لا شك ان رئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي ولد من رحم الصراع الشيعي و بظهور مفاجئ وغير معلن عنه و بدون سابق ترشيح لكتلة القانون التي تستحوذ معظم مقاعد التحالف الوطني الشيعي ولم يتوقع عناصر كتلة القانون ان يكون هناك ند لزعيمها الاوحد مستقبلا الذي اغدق على جميع عناصرها عطاء المال والمنصب .
حيدر العبادي الذي تمتع بحالة خاصة من المقبولية الوطنية الواسعة والاقليمية والعالمية و التي يترتب لاحقاً عليه دفع ثمن هذه المقبولية وهي ارضاء كل من منحه صفة القبول وطنياً واقليمياً وعالمياً وهو امر صعب تحققه في ضل الضغط المتسارع و المفاجئ للاحداث ,.
العبادي محاصر بين اطراف المقبولية الثلاث :- 1- ايران و مقبولية 2- امريكا ومقبولية 3- النجف و اي منها يجاري واي منها يخالف مع علمه الاخلال باحدها سيضيع عليه الوعد الذي قطعه بتصحيح مسار البلد من الذهاب اكثر نحو الانزلاق بهاوية الحروب الطائفية و التقسيم والتي يمكنه ايقافها باجنحة مقبولية الثلاث , وكانت معركة تكريت بمثابة ” الطعم له ” او اختبار له ولحكومته وقدرته بتحقيق النجاح و هذا النجاح قد ارضى طرفان ايران والنجف و اغضب الطرف الثاني امريكا , و الان عليه ارضاء الطرف الامريكي بابقاء الحال على ماهو عليه في الانبار لسنوات عدة كما تكهنت امريكا لاعوام الا ان هذا لم يرضي الطرف الثالث النجف و اثارة حفيضة الند المعارض له من دولة القانون و المدعوم من الطرف الاول ايران تحت حجة الفشل في قدرته على تحرير محافظة الانبار .
ضغط التيارات العالية التي يتعرض اليها رئيس الوزراء العبادي من تركات الحكومات السابقة وتهديدات داعش لتكرار اسقاط المدن و هجمة التشويه التي يتعرض لها من قبل مناصري زعيم كتلته الاوحد وقلة مناصريه من مذهبه وخارجه و عدم استجابة فصائل الحشد الشعبي وانصياعها لاوامره و على الرغم من قصر فترة حكمه هي ما وصلت به الى القول ان خروجه من الحكومة اسهل من دخوله اي مهيئاً ورقة استقالته وهذه الكلمة وحدها هي تهديد لوحدة العراق والتي دفعت بمناصري التقسيم والدواعش بالاندفاع اكثر لاغتنام المدن كمصفى بيجي والرمادي .
البلد الان يتعرض الى خطر لم يتعرضه من قبل والسبب انقسام زعامات البلد على نفسها في اخذ القرارات الوطنية مثلا او حتى الكتلوية اوالحزبية وهذا امر احسه العدو وبدى بالتقدم في بعض المناطق وفي مناطق النزاع الوطني .