر العيادي أمام مهمة عسيرة ,,والعراقيون ينتظرون ساعة الفرج !

ليلة الاثنين على الثلاثاء المصادف التاسع من ايلول تنفس العراقيون الصعداء لأن عهدا جديدا قد بدأ ، لكن وزارة الكهرباء أفسدت فرحتهم في تلك الليلة لغيابها عنهم ساعات طوال، بعد ان كانت قد تحسنت قبل أيامّ.

اجل..كان العراقيون على موعد جديد مع قدر جديد، لم يتذوقوا طعمه بعد،لكن مرارة السنين العجاف كانت كافية لتذكرهم بأن ما مضى يمكن ان يشكل انتقالة كبيرة في حياتهم.

كان العراقيون جميعا يعيشون كابوسا مرعبا، لانهاية له كما كانوا يظنون، ولكن ارادة الله لابد وان تضع حدا للطغيان، وتفتح ابواب انفراج الرحمة بعد كل شدة، أكلت من جرفهم الكثير، وكانت مرارتها بليغة ووقعها قاس ومأسانها بلغت حدا من الترويع تعجز ربما عن حمله الجبال.

ولا ادري لماذ انطفأت الكهرباء الوطنية ساعات طوال بلغت حدا لايطيقه عقل ، ويبدو انه عملية احتجاج على تولي وزير جديد لكهرباء، او محاولة من بعض المتصيدين في الماء العكر لتعكير ليلة العراقيين التي عاشوها وكانت مضنية، لولا أمل ينساب بين افئدتهم بأن ساعة خلاصهم من هموم الدنيا وبلاويها أصبح قاب قوسين أو أدنى.

الكثيرون تفاءلوا بقدوم رئيس وزراء جديد ، وهم يظنون ان العبادي امام مهمة عسيرة في ان يقود البلد الى واحة السلام والاستقرار ويودع عهود الحروب وويلاتها ومآسيها الدامية الى غير رجعة، وآخرون قد لايرون فيه فسحة من الأمل للخلاص من واقعهم المرير.

كان الله في عون العبادي ، الذي واجه ما واجه من محاولات سعت الى افشال مهتمه ، ومنهم من تآمر عليه من أقرب المقربين اليه، لكنه خرج من كل تلك المحاولات سالما حتى الان،وكان الدعم الامريكي والاقليمي واضحا في انه يريد انجاح مهمة العبادي هذه المرة.

والعراقيون الذين تحملوا عبء تلك تلك السنوات المريرة من القتل والترويع والسجون والمنافي والتهجير وهم بالملايين لديهم بقية امل ان تكتحل عيونهم من جديد ، بأن يشعل العبادي شمعة امل تضيء ليلهم الدامس والثقيل الوطأة ، لينتقل بالعراقيين بعيدا عن الحروب والتحشيد الطائفي والمذهبي وهدم رؤوس ملايين البيوت على ساكنيها حتى تحولت بعض محافظات العراق الى اكوام خربة لايسكنها الا الظلام ولعنة للايام السود التي حكمت تاريخ العراقيين واوصلتهم الى هذا المنحدر الخطير الذي تتفطر من هوله الجبال.

وامام العبادي تأييد عريي واقليمي ودولي واسع يمكن ان يكون معينا له، ومعه ملايين العراقيين الطامحين الى رؤية بلدهم وقد ودع حروب الجاهلية ، والاقتتالات والحروب العبثية، وايقاف حرب المدن والبراميل المتفجرة ووضع حدا للاعتقالات الكيفية ، وهي مهمة وان كانت عسيرة الا ان بمقدور العبادي ان يستغل الدعم المحلي والاقليمي والدولي لانجاح مهمته.

نتمنى للعبادي كل التوفيق في مهتمته الجديدة، وعسى ان يأخذ من دروس الماضي القريب والبعيد، مايجنبه العثرات لكي يسير بالبلد الى واحة الامان، ويرسم بسمة على وجوه العراقيين ويمسح عن اعينهم دموعا أضمنها حرقة السنين الباكيات الما وحسرة على ما حل بالعراق وما نولت على رؤوس العراقيين من مصائب ونكبات.

أملنا بالعبادي ان يوفق في مهمته ، وان يكون همه الاول استعادة الامن والامان وعودة الاستقرار الى ربوع  هذا الشعب الطيب الذي انهكته سنوات الضيم  ، والعراقيون معه ، ان سعى للتخفيف من محنتهم واراد الانتقال بهم الى واقع اكثر أمنا واستقرار، ليودع العراقيون سنوات الحروب الاهلية الى غير رجعة.

أحدث المقالات